سأتحدث من خلال تجربتي المتواضعة طالبًا ومعلمًا، وسأقول بكل صراحة وشفافية عن معايشتي ومعاناتي الشخصية مع بعض ما مر بي، سأركز على عملية إعداد المعلمين التي عشتها طالبًا في كلية التربية بمكة المكرمة، ثم معايشة إعداد المعلمين في مرحلة العمل الذي كان كله في خضم الإعداد، فبدأت في معهد المعلمين لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقلت إلى الكلية المتوسطة، وكلية المعلمين لأكثر من عشرين عامًا، واليوم أعيش تجربة أخرى في عملية اختيار وتعيين المعلمين السعوديين في مدرسة أهلية! تتميز كل مرحلة بخصائص عن الأخرى، وقد تتشارك مع بعضها في عناصر وخصائص أخرى، ولكن قد تبرز بعض العناصر لتهيمن على البقية فتحصد نصيبًا أكبر سلبًا وإيجابًا، من القضايا التي لابد من تركيز الضوء عليها: تدني مستوى خريجي الثانويات، وخاصة أبناء القرى حيث كنت أتوقع أنهم محرومون من التعليم الحقيقي، وقد أكد لي أبناء القرى ذلك خاصة الذين وقعوا فريسة للمعلمين غير السعوديين، فمنهم من يمارس بيع الأسئلة، ويتاجر في الدروس الخصوصية، كما أن مدير مدرسة متوسطة وثانوية قال لي بالحرف الواحد أنه يستخدم قوة الضغط على بعض المعلمين (ليكيلوا الدرجات) للطلاب بحجة تمكينهم من الحصول على قبول في الجامعات وإرضاء لرجاءات آبائهم الذين يريدون لأبنائهم الحصول على المكافأة الجامعية! وعندما كنت في كلية المعلمين بالمدينة المنورة وخلال فترة اختبارات القبول أتيحت لي فرصة المشاركة في بعض لجان المقابلة الشخصية، حيث كنا نواجه بالمستويات المؤلمة لمعظم خريجي الثانويات عامة وأبناء القرى خاصة، أمّا اليوم فمن ضمن أعمالي في المدرسة التي أعمل بها إجراء الاختيار والمقابلات للمتقدمين للعمل كمعلمين، وقد أصبت بحالة اكتئاب حقيقية جراء ما نواجهه (كلجنة) من تدني خريجي الجامعات السعودية عامة، وكلية الشريعة الإسلامية خاصة، فمن المؤلم حقًا أن لا يحسن معظمهم تلاوة القرآن الكريم عامة، والفاتحة، وقصار السور خاصة، أمّا عن مستوى إلمامهم بتخصصهم فهذا مبكٍ إلى درجة كبيرة، وهذا الكلام هو خلاصة خمس سنوات من القيام بهذه المهمة الصعبة! ومن المصائب الكبرى في ميدان التربية والتعليم اللجوء إلى التزييف والكذب والتمويه من قبل بعض منسوبي المجال، وخاصة المسؤولين، فهم لا يفتأون يمارسون هذا الدور الخطير مع كبار المسؤولين وخاصة رؤساءهم فلا يصدقونهم التقارير، ولا تنفيذ المهمّات، ومن المصائب الكبرى أيضًا انغلاق عقول بعض أصحاب الكراسي الدوارة في التعليم، فهم مصرّون على مبدأ (إنا وجدنا آباءنا على أمة) ولا تزال عقول بعضهم رافضة لأي تطوير حقيقي في الميدان، فالمهم عندهم إعداد التقارير ورفعها بأجمل صورة في حين الواقع أمر من المر! ومن المعاناة التي يواجهها بعض المعلمين والمعلمات من قبل مديريهم تكليفهم بدفع قيمة أوراق الاختبارات النهائية، وشراء لوازم للمدرسة من طابعات، وآلات تصوير، وأثاث، ومكاتب، وغيرها، وقد يكون لهم بعض التبريرات بسبب عدم تجاوب مديريات التعليم معهم بتوفير تلك الاحتياجات وغيرها، ولكن.. هل يمكن القبول بهذه التبريرات؟ sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :