تعتبر مشكلة البطالة من أكبر المشكلات التي تواجه الكثير من دول العالم ، وهي المشكلة التي تؤثر على المجتمع اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ، فهي تولد عدم الاستقرار السياسي ، وتولد التراجع الاقتصادي ، وتولد الكثير والكثير من المشاكل الاجتماعية والاخلاقية والسلوكية . تظهر البطالة دائما في الدول ذات التعداد السكاني العالي و المتزايد ، وفي الدول الفقيرة التي لاتملك تلك الثروات والتي لا تستطيع من خلالها علاج مشكلة البطالة لديها . أما المملكة فهي تمتلك اقتصادا يعتبر من أغنى اقتصاديات العالم إن لم يكن أغناها وتهفو إلية قلوب الملايين من العمالة الأجنبية للعمل بها ومع ذلك تعجز عن توظيف حوالي النصف مليون مواطن ؟؟ لقد تم صرف الملايين بل ربما المليارات من الريالات في سبيل توفير التعليم والتأهيل والتدريب للحصول على الوظائف ومع ذلك نجد أن أعداد العاطلين عن العمل تتزايد وأن نسبة السعوديين العاملين والموظفين تقل مما قد يسبب الكثير من المشاكل والآثار السلبية على المجتمع . عاش الاقتصاد السعودي في السنوات الأخيرة الماضية أزدهارا كبيرا وكان هذا الاقتصاد ينمو عاما بعد عام وكانت إيرادات الدولة قد وصلت لحدود قياسية لم تصل لها من قبل ، ووصل الإنفاق إلى مستويات عالية جدا ومع ذلك فإن أعداد العاطلين في تزايد مستمر ؟؟ في آخر إحصائية قامت بها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في المملكة كشفت أن معدل البطالة في المملكة ناهز 12 % أي مايقارب النصف مليون مواطن أغلبهم من الإناث . إذا أردنا أن نحل تلك المشكلة يجب على الدولة أن تتبنى طريقة واستراتيجية وطنية تشترك فيها جميع الوزارات والجهات الحكومية ، كما أن هناك ضرورة ملحة لإعادة هيكلة سوق العمل وذلك بتوفير فرص عمل جديدة بأجور مرتفعة للمواطنين وتقليص عدد العمالة الوافدة المنخفضة الكفائة والأجور . والتفكير في الآف الطلاب والطالبات الذين يتخرجون من الجامعات المحلية والأجنبية ولايحصلون على فرص عمل ، إما بسبب جشع بعض الشركات الخاصة أو بسبب ضعف الأجور ، وعلى العموم طالما بقيت الأجور متدنية وساعات العمل غير محددة فلن يكون هناك حافز لدى المواطنين للعمل بالقطاع الخاص . يجب توحيد الجهود بين جميع أجهزةالدولة والمواطنين والقطاع الخاص بالتحديد لتنفيذ خطة وطنية وقومية كما ذكرت سابقا يلتزم بها الجميع ويتم إعداد جدول زمني لتنفيذ تلك الخطة للقضاء على هذه المشكلة … تركي محمد الثبيتي https://twitter.com/trk1400
مشاركة :