بقلم: د.عبدالرحمن بن أحمد هيجان

  • 12/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ماذا ينبغي أنْ يقول الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم والمعلمون والمعلمات لطلابهم وطالباتهم في مناسبة البيعة الثالثة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؟ بحلول اليوم الثالث من ربيع الآخر عام 1439ه سوف تحل الذكرى الثالثة لبيعة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً للمملكة العربية السعودية. في هذه الذكرى أرى أنَّه لزاماً على الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات أنْ يذكِّروا أبناءهم وبناتهم وطلابهم وطالباتهم بقيم وإنجازات هذا الملك بصفته ملكاً وأباً وقائداً للمجتمع. إنَّني أعلم تمام العلم أنَّ هذه الرسالة لا تغيب عن كثير من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات، حيث يؤديها كل شخص بطريقته وإنْ كانت رسائلنا غالباً ما تكون في هذا الشأن موجهةً للكبار على حساب الأبناء والبنات. إنَّني في هذه المقالة أرى أنَّ من الملائم أنْ تكون لدينا جميعاً قواسم مشتركة نُذَكِّر بها أبناءنا وبناتنا وطلابنا وطالباتنا عن قيم وإنجازات ملك هذا البلد الكريم - المملكة العربية السعودية - الملك سلمان بن عبدالعزيز. إنَّني أتصور أنَّ هناك مجموعة من القيم والإنجازات التي يُمكن أنْ نشترك في التركيز عليها في ذكرى البيعة الثالثة للملك سلمان بن عبدالعزيز في تذكير أبنائنا وبناتنا وطلابنا وطالباتنا بمضامين ومعنى هذه المناسبة العظيمة. إنني أتصور أنَّ بإمكان كل أبٍ أو أمٍّ أو معلمٍ أو معلمةٍ أنْ يجلس أمام أبنائه وبناته وطلابه وطالباته ليقول لهم في هذه الذكرى الجميلة ما يلي: يا بني نحن أمام مناسبة عظيمة على قلوب أبناء وبنات هذا الوطن كباراً وصغاراً وهي مناسبة البيعة الثالثة المباركة للملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله وأمد في عمره - وسوف أذكركم ببعض قيم وإنجازات هذا الملك العظيم: أولاً: علينا أنْ نتذكر جميعاً أنَّ ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبدالعزيز ومن سبقه من ملوك هذا البلد يشرِّفهم أنْ يَتَسَمَّوا باسم خادم الحرمين الشريفين وهو اسم لا يوجد له مثيل في هذا العالم. إنَّ الملك سلمان بن عبدالعزيز يعتزُّ باسم خادم الحرمين الشريفين الذي أكرم الله بهما هذا البلد وهما المسجد الحرام في مكة المكرمة الذي به كعبة الله المشرفة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد عمل خادم الحرمين الشريفين وما زال يعمل على تطوير هذين الحرمين الشريفين وذلك من خلال أعمال التوسعة وتهيئتهما لزوارهما من داخل وخارج المملكة. إنَّ حرص خادم الحرمين الشريفين على خدمة هذين المسجدين لا يفوقهما أي حرص لديه وذلك نابع من حبه لدينه ووطنه. إنَّه ملك مثال للقائد الأمين المتفاني في خدمة دينه ومقدسات هذا البلد، حيث يعتز بهذه الخدمة ويجعلها على الدوام أولوية في حياته الشخصية والعملية وهذا ما يجب أن نتذكره في ذكرى بيعته الثالثة - حفظه الله. ثانياً: علينا أنْ ندرك قيمة من قيم خادم الحرمين الشريفين وهي قيمة الأمانة. فلقد تقلَّد - حفظه الله- مقاليد الحكم وهو يعلم تمام العلم أنَّها أمانة عظيمة لا تعادلها أمانة وذلك من حيث رعايته وحفظه لدين الله ورعايته وحفظه لحقوق الوطن والمواطن. لقد كرَّر كثيراً في خطاباته المتعددة وفي خططه للدولة ومنها رؤية المملكة العربية السعودية أنَّ المواطن في المقام الأول وذلك ناجم عن استشعاره - حفظه الله- بعظم الأمانة ومكانتها تجاه هذا المواطن والوطن. لقد حمل خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- هذه الأمانة بكل اقتدار وسخر وقته وطاقته وإمكاناته لخدمة هذا الوطن والمواطن فكان خير أمين لهذه الأمة. إنَّه ملك مثال للقائد الأمين الذي حمل الأمانة وما زال يحملها ويؤديها بكل اقتدار وهذا ما يجب أن نتذكره في ذكرى بيعته الثالثة - حفظه الله. ثالثاً: كان ولا يزال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يُوصف بأنَّه ملك الحزم. هذا الوصف أو هذه القيمة التي استحقها هذا المالك الحازم إنَّما جاءت نتيجةً قراراته المهمة الحازمة في مواجهة أي تحديات داخلية أو خارجية. لقد أخذ على نفسه عهداً ألَّا يختل أمن هذا البلد وألَّا يعتدي عليها أحد من الخارج فوفى بعهده فكان حازماً في قراراته. لقد كانت قرارات خادم الحرمين الشريفين على مستوى المنظمات الإقليمية والدولية تعكس مكانة وإصرار المملكة على الدفاع عن حقوقها دون التدخل في شؤون الآخرين. كذلك فقد ظهر هذا الحزم في جهود خادم الحرمين الشريفين في مكافحة الفساد، حيث تُعتبر قراراته في هذا الشأن مثالاً نموذجيًّا على مستوى العالم، حيث لم تستثنِ هذه القرارات أي مواطن أو مقيم متورط في هذا الداء وهو ما جعل المواطن السعودي في المقام الأول يفخر ويعتزُّ بهذه القرارات. لقد كانت نتيجة هذا الحزم وطنٌ آمنٌ مستقرٌّ يحظى بالاحترام والتقدير من الداخل والخارج كما جعلت هذه القيمة من المواطن السعودي فخوراً بكل ما تحقق لبلده نتيجة هذا الحزم الذي عايشه ولا يزال يعايش آثاره ونتائجه. إنَّه ملك مثال للقائد الحازم الذي لا يتردد عن اتخاذ أي قرار من شأنه حماية هذا الوطن وإعلاء مكانته إقليميًّا ودوليًّا. رابعاً: عندما تذكر قيمة الحزم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فلابد أنْ تذكر معها قيمة العدالة أو العدل. لقد حرص خادم الحرمين الشريفين أنْ يكون العدل سائداً في هذا المجتمع لا تأخذه فيه لومة لائم. لقد رأى أنَّ المجتمع السعودي لن يستقر ولن يُحقِّق أهدافه الطموحة ما لم يكن هناك عدل ينعم به المواطن والمقيم. إنَّ العدل في المملكة العربية السعودية الذي ترعاه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز له خصوصيته التي تميز المملكة العربية السعودية عن غيرها، حيث إنَّه مستمد من كتاب الله وسنة رسوله. إنَّ المواطن والمقيم ليدركان تمام الإدراك قيمة ومكانة العدل في المملكة العربية السعودية وهو الأمر الذي يجعل من حق أي مواطن سعودي أنْ يفخر بقيمة العدل في بلده وهو ما جعلها مأوى الكثير من الوافدين من أرجاء العالم كافة الذين يقدرون حق التقدير قيمة العدالة في المملكة العربية السعودية في ظل إدارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. إنَّه ملك مثال للقائد العادل الذي يحرص على أنْ يكون العدل متاحاً في المجتمع وذلك لإيمانه بأنَّه لا استقرار لأي مجتمع من دون قيمة العدالة. خامساً: لا تذكر جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلَّا وتذكر مبادراته في تطوير وتنمية المجتمع. لقد حرص - حفظه الله- منذ توليه الحكم على أنْ يرسم مستقبل هذا البلد بما يضمن له أنْ يكون في مصاف الدول المتقدمة فكان من بين مبادراته - حفظه الله- برنامج التحول الوطني 2020 والرؤية الوطنية 2030. لقد تضمنت هذه الرؤية إلى جانب برنامج التحول الوطني طموحات المملكة على مستوى فئات المجتمع كافة وفي مقدمتها الشباب والمرأة. لقد تمَّ ترجمة أهداف هذه الرؤية والبرمج إلى قرارات عملية تمثلت في إشراك جيل الشباب والشابَّات من أبناء هذا الوطن في إدارة مهام الدولة على المستويات كافة. كذلك فإنَّنا يجب أنْ نتذكر في هذه المناسبة أنَّ حكومة خادم الحرمين الشريفين قد اتخذت قرارها على تجنيب الأجيال القادمة أية مخاطر ناجمة عن الاعتماد على مصدر واحد وهو البترول، حيث عملت على تنويع مصادر الدخل والتأكيد على ذلك من خلال مشاركة المواطن في هذا التوجه وهو ما يُعدُّ ترجةً حقيقية لمضامين التنمية المستدامة. كذلك لا بدَّ أنْ نُذكِّر أنَّ جهود خادم الحرمين الشريفين في عملية التطوير والتنمية قد بدأت من خلال المشاريع الضخمة التي تشهدها مناطق المملكة كافة في مدنها الصناعية والاقتصادية المتعددة، ولعلنا نذكر هنا بالحدث الضخم الذي شهده عهد خادم الحرمين الشريفين المتمثل في مشروع «نيوم» الذي يقع أقصى شمال المملكة، حيث يهدف هذا المشروع ضمن إطار تطلعات المملكة في 2030 إلى تحويل المملكة إلى نموذج عالمي في الصناعات والتقنية. إنَّه ملك مثال للقائد المطور الذي يحرص على أنْ يكون التطوير والتنمية منهجاً لمسيرة هذا المجتمع وذلك لإيمانه بأنَّه لا مستقبلَ لأي مجتمع من دون جهود التطوير والتنمية. سادساً: إننا ينبغي أنْ نتذكر أنَّ حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- لم تنسَ رسالتها تجاه العالم فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والدعم للأشقاء والأصدقاء من دول العالم كافة. لقد حرص خادم الحرمين الشريفين منذ توليه للحكم على أنْ تستمر جهود المملكة العربية السعودية في إغاثة ودعم الأشقاء والأصدقاء في الأزمات والكوارث، حيث تعدُّ المملكة العربية السعودية من بين أولى دول العالم في القيام بهذا الشرف الرفيع. لقد شهد عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث تمَّ تأسيسه في 27 رجب 1436ه. لقد قدَّم هذا المركز عديداً من المساعدات لكثير من الدول وكانت المملكة العربية السعودية هي المبادرة في هذا الشأن ما جعلها موضع احترام وتقدير الشعوب الأخرى. إنَّ المملكة العربية السعودية اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هي الدولة الأولى في مساعدة الشعب الفلسطيني والشعب السوري والشعب اليمني والشعب الصومالي وعديد من شعوب العالم، حيث لا تتوانى عن تقديم واجبها في الدعم والمساندة. إنَّه ملك مثال للقائد المحب للإنسانية والمتفاني في خدمة الأشقاء والأصدقاء وذلك لإيمانه النابع من عقيدته ووطنيته أنَّه من الواجب عليه نصرة الأشقاء والأصدقاء في الأزمات والكوارث. إن هناك عديداً من القيم والإنجازات الأخرى التي يمكن أنْ نذكِّر بها أبناءنا وبناتنا وطلابنا وطالباتنا في مثل هذه المناسبات العزيزة على قلوبنا التي منها مناسبة الذكرى الثالثة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله. إنَّنا - كما ذكرتُ سلفاً- غالباً ما نرسل رسائلنا في مثل هذه المناسبات إلى الكبار وننسى إلى حدٍّ ما أبناءنا وبناتنا وطلابنا وطالباتنا عن تذكيرهم بمثل هذه الرسائل في مثل هذه المناسبات. إننا نعتقد أنَّ أبناءنا وبناتنا وطلابنا وطالباتنا خاصة صغار السن منهم قد لا يستوعبون هذه الرسائل وهو اعتقاد خاطئ تماماً. إنَّهم اليوم أكثر كفاءةً في تلقي واستيعاب ما يتلقونه من رسائل وربما يفوقوننا في فهم واستيعاب بعض هذه الرسائل وذلك ناجمٌ عن وسع مداركهم وفهمهم لخارج محيطهم الثقافي والاجتماعي. إنَّ مناسبة بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- لتحتم علينا آباءً وأمهاتٍ ومعلمين ومعلماتٍ أنْ نُذكِّر في هذه المناسبة أبناءنا وبناتنا وطلابنا وطالباتنا بقيم وإنجازات هذا القائد الكبير الذي يكنُّ له الجميع الحب والتقدير ويتمنى له مسيرةً عامرة بالخير والعطاء. * عضو مجلس الشورى

مشاركة :