كتب ـ عاطف الجبالي: أكد السيد حسن الإبراهيم، رئيس قطاع تنمية السياحة في الهيئة العامة للسياحة، أن السياحة البحرية شهدت نمواً كبيرًا خلال الموسم الجاري رغم الحصار الجائر الذي تتعرض له دولة قطر منذ يونيو الماضي، مشيراً إلى أن هناك عدداً من البواخر السياحية العالمية أكدت حضورها خلال موسم السياحة البحرية المقبل 2018/‏2019. وقال في تصريحات خاصة لـ الراية على هامش استقبال الباخرة السياحية العملاقة «أم أس سي سبلنديدا» : هيئة السياحة بالتعاون مع شركائها اتخذت مجموعة من الإجراءات الجوهرية والتي ساهمت في تقليص تأثير الحصار على القطاع السياحي، ولعل أبرز هذه المبادرات إعفاء 80 جنسية من تأشيرة الدخول وتنويع الأسواق السياحية والتوسع في تدشين مكاتب تمثيل سياحي في أبرز الدول المصدرة للسياحة». أضاف: في إطار جهودنا لتنويع الأسواق السياحية قمنا بتوقيع اتفاقية مع دولة الصين وتم تدشين مكتب تمثيل سياحي في الصين، وسيتم افتتاح مكاتب أخرى في روسيا والهند خلال الفترة المقبلة. وكشف الإبراهيم، أن أعداد السياح إلى قطر تشهد نمواً مضطرداً منذ الحصار، حيث استقبلت الدولة أكثر من 140 ألف سائح خلال شهر نوفمبر الماضي وتأتي هذه النتائج بفضل الإجراءات التي اتخذتها هيئة السياحة بالتعاون مع شركائها في وزارة الداخلية والخطوط القطرية ومواني قطر ومطار حمد الدولي. تنويع الأسواق وأوضح أن دولة قطر لم تتعامل في السابق مع معظم الأسواق السياحية البارزة في تصدير السياح إيمانا بأهمية السوق الإقليمي، ولكن بعد الحصار تم تسريع خطط تنويع الأسواق السياحية المستهدفة والتي كانت مدرجة ضمن خطط هيئة السياحة خلال عامي 2020/‏ 2021 . وأشار الإبراهيم إلى أن دولة قطر ليست حديثة في مجال السياحة برغم حداثة الاستراتيجية الوطنية للسياحة، حيث إن الدولة استثمرت على مدار عقود في تأسيس أفضل خطوط جوية في العالم، وقامت بإنشاء أفضل مطار بالمنطقة وضمن الأفضل في العالم، بالإضافة إلى المرافق السياحية العصرية من فنادق ومطاعم ومراكز تسوق ومدن ترفيهية. وقال: إن تنويع الأسواق السياحية المستهدفة مدروس بما يحافظ على الاستدامة الاجتماعية والثقافية، وأن تكون الشرائح والأسواق المستهدفة تتماشى مع مبادئ وأخلاق وطبيعية الشعب القطري. وتوقع رئيس قطاع تنمية السياحة في الهيئة العامة للسياحة، أن يمتص القطاع السياحي خلال العامين المقبلين تأثير الحصار ويعود لتحقيق معدلات نمو أفضل مما كانت عليه قبل الحصار، مبدياً تفاؤله أن تستقطب قطر 5.7 مليون سائح بحلول 2023 وذلك وفق ما وعدت به هيئة السياحة ضمن الاستراتيجية الوطنية. وأشار الإبراهيم إلى أن دولة قطر ستستقبل 21 باخرة سياحية خلال الموسم السياحي الحالي، موضحاً أن السياحة البحرية شهدت نمواً بمعدل 1000% مقارنة بما تم تحقيقه خلال موسم 2015/‏2016، وتحقق هذا النمو بفضل التعاون المثمر بين هيئة السياحة ووزارة الداخلية ومواني قطر. تبسيط الإجراءات ونوه إلى أن الجهات المعنية قامت بتبسيط وتسهيل إجراءات دخول سياح البواخر إلى دولة قطر، موضحاً أن هيئة السياحة تتلقى ردود أفعال إيجابية جداً من جميع الشركات المنظمة لرحلات البواخر السياحية بعد أن أصبحت قطر وجهة رائدة في المنطقة للسياحة البحرية. وأعرب عن تطلعه أن ترتفع أعداد السياح إلى قطر عبر البواخر السياحية إلى 250 ألفاً خلال السنوات الخمس المقبلة، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق دون مواصلة التعاون المثمر بين جميع الجهات المعنية. وقال الإبراهيم، إن إجراءات دخول وخروج سياح البواخر السياحية في ميناء الدوحة لا تستغرق سوى بضع دقائق رغم الأعداد الكبيرة على متن السفن. وأشار إلى أن القطاع الخاص يتولى مهمة تنظيم برامج ورحلات ترفيهية لزوار البواخر السياحية داخل قطر، وهناك باصات للتوجه إلى جميع الأماكن التراثية والتاريخية والترفيهية، موضحاً أن 80% من السياح على متن البواخر السياحية يحجزون رحلتهم للتجول داخل قطر قبل الوصول، وباقي السياح يديرون بأنفسهم برنامجهم الترفيهي دون الاستعانة بهذه الشركات. وكشف الإبراهيم أنه بعد الانتهاء من تطوير بعض المرافق الأساسية في ميناء الدوحة يمكن استقبال البواخر السياحية لأكثر من 13 ساعة وذلك من خلال طريقتين: الأولى تسمح باستقبال البواخر سياحًا وافدين عبر مطار حمد الدولي ، أما الطريقة الثانية فتتمثل في أن تبدأ رحلات البواخر السياحية من داخل قطر.