ميدل إيست آي: جولة الأمير بإفريقيا تظهر قوة قطر

  • 12/27/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال نبيل الناصري الدكتور في العلوم السياسية ومدير مرصد قطر، إن الدوحة تبذل جهوداً كبيرة لتطوير وجودها في إفريقيا منذ فترة حكم الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، مشيراً إلى أن جولة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد التي شملت ست دول هذا الأسبوع تهدف إلى إظهار قدرة الدوحة على تحدي منافسيها ومنعهم من التقليل من نفوذها في المجتمع الدولي.وأضاف الكاتب، في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، أن مشاركة الدوحة في إفريقيا كانت ملحوظة بشكل خاص عندما كانت القارة التي مزقتها الأزمات في حاجة إلى وسطاء السلام، مشيراً إلى أنه خلال العقد الأول من القرن الحالي، كانت قطر لاعباً نشطاً في مختلف مفاوضات السلام، سواء بتسوية الخلافات بين إريتريا وجيبوتي، أو تلك التي تقع ضمن نطاق «اتفاق سلام دارفور»، الذي كان يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية المروعة في السودان. وتابع الكاتب: إلى جانب هذه الجهود الدبلوماسية، تسعى الدوحة منذ عام 2005 إلى إقامة شركاء اقتصاديين في إفريقيا لتوفير فرص التنمية لجهاز قطر الطموح للاستثمار. وبفضل احتياطي يقدر بحوالي 300 مليار دولار، استثمر الجهاز بكثافة في القطاع الزراعي، حيث رأت الدوحة أن الأراضي الزراعية الغنية في إفريقيا هي الحل للاكتفاء الذاتي من الغذاء. وأوضح الكاتب أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد يبحث عن أكثر من سياسات الشراكة الثنائية، فهو يبحث عن حلفاء سياسيين لمواجهة الخلاف بين قطر وجيرانها من دول الخليج، مشيراً إلى أن جولة الأمير التي تشمل ست دول في غرب إفريقيا هي ثالث جولاته الدبلوماسية الكبيرة منذ أواخر الصيف. وأضاف أنه بعد زيارات رسمية لتركيا وألمانيا وفرنسا في شهر سبتمبر، وعدد من الدول في آسيا في نوفمبر، تهدف الجولة الإفريقية إلى اظهار أن قطر لم تتعرض لشلل اقتصادي بسبب الحصار الذي استمر أكثر من ستة أشهر، وإظهار قدرة الدوحة على منع منافسيها من التقليل من تأثيرها في المجتمع الدولي، وتكمن رمزيتها في أن الدول التي يزورها الأمير كانت تنحاز عموماً لمواقف المملكة العربية السعودية. وأشار الكاتب إلى أن الرياض التي عقدت العزم على حشد دعم أكبر عدد ممكن من الحكومات لقرارها بفرض حصار اقتصادي على قطر، هددت في أوائل يونيو بتخفيض مساعدتها لبعض البلدان الإفريقية، بل إنها استخدمت تأشيرات الحج كوسيلة للابتزاز لإجبارهم على قطع العلاقات مع الدوحة. ولفت الكاتب إلى أن جولة أمير قطر التي شملت ست دول، جزء من حملة الدوحة الرامية إلى فتح أسواق في البلدان ذات الإمكانيات الاقتصادية القوية. وأوضح أن قطر تسعى للحصول على دعم استراتيجي في محاولتها لإضفاء المصداقية على صورتها كفاعل دولي ملتزم بقوة بمكافحة تمويل الإرهاب. وتعتبر المرحلة الثانية من هذه الجولة حاسمة في هذا الصدد، حيث تقول قطر إنها مستعدة لتوقيع اتفاق تعاون أمني مع مالي، لتوفير المساعدات العسكرية والمالية اللازمة في مكافحة البلاد ضد انتشار المنظمات الإرهابية. واختتم الكاتب مقاله بالقول إن هذه المساعي تكذب المزاعم التي نقلتها وسائل الإعلام الأوروبية والأميركية حول موقف الدوحة المزعوم بشأن عدد من الجماعات الراديكالية.;

مشاركة :