تساقُط الشِّعر في خريف العمر | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 10/3/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لقَد اتّفقنا مِن قَبل؛ أنَّ كُلّ شَيء قَابل إلَى أنْ يُحال إلَى التَّقاعُد، ومِن تِلك الأشيَاء التَّصوير الحسّي في الشِّعر، لأنَّه حِين أَتَت الكَاميرا؛ أصبَح دور الشَّاعر في تَصوير الأشيَاء مَحدودًا، وأقَل تَأثيرَا ودِقَّة؛ مِن دِقّة وتَأثير آلة التَّصوير، ومِن هُنَا قَالوا: إنَّ صورة وَاحدة تُساوي أَلف كَلِمَة..! وحتَّى لَا يُفهم المَقال في الاتجَاه الخَطأ، دَعونا نَشرَح المَقَال بالمِثَال، مَع أنَّ الأمُور ستُفهم عَكس مَا يُريد الكَاتِب..! في البدَاية تَأمَّلوا هَذا البَيت؛ الذي كَتَبه الشَّاعر "أبوصخر الهذلي"، ليُبيّن أثَر تَذكّر الحَالة التي تَنتَابه حِين يَتذكّر حَبيبته، حَيث يَقول: وَإِنِّي لَتَعْرُونِي لِذِكْرَاكِ هِزَّةٌ كَمَا انْتَفَضَ العُصْفُورُ بَلَّلَهُ القَطْرُ قَد يَكون تَصوير الشَّاعر في المَقطع الأوّل مِن البَيت؛ عَميقًا وصَادقًا، ولَكن لَو وَضعتُ لَكُم المَقطع الثَّاني؛ وهو "انتفَاض العصفور حِين يبلّله المَطر"؛ في هَذا البَيت، ثُمَّ عَرضتُ عَليكم مَقطعًا في الفيديو؛ يُظهر عصفُورًا يَنتفض؛ ليُخلّص جسمه مِن المَطر الذي لَصَق بِهِ.. بالله عَليكم أيُّهما أكثَر وَقعًا..؟! دَعونا مِن هَذا البَيت، وانظرُوا إلَى البَيت الآخَر، حِين يَقول الشَّاعِر: فَوَجْهُكِ كَالنَّارِ فِي ضَوْئِهَا وَقَلْبِي كَالنَّارِ فِي حَرِّهَا إنَّ الشَّاعِر في الشّطر الأوّل؛ لَا قِيمَة لتَصويره، فأنتَ لَو أَتيتَ بصُورة امرَأة وَضّاءة، وَجهها كالنَّار مِن النّور، لأُعجَب النَّاس بالصّورة، أكثَر مِن إعجَابهم بهَذا الشّطر "المَعفوس".. ولَكن الشّطر الثَّاني مِن البَيت، فِيهِ تَصوير لِمَا في القَلب، وهَذا مَا لَا تَستطيع الكَاميرا أنْ تُصوّره.. وفي مِثل هَذه الصّور يُستحسن الشِّعر..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّ الشِّعر عَلى قِسمين: قِسم يَتكلّم عَن الصّور الحسّية المَلموسة، وهَذا يَبدو أنَّ مهمّة الشِّعر مَعه انتَهت إلَى التَّقاعُد، ولَكن يَبقى الشّعر مُنتصباً ليَصف الأمُور المَعنويّة، كالحُزن والأسَى ولَوعة الفرَاق..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :