حساسية العُمر من الخطوط الحُمر | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 6/24/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بوَصفي أَحَد عُمّال المَعرفة، ومُوظّفاً في إدَارة التَّفكيك –أعني تَفكيك الكَلِمَات والمُفردَات-، لا أبتَعد كَثيراً عَن درَاسة الألفَاظ الحَسنة، والإجَابَات البَديعة، التي تَتسلّل إلَى القَلب مِن غَير وَاسطة، كَما يَتسلّل المَاء الزُّلال إلَى جَوف الظَّمآن..! ونَظراً لأنَّنا نَفتقر إلَى الكَلَام الحَسَن، والإجَابَات البَلاغيّة، التي تَأخذ بتَلابيب العَقل، سأذكُر لَكُم بَعض الإجَابَات التي سَطّرها التَّاريخ، ومَا ذَاك إلَّا لرَوعتها، وجَودة الفِكرة فِيها: قَال "أبوبكر بن أبي شيبة": (قِيل لـ"العبّاس بن عبدالمطّلب": أنتَ أكبَر أَم "رَسول الله" –صَلّى الله عَليه وسلّم-؟ قَال: هو أكبَر منِّي، وأَنَا أَسنُّ مِنه –أي أكبَر مِنه سِنًّا-)..! وهَذا القَول شَبيه بقَولٍ آَخَر؛ وَرَدَ في كُتب التُّرَاث، حَيثُ قِيل لـ"أبي وَائل": (أيُّكما أكبَر؟ أنتَ، أَم "الرَّبيع بن خيثم"؟ قَال: أنَا أكبَر مِنه سِنًّا، وهو أَكبَر منِّي عَقلاً)..! كَمَا نَجد سُرعة بَديهة؛ وجَمَال الإجَابة عِند "طويس المغنّي"، حَيثُ سَأله "أبان بن عثمان" قَائلاً: (يا "طويس": أنَا أكبَر، أَم أَنت؟ قَال: جُعِلتُ فِدَاك.. لقَد شَهدتُ زِفَاف أُمَّك المُبَاركة)..! هَذا جَانب مِن الإجَابَات الأخّاذة السَّريعة، فِيمَا يَتعلّق بالسِّن، أمَّا مَا يَتعلّق ببِرِّ الأبنَاء بآبَائهم، فقَد رَوت كُتب التَّاريخ أنَّ "عمرو بن ذر" سُئل: (كَيف بِرُّ ابنك بِك؟ قَال: مَا مَشيتُ نَهاراً قَطّ إلَّا مَشى خَلفي، ولا لَيلاً إلَّا مَشى أَمَامي، ولا رقيَ عِلّيةً وأنَا تَحته)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّني اختَرتُ هَذه الإجَابَات، وبالذَّات مَا يَخصّ مَسألة السِّن، لأنَّنا - بكُلِّ صَفَاقَة- نَسأل عَن أعمَار النَّاس، وهَذا قَد يُحرج البَعض، وبالذَّات العُنصر النِّسائي، وقَد قِيل: (إذَا أَرَدْتَ أنْ تَكذب المَرأة فاسألها عَن عُمرها)..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :