الحج أنموذج للأمة المسلمة | د. محمد سالم الغامدي

  • 10/4/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

وأمتنا الإسلامية في هذه الأيام المباركات تعيش فرحتها بعيد الأضحى المبارك وممثلوها حجاج بيت الله اجتمعوا في هذه البقعة الطاهرة بقلوب مؤمنة صافية خالية من الغل والحقد والكراهية أراها فرصة سانحة للم الشمل وإذابة كل أسباب الخلاف والتناحر بين حكوماتها ومذاهبها وطوائفها الذي أدخل أمتنا العظيمة في حالة من الضعف والوهن جعلها تصبح لقمة سائغة تلوكها الأمم من حولها وحتى عادت فكرياً تعيش مرحلة العصر الجاهلي في تنافرها وتشرذمها وتناحرها المقيت بين قبائلها ومختلف فئاتها حينما كانت الحروب تقوم بينها لأوهن الأسباب ،لكن تلك الحالة المقيتة تبدلت حين أشرقت الرسالة السماوية عن طريق الوحي الرباني لنبي الرحمة محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام فجاء بذلك المنهج الرباني المحدد بالأنموذج الاسلامي كي تستكمل مسيرتها الحضارية ملتزمة بتعاليمه السمحة ومستقية من قيمه الفاضلة لبناء الفرد وإعمار الأرض وتبني أمجاد تليق بعظمة ذلك الدين ،لكن ذلك لم يستمر كونها لم تلبث بعد حين أن عادت مرة أخرى الى تلك الحالة المزرية فعاشت أغلب فتراتها الزمنية في منعزل عن المسيرة الحضارية للعالم من حولها وانتبذت مسلكاً محفوفاً بممارسات القتل والتخريب والسلب والنهب والاضطهاد وحكم الجبروت الذي يتنافى تماماً مع تعاليم ومبادئ دينها الحنيف واستمر ذلك الواقع في حالة من التأرجح بين قوم تلو قوم حتى جاءت هذه المرحلة الزمنية التي نعيشها اليوم حيث بلغت حالة الاختلاف حداً لافتاً وبالغ الخطورة من حالة التشرذم والتناحر لم تبلغه من قبل مما يوحي بمستقبل أكثر قتامة في ظل تنامي الحالات الخلافية في كل صغيرة وكبيرة حتى في تعاليم دينها الحنيف الذي يعد مصدر قوتها وعظمتها . ومن يتتبع ذلك الواقع يشعر بالأسى والحزن كون الداء أصبح ينخر في قلب الأمة ودينمو حراكها وهو دينها الذي يتضح من خلال بروز الكثير من المذاهب التي تحمل بعض المسميات الإسلامية في ظاهرها لكن الكثير منها لا يحمل من الدين سوى اسمه وبرزت مذاهب أخرى مؤسلمة ذات اتجاه سياسي بحت مما يعني ان الدين قد اتخذ مركباً للوصول الى مآرب أخرى وهذا الأمر بالتأكيد سيضاعف حالة الخلاف والتناحر واتساع الفجوة بين أفراد الأمة العربية والإسلامية وكم هو محزن ان ذلك الذي أراه مصطنعاً من طرف البعض أو مصنوعاً من أطراف خارجية لتحقيق مآرب اقتصادية أو سياسية ثم تكون أمتنا هي الضحية من خلال تفككها وتشرذمها وتناحرها حيث نرى أن صبغة ذلك الخلاف تتنامى يوماً بعد يوم وتتجذر حتى تصل الى أدق التفاصيل بل إن أمتنا الإسلامية أصبحت أداة منفذة بكل دقة لبروتوكولات حكماء صهيون المشئومة التي تنص في مجملها على نشر الفوضى والحروب بين مذاهب الأمة الاسلامية وطوائفها وتأجيج الخلافات والصراعات السياسية وتشويه صورة الدين الاسلامي كما يحدث هذه الأيام من قبل تلك الفرق المتأسلمة ومن خلال افشال أنظمة التعليم، وتنصيب قيادات ضعيفة يسهل استخدامها وتطويعها لتنفيذ تلك البروتوكولات ومن خلال تطويع أجهزة الإعلام لخدمة تنفيذ تلك البروتوكولات المشئومة التي يعيش المسلمون في هذه المرحلة الزمنية التفاصيل الدقيقة لمراحل تنفيذها . فهلَّا كان هذا الاجتماع المبارك المحفوف بالإيمان الصادق فرصة للعودة الى بناء أمة متحابة متوادة متعاونة متكافلة كما هو الحال في عصر النبوة وكما هو الحال المتمثل في هذا الجمع الذي نعيشه هذه الأيام في هذه البقعة الطاهرة ،وهلا اتخذ ولاة أمر المسلمين ومؤسساتهم الضامة لهم هذا الموقف العظيم فرصة ليكون الأنموذج الرائع مصدرعودة لأمتنا العظيمة الى التكوين الرباني الذي شرعه الله سبحانه في كتابة العظيم وعلى يد نبيه المصطفى محمد بن عبد الله خير البرية ومنقذ البشرية ..هلا تحقق ذلك ؟. والله من وراء القصد . للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :