من وأد قوى المسلمين ؟ | د. محمد سالم الغامدي

  • 10/5/2013
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

وهب الله العالم الإسلامي الكثير من عوامل القوى الطبيعية والمالية والبشرية والدينية التي تجعل من أمة الاسلام قوة كبرى تستطيع أن تتحكم في العالم بأسره كما هو حال بعض الدول الكبرى التي لاتمتلك مثل نصف تلك القوى لكنها بالتأكيد استثمرت قواها المتوفرة لديها خير استثمار، فسادت العالم وتحكمت في أركانه ومن أهم تلك القوى التى وهبها الله للمسلمين لكن لم يستثمروها على الوجه المطلوب : قوة العقيدة المستمدة من كتاب الله الكريم وسنة نبيه الشريفة والتي كانت المصدر الأول لقوة الدولة الإسلامية في عصرها الأول والتي على أساسها انطلقت الفتوحات الإسلامية حتى وصلت إلى الصين شرقاً وإلى فرنسا غرباً . أما القوة الآخرى فهي القوة الاقتصادية التي تتمثل في الحجم الهائل من الثروات الطبيعية التي وهبها الله للدول الإسلامية والتي تعد مصدر الثقل للاقتصاد العالمي كالبترول مثلاً والمعادن بمختلف قيمها الثمينة والمتوسطة والرخيصة والغازات الطبيعية .. إلى غير ذلك من الثروات الطبيعية . ومن تلك القوى أيضاً : القوة البشرية والتي تعد المحرك الرئيسي لكل العوامل الاخرى فعدد سكان العالم الإسلامي يفوق ( سدس ) سكان العالم وهذا ليس بالأمر الهين عند حسن استثماره . وقوة أخرى لاتقل أهميتها عن سابقاتها ألا وهي المواقع الاستراتيجية التي تتحكم في الكثير من المنافذ والثغور ذات الأهمية الاستراتيجية البالغة اقتصادياً وعسكرياً. إن توفر العوامل السابقة وغيرها مما لا يحصى .. تجعل من أي بلد قوة عظمى سياسياً واقتصادياً يجعله يحتل مرتبة الصدارة عالمياً .. أو على الأقل في المراتب المتقدمة على مستوى العالم لكن ما يدعو للاستغراب والأسف معاً أن توفر تلك العوامل لدى العالم الإسلامي أصبح ذا نتائج عكسية حيث تحولت إلى قوة مهدرة من قبل كثير من المسلمين ومستغلة من قبل أعدائهم بل لقد تم تحويلها إلى سلاح ضدهم وهو بأيديهم وملك لهم فعقيدتنا التي هي أهم مصادر قوتنا بدلت مفاهيمها فتحولت لدى الكثيرين من أسس متينة إلى مظاهر خاوية بفعل تخاذل المسلمين وتشرذمهم العقدي فتحولت تلك القوة الى صراعات مذهبية وطائفية أنهكت الامة وفككت أركانها وأوهنت جسدها ولازال الاعداء يستثمرون ذلك خير استثمار فتحولت العديد من اركان العالم الاسلامي الى اداة يحركونها كيفما أرادوا ولعل مايعيشه المسلمون اليوم من تشرذم وانقسام ماهو الا نتاج ذلك . فكانت الفرصة السانحة لاعداء الامة لسلب تلك القوة وانهاكها حتى أصبحت الأمة الإسلامية أمة مسلوبة الإرادة لا تجيد الكثير من دولها استخدام اسلحتها وإمكاناتها وطاقاتها . . أما قوة المسلمين البشرية فقد أصبحت في معظمها قوى هامدة خاوية الفكر والجسد مما شجع الأمم الأخرى لأن تتداعي وتتكالب عليهم وهذا ليس بغريب لأنهم غيروا فتغيروا كما يقول سبحانه وتعالى ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) إن حال المسلمين في هذا العصر وما وصلوا إليه من ضعف ووهن يؤكد ما قاله نبينا عليه الصلاة والسلام حين قال : ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تتداعى الأكلة على قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ، بل أنتم يومئذ كثير .. ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن .. فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية المـوت (…) وهذا هو حقاً حال المسلمين اليوم … فندعو الله سبحانه لامتنا ان تنهض بابنائها وتستثمر قواها الموؤدة والله من وراء القصد. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :