عمليات أمنية استباقية في تونس لتأمين رأس السنة بقلم: آمنة جبران

  • 12/30/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

عمليات أمنية استباقية في تونس لتأمين رأس السنةكشفت العمليات الاستباقية المكثفة التي تعتمدها قوات الأمن التونسية لتأمين مناسبة رأس السنة الميلادية، عن تعافي أجهزة الأمن واسترداد نجاعة استخباراتها، لتحقق بذلك تقدّما في جهود تطويق الإرهاب والحفاظ على استقرار البلاد، خاصة وأن الجماعات المتطرفة تستغل المناسبات الرسمية لترجمة عقيدة العنف والكراهية التي تعتنقها عبر هجمات إرهابية.العرب آمنة جبران [نُشر في 2017/12/30، العدد: 10856، ص(4)]يقظة تامة لتعقب أثر الإرهابيين تونس - تكثف أجهزة الأمن التونسية من حملاتها الأمنية في مختلف المحافظات لتأمين البلاد خلال رأس السنة الميلادية، وتعتمد على العمليات الاستباقية للتصدي لأي هجوم إرهابي محتمل. وقالت وزارة الداخلية التونسية، الجمعة، إن 54 ألف عنصر من الأجهزة الأمنية المختلفة سيتولون تأمين الاحتفالات برأس السنة الميلادية. وأضافت الوزارة في بيان “يتواصل توفير الإمكانيات البشرية والمادية غرة يناير 2018 لتأمين تنقلات المواطنين بين مختلف المحافظات تزامنا مع رأس السنة الميلادية”. كما أعلنت وزارة الداخلية في بلاغ لها عن نتائج حملاتها الأخيرة في إطار جهودها لتطويق الإرهاب، حيث تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم في مناطق عدة.يسري الدالي: أغلب الهجمات الإرهابية في تونس كانت في المناسبات الرسمية وألقت فرقة الأبحاث والتفتيش بمحافظة منوبة (شمال) القبض على عنصرين تكفيريين (رجل وامرأة)، وبعد التحري معهما اعترفا بتبنيهما الفكر التكفيري وتعمدهما تنزيل تدوينات وصور تمجّد تنظيم داعش على حسابيهما بفيسبوك. واحتفظت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمحافظة القيروان (وسط) بعنصر تكفيري للاشتباه بانضمامه إلى تنظيم إرهابي، وذلك لتحريضه على الفكر المتطرف في مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكّنت فرقة الأبحاث من إيقاف عنصر تكفيري بالعاصمة التونسية وإحالته على الفرقة المختصة. كما ألقت القبض على عناصر مشبوهة أخرى بمحافظات سوسة وبنزرت وزغوان. وأوضح يسري الدالي الخبير الأمني لـ“العرب” أن “وحدات الأمن التونسية تكثف إجراءاتها الأمنية في رأس السنة، لتعمد الجماعات المتطرفة استهداف أمن البلاد في المناسبات الرسمية”. وأشار الدالي إلى أن “أغلب الهجمات الإرهابية التي عاشتها تونس كانت في المناسبات”. وتصاعدت في تونس هجمات جماعات جهادية مسلحة عقب الثورة التي أطاحت مطلع عام 2011 بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. وأدت إلى مقتل العشرات من قوات الأمن والجيش والسياح الأجانب، إضافة إلى مدنيين. وبدا لافتا اختيار المتطرفين الاحتفالات بالأعياد والمناسبات للقيام بعملياتهم الإرهابية. وبين الدالي قائلا “الإرهابيون يعتقدون أنه لا يجب أن نحتفل برأس السنة، وفي رمضان يظنون أن الشهر مخصص لهم، فيعاقبوننا على ذلك”. ويقوم الفكر المتطرف على نشر الكراهية وترهيب الآخر باستبدال قيم السلام التي تنادي بها كل الأديان بلغة العنف والفوضى، لتكون وسيلته نحو التمدد. ويعتمد في ذلك على استراتيجيات عدة، كآلية الذئاب المنفردة التي باتت أكثر انتشارا في السنوات الأخيرة. ورأى الدالي أن “وزارة الداخلية تعافت منذ عام 2015”. مضيفا أن “الاحتياطات الأمنية باتت أكثر جدية والحملات الأمنية متواصلة”. وشهدت البلاد عام 2015، عمليات إرهابية متفرقة في متحف باردو بالعاصمة تونس، وأحد فنادق مدينة سوسة (شرق)، وفي شارع محمد الخامس وسط العاصمة، أودت بحياة العشرات من السياح الأجانب والأمنيين. لكن أجهزة الأمن تداركت إخفاقاتها السابقة لتحقق تقدما ملموسا نجح في بث الطمأنينة بين الأهالي وعودة الاستقرار بالبلاد، ويؤكد الدالي على أن ” الاستخبارات التونسية أصبحت أكثر نجاعة حيث تجتهد وتترصد المتطرفين عبر المواقع الإلكترونية وتلاحق من لهم نوايا الانضمام إلى الجماعات المتطرفة”. ونفذت وحدات الأمن والجيش التونسي، مساء الخميس، عمليّة أمنيّة مشتركة في مدينة القصرين (وسط غرب)، في إطار العمليات الاستباقية التي تقوم بها لتأمين رأس السنة. وبحسب الدالي فإن “الحملات الاستباقية تهدف إلى مهاجمة المتطرفين في أوكارهم والفتك بهم قبل إقدامهم على أي عملية. أي استباقهم في الفعل”.855 عملية عسكرية نفذتها وحدات الأمن التونسية عام 2017 للتصدي للإرهاب بالمناطق المشبوهة وقالت مصادر أمنية لوكالة الأناضول إن “العملية تمت بالاشتراك بين الوحدات العسكرية ووحدات الأمن مدعومة بطائرات عمودية (مروحيات)، وتمت خلالها مداهمة أماكن مشبوهة داخل المدينة ومحيطها، والقيام بعمليات تمشيط وتفتيش”. وأشارت إلى أن “العملية تأتي في إطار تأمين نهاية رأس السنة الميلادية، وكاستباق لأي عمليات إجرامية قد تنفذها عناصر مطلوبة للعدالة أو إرهابية”. وأوضحت المصادر أن “هذه العمليات ستتواصل خلال الأيام القادمة، لإشاعة الأمن والطمأنينة لدى الأهالي”. وتشهد القصرين من حين إلى آخر تعزيزات أمنية، وعمليات تمشيط نتيجة قربها من الجبال والمرتفعات التي لا تزال تشهد تحركات لعناصر إرهابية، رغم تراجع نسق العمليات الإرهابية خلال السنة الأخيرة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الوحدات الأمنية ببنقردان من محافظة مدنين، نفذت عملية أمنية، الأربعاء، أسفرت عن تفكيك خلية إرهابية، وإلقاء القبض على عناصرها البالغ عددهم 10 أشخاص، والذين يشتبه في انتمائهم إلى سرية المهاجرين التابعة لتنظيم القاعدة بليبيا. وأعلن وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي في نوفمبر الماضي عن “وجود معلومات متواترة حول العشرات من الإرهابيين؛ تونسيين وأجانب موجودين بالمدن الغربية الليبية ينوون التسلل إلى تونس وتنفيذ عمليات إرهابية”، دون ذكر تفاصيل إضافية. وتشدد تونس مراقبتها على الحدود الشرقية مع ليبيا عبر ساتر ترابي ممتد على نحو 250 كيلومترا، كما وضعت نظام مراقبة إلكتروني بدعم من ألمانيا والولايات المتحدة للحد من تسلل المتشددين. ونفذت وحدات الأمن التونسية منذ مطلع العام الجاري 855 عملية عسكرية في إطار التصدي للإرهاب بالمناطق المشبوهة، شارك فيها 30 ألف عسكري أفضت إلى القضاء على 5 عناصر إرهابية والكشف عن 20 معسكرا، وتحطيم وإبطال مفعول 100 لغم، وحجز تجهيزات مختلفة مقابل استشهاد عسكري، وتعرّض 35 لإصابات متفاوتة الخطورة.

مشاركة :