الأمن التونسي يكثف عملياته الاستباقية ضد المخططات الإرهابيةيرى خبراء أن تونس استعادت استقرارها في الآونة الأخيرة، حيث أحكمت وحدات الأمن قبضتها من خلال تكثيف العمليات الاستباقية للقضاء على الإرهاب. وعكست النتائج الإيجابية الميدانية لملاحقة الإرهابيين نجاعة استراتيجية الحكومة في التصدي لأي طارئ يهدد أمنها. كما تشير النتائج إلى تحسن كبير في استعداد القوات الأمنية، إضافة إلى دعم الحكومة والمساندة الشعبية اللذين ساهما في تعافي أجهزة الأمن واستعادة الثقة فيها.العرب آمنة جبران [نُشر في 2017/05/31، العدد: 10649، ص(4)] تونس - قالت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء، إنها أوقفت ستة أشخاص على علاقة بـ”إرهابي خطير” تم القضاء عليه خلال العملية الأخيرة في القصرين (وسط غرب) مؤخرا. ووضعت قوات الأمن على لائحة الأشخاص المفتش عنهم في الداخل والخارج ستة أشخاص كانوا ينشطون في خلايا نائمة في العاصمة التونسية والقصرين وثبتت صلتهم بإرهابيين ينشطون في الجبال الغربية لتونس وبآخرين موجودين في دول عربية تعيش توترات. وأكدت التحريات دعم العناصر المذكورة لكتيبة “جند الخلافة” بتونس الموالية لتنظيم داعش الإرهابي بمبالغ مالية هامة من العملات الأجنبية والمحلية. وقال خبراء أمنيون وباحثون تونسيون في الحركات المتشددة إن العمليات الأمنية الاستباقية الأخيرة في تونس كشفت عن نجاعة أجهزة الأمن في ملاحقة الإرهابيين، مما مكنها من تحقيق تقدم ميداني ساهم في استقرار الأوضاع في البلاد. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية الاثنين، عن القضاء على إرهابي، وصفته بـ”الخطير”، وجرح آخر في منطقة حاسي الفريد من ولاية القصرين بالوسط الغربي لتونس. وأكد بيان صادر عن الوزارة أن الإرهابي الذي تم القضاء عليه “يشتبه في أن يكون قياديا بتنظيم داعش الإرهابي متحصن بجبل السلوم (محافظة القصرين) منذ عام 2014”.علية العلاني: عدم التفطن للعمليتين الأخيرتين كان سيحدث كارثة أمنية واقتصادية وقال يسري دالي الخبير الأمني التونسي، في تصريحات لـ”العرب”، إنه “ميدانيا واستخباراتيا وتقنيا نلاحظ تحسنا كبيرا في أداء الأجهزة الأمنية التونسية”، موضحا أنه بداية من العام 2011 كانت الأجهزة الأمنية مرتبكة “إذ فقدت الثقة في نفسها”. ويرى الدالي أن “أداء الأجهزة الأمنية بدأ تدريجيا في التعافي وقد نجم عنه تحقيق نتائج إيجابية بسبب الدعم والمساندة اللذين منحهما وزير الداخلية هادي مجدوب ورئيس الحكومة يوسف الشاهد للأمنيين”. ويرجع الدالي التقدم الأمني في تونس إلى “عودة عمل الإدارة العامة للمصالح الفنية (جهاز مخابرات تقني)” التي أفرزت دفعا كبير جدا للنتائج الميدانية لمقاومة الإرهاب. ويحظى العمل الاستخباراتي التقني خلال العمليات الميدانية بدور هام يتمثل في تتبع أجهزة الكمبيوتر والنشاط على الإنترنت خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الأمر منح دفعا كبيرا للأمنيين إلى تحقيق نتائج ممتازة على الأرض. وتابع الدالي “الحاضنة الشعبية لمقاومة الإرهاب أيضا ساهمت في تحقيق التقدم الأمني”، مضيفا أن هناك دعما شعبيا سهل العمل الاستخباراتي من خلال توفير المعلومة الضرورية. ويرى الدالي أن المساندة الشعبية “سببها عودة الثقة في الأجهزة الأمنية للتعاون معها من أجل ضرب الإرهاب وقطع دابره”. وقال سفيان السليطي، الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، إن العملية الأمنية التي جرت الاثنين “وقع الإعداد لها منذ ستة أشهر بالتنسيق مع النيابة العمومية بالقطب القضائي والوحدة المختصة لمكافحة الإرهاب التابعة للحرس الوطني”. وأوضح السليطي أن المجموعة كانت تخطط لشن هجمات إرهابية خلال شهر رمضان تحت إشراف القيادي التابع لجند الخلافة الذي قضي عليه خلال العملية. وقال علية العلاني الخبير الأمني، لـ”العرب”، إن “العمليتين الأخيرتين من النوع الثقيل أي أن عدم التفطن لهما كان سيحدث كارثة أمنية واقتصادية للبلاد”. وتم خلال العملية الأولى القضاء على أمير كتيبة عقبة ابن نافع ومساعديه، التي تصنفها وزارة الداخلية التونسية من بين المجموعات الإرهابية الناشطة في البلاد. وقضت العملية الثانية على إرهابي يشتبه في تورطه في هجمات سابقة”. وأضاف العلاني أن اعتقال عناصر إرهابية أخرى مكن السلطات الأمنية من كشف معطيات هامة ساهمت في نجاح عملها. وأوضح العلاني أن “الجاهزية الأمنية التونسية خاصة في المجال الاستخباراتي تحسنت بشكل كبير حيث أن الخبرة والمهنية اللتين حصلت عليهما القوات الأمنية والعسكرية مكنتاها من التصدي لمخاطر أي تهديدات إرهابية محتملة”. وشنت وحدات الأمن التونسي نهاية أبريل الماضي عملية استباقية بولاية سيدي بوزيد (وسط) انتهت بالقضاء على إرهابيين اثنين والقبض على أربعة آخرين. وأكدت وزارة الداخلية أن المجموعة كانت تخطط لتنفيذ هجمات خلال شهر رمضان. وتتمركز مجموعات مسلحة مرتبطة بتنظيمي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وداعش في جبال تونسية واقعة على الحدود الغربية مع الجزائر وتتبع لولايات القصرين (وسط غرب) وجندوبة والكاف (شمال غرب)، وفق السلطات التونسية. وتصاعدت في تونس تهديدات جماعات جهادية مسلحة منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي مطلع العام 2011. وأسفرت هجمات إرهابية عاشتها تونس عن مقتل العشرات من قوات الأمن والجيش والمدنيين خاصة من السياح الأجانب.
مشاركة :