غدا تنطلق وفود الحجيج عائدة من حيث أتت، وقد ملأها يقين خالص بعفو بالغ من الله الرحيم الغفور الودود الجواد الكريم. غدا تخلو الخيام البيضاء وغدا تودع منى ضيوفها الأحباء، وقد شهدت لهم بعمل صالح وجد بالغ وحب لله ورسوله وتعظيم لشعائر الله، فذلك من تقوى القلوب. وشعائر الحج وأيام الحج وإدارة الحج ونجاح الحج كلها تحمل دلائل ولها معطيات. نجاح الحج فضله لله عز وجل أولا، ثم لجهود كبيرة عظيمة بُذلت، ولأيد صادقة نظيفة عملت. ومع مرور الموسم تلو الموسم، ترتفع درجة الاحترافية في الأداء، والمهنية في التنفيذ. وما كان مقبولا بالأمس لم يعد مقبولا اليوم، ذلك أن الظروف قد تغيرت، والأحوال قد تبدلت، والموارد والأموال ولله الحمد قد توفرت. وأما المؤشرات فكثيرة، لعل أولها القيادات الجديدة التي هي حتما تكمل مسيرة من سبق، لكن برؤية حديثة ومنهج أكثر علمية ودقة. هذه الرؤية الحديثة تسري لمن دونها فتؤثر وتوجه وتحسّن وتطور. وقبل ذلك تقدم النموذج والقدوة. قيادات اليوم أكثر تفهما لحاجات الناس وأكثر قابلية للتغيير نحو الأفضل. وأما الأمثلة فهي كذلك كثيرة، ولعل أولها رأس الهرم في لجنة الحج العليا سمو وزير الداخلية الذي يقدم نموذجا حيا للآخرين من حوله، يترجمه من دونه من القيادات الأمنية في معظم القطاعات التابعة للوزارة. ولعلّ توجيه مدير عام الأمن العام على كافة العاملين في قطاعه بضرورة تغيير أسلوب التعامل مع المواطن لمؤشر قوي على أداء متطور. وفي إمارة منطقة مكة المكرمة قيادة شابة تعاصر أول موسم لها في تجربة الحج الفريدة، وهي مدركة لعظم المهمة ونبل الرسالة ومشقة التكليف. وأما وزارة الحج فقد حظيت بوزير لامع واقتصادي نبيه وشخصية قل أمثالها. ولذا ترى في الوزارة روحا جديدة تُرجمت إلى أعمال رآها الناس في الميدان من شاكلة «الحج منخفض التكاليف» تيسيرا على العاجزين عن تحمل الأسعار التجارية السائدة. وأما الأفكار التي ما زالت تحت الدراسة فأحسبها كثيرة ومجدية وستطور حتما من نشاط الحج وشقه الآخر نشاط العمرة. وأما أمانة العاصمة المقدسة، فحديثي عنها غدا بإذن الله تعالى. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :