شهدت القاهرة أخيراً فعاليات تشكيلية عدة، من بينها معرض «الآخر» للفنان أيمن صلاح طاهر، واستضافته قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا، في حين استقبلت قاعة الباب «أصداء الأزمنة 3» للفنان د. مجدي عبد العزيز، وضمّ مجموعة من لوحاته المستوحاة من تراث الفنون الزخرفية والخط العربي. وفي غاليري العاصمة بحي الزمالك، أقام الفنان عمر الفيومي معرضه «الساحر» بحضور لفيف من الفنانين والنقاد والشخصيات العامة. شهدت قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية، افتتاح معرض «الآخر» للفنان أيمن صلاح طاهر، حيث قدّم نحو 50 لوحة تحمل طابعاً تجريدياً، وصياغات لونية متفردة، وذلك بحضور حشد من المثقفين والشخصيات العامة، من بينهم وزير الثقافة السابق د. عماد أبو غازي، والكاتبة عائشة عبد الغفار والفنانان فرغلي عبد الحفيظ، ولطفي أبو زيد. أشاد الحضور بأسلوب الفنان المميز في التعبير عن أفكاره ومشاعره، تجاه موضوعات مختلفة عدة، والتي قاربت الحبكة الدرامية في صياغات لونية ذات حركة وإيقاع موسيقي شاعري رغم ميلها إلى التجريد، والبعد عن التشخيص التقليدي، لتتحول اللوحة إلى مشهد سينمائي مفعم بتفاصيل تثير دهشة الرائي، وتمنحه متعة بصرية من خلال التناغم بين المضمون وجماليات التشكيل. ضمّ «الآخر» لوحات تحتفي بالمشاعر الرومانسية، وعلاقة الإنسان بالآخر، والتعبير عن لغة حوارية من خلال الأداء الهارموني الموسيقي في حركة الشخوص وميلها إلى الإيحاء والتجريد الشكلي، وهو ما يميز أسلوب الفنان وتأثره بمدرسة والده الفنان الراحل صلاح طاهر. يذكر أن أيمن صلاح طاهر تخرج في كلية الفنون الجميلة المصرية عام 1970 قسم الديكور، وله معارض ومشاركات دولية ومصرية عدة، ونال جوائز كثيرة خلال مشواره الفني، إضافة إلى فوزه بجوائز أخرى عن كتبه المصورة، ككتاب «التاريخ» الذي فاز عنه بجائزة إيطالية عام 1997 كأفضل كتاب مصور لعام 1996. زخارف تراثية من جهة أخرى، افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري د. خالد سرور، معرض «أصداء الأزمنة 3» للفنان د. مجدي عبد العزيز، بقاعة الباب بدار الأوبرا بالقاهرة، وضمّ مجموعة مختارة من أحدث لوحاته ذات النسق التجريبي، بحضور لفيف من أساتذة الفنون الجميلة وفنانين ونقاد. لفت د. خالد سرور، إلى أن أعمال عبد العزيز تتسم بالبعد التراثي والتاريخي، وثراء تجربته الإبداعية في مناحي التجريب والبحث الدائم عن التفرد، كذلك تنوع مجالات التناول ورؤى الطرح، فضلاً عن النسق الجمالي ذي الدلالات الحروفية والزخرفية، وتوظيف مخزونه الثقافي والحضاري والبصري، ليقدم لوحات ذات هوية مصرية وعربية أصيلة. وقال د. أحمد نوار: «يعد مجدي عبد العزيز من جيل يتحمل مسؤولية إبداعية مهمة، ويمد جسور التواصل الفكري في مجال الإبداع الفني، ويغوص في دروب البيئة والتراث دارساً وباحثاً ومنقباً بين زوايا وانحناءات الزخرفة والحرفية، مفرزاً تجربة جمالية متفردة، ومازجاً بين تقنيات فنون الطباعة اليدوية، ما أعطاها بعداً عضوياً جمالياً». د. مجدي عبد العزيز من مواليد عام 1949 بحي عابدين بالقاهرة، وحصل على دكتوراه المعادلة في الفنون التطبيقية - المجلس الأعلى للجامعات المصرية 1987، وسبقها الدبلوم العالي من الأكاديمية العليا في الاتصالات المرئية والتصميم للفنون ببرلين الغربية ألمانيا 1986، وفي ذات العام نال لقب مصمم عالمي من الأكاديمية العليا للفنون ببرلين. وللفنان إسهامات عدة سواء في مجال العمل الأكاديمي أو البحثي فضلاً عن معارض خاصة عدة ومشاركات بالمعارض والمسابقات الفنية المصرية والدولية داخل مصر وخارجها، وهو نال خلال مشواره جوائز وتكريمات محلية ودولية أيضاً، وله مقتنيات لدى أفراد في ألمانيا وفرنسا والكويت وتونس والأردن، والنمسا وأميركا والنرويج. سقوط الأقنعة استضاف غاليري العاصمة بحي الزمالك بالقاهرة معرض «الساحر» للفنان عمر الفيومي، وضم 25 لوحة متنوعة الخامات والمجالات، تحمل في مضمونها طرح فكرة الخداع البصري، وموضوعات اجتماعية وإنسانية شديدة العمق، بأسلوب فني مشوق، ويتراوح بين لغة الكاريكاتور الساخرة وفن «البورتريه». أشاد الحضور بتجربة «الساحر» وارتكازها على مزيج من خبرات الفنان خلال مشواره الإبداعي، لا سيما في مجال «التصوير» وتعبيره عن قضايا اجتماعية بلغة ساخرة، وإطلاق المشاعر الكامنة، فضلاً عن إيصال فكرة اللوحة الرئيسة، وتناغمها مع الألوان بأطيافها المختلفة، بما يحقق المتعة البصرية والوجدانية للملتقي. عمر الفيومي (60 عاماً) تخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قسم التصوير الجداري 1981، وأكاديمية الفنون الجميلة «ريبن» 1991، وأقام معارض خاصة عدة في القاهرة والإسكندرية ومدن مختلفة في العالم، وله كثير من المشاركات بالمعارض الجماعية، وأعمال جدارية في القاهرة وأماكن أخرى في مصر، وغيرها.
مشاركة :