التوازن النفسي.. طريق السعادة

  • 1/6/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الرضا عن النفس مهم جداً في حياتنا، هو نعمة من النعم التي وهبها الله لنا، فهو يجلب السعادة، يحفز النشاط، يقلل من التوتر والقلق والضغط العصبي، يؤدي للشعور بالتوازن النفسي يقابله على المستوى الصحي كفاءة أعلى وأداء أفضل. الإحساس بالرضا يجعلنا ننظر إلى ما نملكه وليس ما يملكه الآخرون، بالتالي نصل لحالة من التصالح والتوافق مع كل ما يحيط بنا، سواء أشخاصًا أو أشياء، هناك من يقضي حياته كلها يفتقده، يبحث عنه ويحاول أن يصل إليه. تتباين الأسباب التي تدفع شخصًا يشعر بالرضا عن نفسه وآخر بعدم الرضا، يتساوى الغني والفقير، الرجل والمرأة، الطفل والناضج، المريض والسليم، والجاهل والمتعلم. هناك فقراء لديهم حالة من الرضا وأغنياء يملكون الكثير لكنهم لا يتمتعون بهذا الشعور، هناك من يشعر بالرضا عن نفسه على المستوى الشخصي لكنه لا يملك نفس الشعورعلى المستوى العام ولا يفصل بينهما، فتسبب له حالة من عدم الرضا، من يؤجل عمله لآخر لحظة يعجز عن إنجاز عمله بالمستوى المطلوب في الوقت المناسب، فيصاب بحالة من عدم الرضا، الطالب الذي لا يستذكر دروسه إلا قبل الامتحان بوقت قصير يشعر بالتقصير، وبعدم الرضا عن نفسه، من يعاني مشاكل صحية بسبب التدخين، ويقرر التوقف عنه، عندما يجلس مع أصدقائه يدخن، فينتابه شعور بعدم الرضا لأنه فشل في أن يلتزم بما قرره من قبل، من أكثر ما يؤدي للشعور بعدم الرضا عن النفس عند البعض مواقع التواصل الاجتماعي، عندما يتصفحون صور احتفال أو رحلة أو مناسبة سعيدة أو لحظات جميلة، يبدأ المقارنة بين حياته وحياة أصدقائه، ولا يميز أن هذه اللقطات هي لحظات بسيطة وليست الحياة بصورة عامة، فيشعر أنه غير سعيد وغير راض عن حياته، الأشخاص الذين يتمحورون حول ذاتهم غالباً لا يشعرون بالرضا، بينما نجد من يعاني إعاقة ما في غاية الرضا عن نفسه، يتعامل مع إعاقته على أنها حافز له ليكتسب مهارات وينتج ويتفوق ويتميز ويشارك في الحياة العامة. كى نصل للشعور بالرضا عن النفس علينا أن نحاسب أنفسنا بشكل دائم، نراجع القرارات التي اتخذناها، المواقف التي مرت بنا، نملك الشجاعة لنعيد تقييم الموقف واتخاذ قرارت تصحح أي مسار خطأ، ولا نستمر فيه لمجرد العناد أو التشبث بالرأى أو إثبات أننا على حق، ألا نتوقف عن المحاولة، لا نستسلم للصعوبات التي تواجهنا، بل نحاول أن نتخطاها ونسلك طرقا أخرى، كلما تعودنا على النفس الطويل كلما شعرنا بالرضا عن أنفسنا.استشارات نفسيةفوبيا الأماكن المرتفعة - أود أن أستفسر عن حالتي كلما استقل المصعد أو أي شيء مرتفع تصيبني رهبة وخوف ، أرجو منكم تفسير حالتي ، وكيف أزيل هذا الخوف . الشيء الذي تُعاني منه هو ما يُسمى في مصطلح علم النفس بـ «الفوبيا أو الخوف» ، والخوف درجات، فقد يكون بسيطاً، أو متوسطاً، أو شديداً، بالإضافة إلى أن الخوف أنواع، ومنه ما ذكرته أنت في رسالتك، وهو الخوف من ركوب المصعد، ومن ركوب السيارة، ومن السفر، وغيرها من المخاوف. ومعروفٌ أن الفوبيا مرضٌ نفسي، والمقصود به: الخوف الشديد المتواصل من مواقف، أو نشاطات، أو أجسامٍ معينة، أو أشخاص؛ وهذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيقٍ وضجر. الفوبيا أو الخوف الذي تُعاني منه، يحتاج إلى علاجٍ روحيٍ إيماني وسلوكي، أكثر منه إلى علاج دوائي وأقصد هنا بالعلاج الروحي الإيماني هو: تقوية علاقتك بالله سبحانه وتعالى، والتمسك بحبله، وعدم اللجوء إلا إليه، ويكون عندك يقينٌ تامٌ أن النافع والضار هو الله، وأن كل شيء مقدرٌ بأمره، فاطمئن، ولا تخف، ولا تحزن، وغيّر هذا الحزن بالفرح، والخوف والقلق بالاطمئنان والراحة. كذلك أنت بحاجة إلى علاجٍ سلوكي، وهناك خطواتٌ يمكن لك اتباعها من أجل الخروج من أزمتك هذه، وهي كالآتي: 1- تمسك بحبل الله تعالى، واطلب منه العون والسداد، والتوفيق والشفاء. 2- تعلم الرضا، وعدم السخط؛ فهذا سيجلب لك الراحة النفسية. 3- أكثر من قراءة القرآن والأذكار «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» . 4- عدم التفكير السلبي في السلوك الذي ستقوم به. 5- عدم إرسال رسائل سلبية فيها الخوف والتردد إلى عقلك الباطني، فكلما برمجت نفسك على الخوف من الشيء الذي أمامك؛ بالفعل ستحدث لك أعراضُ الخوف، من خفقانٍ، وجفاف الحلق، وكثرة رجفان في اليد، وستنفذه في عقلك الواعي. 6- حاول أن تستخدم تمرين الاسترخاء لعدة فترات؛ لكي يزول عنك بالتدريج هذا الخوف. 7- يجب أن تعلم أن الخوف لا يزول مرةً واحدة، ولكن يحتاج إلى تدرجٍ لإزالة مشاعر الخوف والهلع التي كنت تخاف منها، والمرتبطة برؤية شيءٍ، أو ركوبِ شيء، أو دخول مكانٍ ما. 8- لا تعتمد كثيرا على العلاجات الدوائية، ولكن كما قلت لك: العلاج الإيماني، بالإضافة إلى العلاج السلوكي، وأن تواجه هذه الأشياء والمواقف دون خوفٍ أو تردد. 9- حاول أن تُسافر، وتركب السيارة، وتركب المصعد، وتحدّ كل هذه الأمور وغيرها بدون خوف، ودائماً أعط كما قلت لك رسائل إيجابية إلى عقلك الباطني أنه لن يحدث شيءٌ -بإذن الله تعالى-، وإنما هي أفكار وسواسية سيطرت على دماغك. 10- حاول أن تكون صاحب ابتسامةٍ عريضة؛ فالابتسامةُ تخفف من خوفك وهلعك، وتُنسيك كل الهموم والأحزان. قد يكون الخوف من الأشياء هو سبب زيادة تهيج القولون العصبي عندك، فحاول أن تكون هادئا مطمئنا مستقر البال، فالجانب النفسي سينعكس لا محال على الجانب الجسدي.تفاءل وابدأ الحياة - في كل الأمور يتوقف النجاح على تحضير سابق، وبدون مثل هذا التحضير لا بد أن يكون هناك فشل. - إن قضاء سبع ساعات في التخطيط بأفكار وأهداف واضحة لهو أحسن وأفضل نتيجة من قضاء سبعة أيام بدون توجيه أو هدف. - الحكمة الحقيقية ليست في رؤيا ما هو أمام عينك فحسب بل هو التكهن ماذا سيحدث بالمستقبل. - اغرس اليوم شجرة تنم في ظلها غدًا. - عندما تعرض عليك مشكلة ابعد نفسك عن التحيز والأفكار المسبقة، وتعرف على حقائق الموقف ورتبها ثم اتخذ الموقف الذي يظهر لك أنه أكثر عدلاً وتمسّك به. - خلق الله لنا يدين لنعطي بهما، فلا يجب إذا أن نجعل من أنفسنا صناديق للإدخار، وإنما قنوات ليعبرها الخير فيصل إلى غيرنا.مهارات حياتية  - تجنب العنف اللفظي والعملي، وابتعد عن كثرة الملامة والعتاب. - امزج مع التوجيه والنصح الابتسامةَ الصادقةَ والدعاء لهم بالخير. - اختر الوقت المناسب للتوجيه دون إفراط أو مبالغة . - لا بأس من التغافل - أحيانا - عن بعض أخطاء الطفل ، لا سيما العفوية منها . - إذا احتاج الطفل إلى تأديب فلا بد من الرفق والتوسط في العقاب. - الحوافز والتشجيع والثناء لها دور كبير في استقامة السلوك. - لا تطالبهم بمعايير الكبار، ولا تأمرهم بما هو خارج نطاق قدراتهم. - تكيف وتقبل تصرفات الأولاد غير المرغوبة، وتعامل معها باعتدال وهدوء.بقدر المشاعر الإيجابية تكون الثقة بالنفسالتعرف على الذات.. يصنع الشخصية القوية إن من نعم الله على العبد أن يهبه المقدرة على معرفة ذاته، والقدرة على وضعها في الموضع اللائق بها، إذ أن جهل الإنسان نفسه وعدم معرفته بقدراته يجعله يقيم ذاته تقييماً خاطئاً فإما أن يعطيها أكثر مما تستحق فيثقل كاهلها، وإما أن يزدري ذاته ويقلل من قيمتها فيسقط نفسه. فالشعور السيئ عن النفس له تأثير كبير في تدمير الإيجابيات التي يملكها الشخص، فالمشاعر والأحاسيس التي نملكها تجاه أنفسنا هي التي تكسبنا الشخصية القوية المتميزة أو تجعلنا سلبيين خاملين؛ إذ إن عطاءنا وإنتاجنا يتأثر سلباً وإيجاباً بتقديرنا لذواتنا، فبقدر ازدياد المشاعر الإيجابية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما تزداد ثقتك بنفسك، وبقدر ازدياد المشاعر السلبية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما تقل ثقتك بنفسك. إن حقيقة الاحترام والتقدير تنبع من النفس؛ إذ أن الحياة لا تأتي كما نريد فالشخص الذي يعتمد على الآخرين في تقدير ذاته قد يفقد يوماً هذه العوامل الخارجية التي يستمد منها قيمته وتقديره وبالتالي يفقد معها ذاته، لذا لابد أن يكون الشعور بالتقدير ينبعث من ذاتك وليس من مصدر خارجي يُمنح لك. والاختبار الحق لتقدير ذواتنا هو أن نفقد كل ما نملك، وتأتي كل الأمور خلاف ما نريد ومع ذلك لا نزال نحب أنفسنا ونقدرها ونعتقد أننا لا زلنا محبوبين من قبل الآخرين. فلو اخترنا لأنفسنا التقدير وأكسبناها الاحترام فإننا اخترنا لها الطريق المحفز لبناء التقدير الذاتي. إذا نظرنا إلى سِير التابعين وإلى العظماء من علماء المسلمين والقادة والمجاهدين ثم نظرنا إلى أنفسنا فإذا بنا لا شيء بالنسبة لهؤلاء، ونسينا أن إعجابنا بهؤلاء لا يمكن أن يمحو أن لكل منا قيمة في هذه الحياة، وأن الله خلقنا وكرمنا وحملنا في البر والبحر وسخر لنا الدواب والماء والرياح، وأسجد لنا الملائكة وأقسم بنفوسنا فقال: «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا» الشمس:7. و التعالي هو النظر إلى النفس والآراء وتقييمها بصورة أكبر مما تقوم بها مع الآخرين، وإذا قمت بالحط من قيمة نفسك فإنك بذلك تقوم بنفس الخطأ الذي يرتكبه الشخص المتعجرف المتعالي، لكن بالعكس إنك بذلك لا تكون عادلاً مع نفسك. وهنا يفهم خطأ مفهوم التواضع ومقت النفس الذي يحثنا عليه الشرع. فالشرع دائمًا يخاطب النفس بخطاب مزدوج ليحقق لها التوازن، فدائمًا هناك الخوف وهناك الرجاء، هناك المغفرة وهناك العقاب، فأنت قد أعطاك الله المواهب وجعل لك قيمة في هذه الحياة، ولكن لعمل وللخلافة في الأرض وليس للكبر والبطر والغرور والاستبداد. فأعطاك الله ما أعطاك منَّة منه وفضل يستوجب الشكر. فهذا رسولنا الكريم يثني على أصحابه بما هم أهله ومع ذلك كانوا أكثر الناس تواضعًا وإنصافًا. فهذا هو الصديق وهذا الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل، وهذا أمين هذا الأمة، وهذا أسد الله، وهذا سيف سلَّه الله على الكافرين وهذا وهذا، لقد عرف ـ صلى الله عليه وسلم ـ قيمة أصحابه وعرفوا قيمة أنفسهم وقيمة الآخرين، وبعد ذلك تواضعوا ولكن لله عز وجل، وخضعوا الجناح للمؤمنين، ولا يخفض الجناح إلا من شعر بالقوة والثقة. أحيانًا ما نقلل من تقييم أنفسنا، ليس لأننا قد منينا بخيبة الأمل في إنجازاتنا، بل لأننا أصبنا بخيبة الأمل والرجاء في أنفسنا وفي شخصيتنا المعنوية وأننا لم نرتق إلى مستوى معاييرنا الشخصية في السلوك، لذا نقوم بجلد أنفسنا بلا رحمة.

مشاركة :