الصاغة اللبنانيون يشكون الإهمال في سوق طرابلس التاريخية

  • 1/6/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سوق الذهب الأثرية في طرابلس تجذب زبائن يبحثون عن مشغولات ذهبية بجودة عالية وأسعار معقولة رغم حالة الإهمال التي تعيشها السوق من قبل المجلس البلدي.العرب  [نُشر في 2018/01/06، العدد: 10861، ص(17)]متحف الذهب يحتاج إلى النظافة طرابلس (لبنان) - في وسط منطقة جذب تاريخية بمدينة طرابلس بشمال لبنان توجد محلات لبيع الحُلي، مقامة منذ المئات من السنين، ولا تزال تجذب زبائن يبحثون عن مشغولات ذهبية بجودة عالية وأسعار معقولة على مدار العام، على الرغم من حالة الإهمال التي تعيشها السوق من قبل المجلس البلدي. و”سوق الصياغين” موجودة في هذا المكان كموقع تراثي حتى قبل أن يذيع صيته كمكان لتجارة الذهب. وتوارثت أجيال متعاقبة الكثير من المحلات في حين افتتحت محلات أخرى داخل السوق. وقال رئيس نقابة الصائغين في شمال لبنان خالد النمل إن السوق ما زالت تحتفظ ببعدها التاريخي مع وجود 125 صائغا فيه. وأنشئت “سوق الصياغين” منذ 800 سنة على يد تاجر روماني من بوخارست أتى إلى طرابلس وأنشأ أول محل حلي في السوق وشجع غيره من التجار على إنشاء محلات صاغة ثم نمى أولاده السوق وأنشأوا عدة محلات لبيع المصوغات. وأضاف النمل “هذه السوق الوحيدة التي مازالت تحافظ على تراثها، يوجد 125 صائغا في هذا المكان الصغير، هذه السوق ثروة أثرية ثقافية كبيرة، حيث لا توجد سوق في لبنان بهذه الخصوصية”، مقارنا بينها وبين أسواق مماثلة كانت مثيرة للاهتمام ذات يوم في المنطقة. ولا يزال النمل (71 عاما) الذي وُلد في منطقة السوق يتحدث بشغف عن الذهب والمجوهرات، موضحا أنه على الرغم من أن الآلات الحديثة حلت مكان الشغل اليدوي في الكثير من الورش، فإن بعضها لا يزال يعمل يدويا. ويتابع قائلا “ما زالت بعض المصانع الصغيرة تعتمد على العمل اليدوي رغم انتشار الآلات في بيروت وتركيا وإيطاليا، والتي أثرت قليلا على الصناعة اليدوية التي لم تعد تجني الأرباح مثل ما كانت عليه في السابق”. ويقول النمل “الواقع أننا نعاني من مشكلة كبيرة جدا تتمثل في ظاهرة انتشار السماسرة عند أبواب المحلات، هذه الظاهرة التي أفقدتنا 70 بالمئة من الزبائن نظرا للحركات التي يقومون بها لجهة شد الزبون إلى داخل المحل، ولقد طلبنا كنقابة من جميع القيمين على أمن وسلامة المدينة القضاء على هذه الظاهرة لكننا عبثا حاولنا، حتى أننا لجأنا إلى مطالبة أصحاب المحلات بعدم الاعتماد على السماسرة ووقّع الجميع على تعهد بهذا الخصوص ولكن لم ينفذ شيء، ما يؤكد أن القضية تحتاج إلى حزم من قبل الدولة”.الفوضى يتسبب فيها بعض أصحاب الدراجات النارية والذين يقفون على أبواب المحلات ويرى لبناني يشتري هدية ذهبية من السوق ويدعى خليل فياض أن السوق لا تعطيه قطعة ذهبية جميلة فقط بسعر معقول، بل أيضا تمنحه أملا في أن يعيش الفقراء بطرابلس. وقال فياض “الأسعار الموجودة هنا ليست موجودة في أسواق أخرى، فالقطعة ذاتها تباع هنا بسعر وتباع في المحلات الأخرى خارج السوق بسعر أغلى رغم أنها من المصدر نفسه والعيار ذاته، وعلى العكس من ذلك تمتاز الحرفية في محلات سوق الصياغين بالدقة، في هذه السوق يمكن للفقير أن يقتني بعض المصوغات”. ويعمل خالد بطش (35 عاما) في السوق منذ 20 عاما بعد أن ورث المهنة عن أصدقاء لعائلته ويعتزم تعليمها لابنه. يقول بطش “على الرغم من أن أسعار الذهب ترتفع وتنخفض طبقا للوضع الاقتصادي، فإن الناس يحتاجون إلى شرائه دائما”. وأضاف “عملية بيع وشراء الذهب لا يمكن أن تتوقف في السوق فالناس لا يتوقفون عن الزواج، ويظل اللبناني يقدم الهدايا على طول السنة، كما أن الناس رجعوا إلى عادة شراء الموديلات القديمة التي غابت طويلا”. وتابع بطش أنه في ظل المنافسة الشرسة يعول تجار الذهب، أمثاله في سوق طرابلس التاريخية، كثيرا على اللبنانيين المغتربين من شمال لبنان الذين يأتون ليشتروا منهم المصوغات عندما يزورون بلدهم. ويشتكي تجار وحرفيو الذهب من إهمال البلدية لهذه السوق التي تعد معلما أثريا من معالم طرابلس. يقول التاجر بلال النمل “نحن نعاني من مشاكل جمة داخل السوق”، ويتهم المجلس البلدي الذي يقدم خدماته في شوارع دون غيرها لتبقى الأسواق الداخلية مهملة، وبالأخص “سوق الصياغين” رغم أهميته الكبرى، إذ انخفض عدد زواره، نظرا لتفاقم مشاكله ا.هذا الإهمال البلدي حوّل “سوق الصياغين” إلى مكبّ للنفايات، إضافة إلى كثرة الدراجات النارية التي تجوب الشارع الضيق، مع تدليّ الأسلاك الكهربائية أمام أبواب المحلات التي شكلت خطرا على أرواح المارة والزبائن، فضلا عن جلوس الشباب عند أبواب المحلات والذين غالبا ما يتحرشون بالزبائن. وإضافة إلى النفايات المرميّة من المنازل، لا يقوم عمال التنظيف بواجباتهم المهنية، حسب خالد النمل. يقول الصائغي روبن هيكل “إن الفوضى تعم سوق الصياغين، بدءاً من المجاري التي تطوف بها، مرورا بالنفايات المنتشرة عند الزوايا وأمام أبواب المحلات، وصولا إلى انتشار الفوضى التي يتسبب فيها بعض أصحاب الدراجات النارية والذين يقفون على أبواب المحلات”. ويقول النقيب النمل “كنقابة قمنا بتحسينات لجهة الحفاظ على النظافة في السوق، وذلك من خلال تعيين موظف مهمته جمع النفايات من السلال التي وضعناها على حسابنا الخاص، لكن عمال النظافة لا يقومون بواجباتهم كما يجب لأنهم يجمعون النفايات مرة واحدة خلال النهار، ونحن نأسف لهذا الواقع كون سوق الصياغين من أهم الأسواق في لبنان.

مشاركة :