حكومة العثماني تتفاعل إيجابيا مع مطالب التنمية في جرادة

  • 1/9/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - اعتبرت الحكومة المغربية على لسان وزير الطاقة والمعادن عزيز الرباح، أن الاحتجاجات التي تشهدها مدينة جرادة، منذ أيام، عقب وفاة شابين في منجم لاستخراج الفحم الحجري، "احتجاجات حضارية تنم عن أسلوب راق من طرف السكان المحتجين"، مؤكدا التفاعل الإيجابي مع مطالب ساكنة جرادة. ولفت الرباح، خلال جلسة برلمانية الاثنين بمجلس النواب في الرباط، إلى أن الاحتجاجات التي دشنها عدد من سكان مدينة جرادة "عرفت رفع الأعلام الوطنية وصور العاهل المغربي"، مضيفا أن "جواب الأمن أيضاً كان في مستوى الرقي الحضاري للاحتجاج". وأكد الوزير المغربي أن الحكومة تفاعلت بشكل إيجابي مع مطالب ساكنة جرادة التي شملت جميع القطاعات. وأوضح رباح أن هناك لجنة تشتغل منذ فبراير 2017 لإتمام الملف الاجتماعي للعمال السابقين بمفاحم المغرب، مبرزا أن قيمة التعويضات بلغت لحد الآن 2.5 مليار درهم. وبين أن الملف كانت له نتائج إيجابية تمثلت أساسا في مواصلة الاستثمار الطاقي بإقليم جرادة، مشيرا إلى المحطة الكهربائية الحرارية الجديدة التي تم تشغيلها في ديسمبر كانون الأول وتوقع إنجاز محطة جديدة لإنتاج الكهرباء بالإقليم. وشملت النتائج أيضا إطلاق برنامج تعميم الخريطة الجيولوجية بالنظر للمؤهلات المعدنية التي تزخر بها المنطقة مشيرا إلى أن هناك مشاريع استثمارية ضخمة سيتم إنجازها في هذا المجال في إقليم جرادة على حد تعبيره. وفي إطار تجاوب الحكومة مع مطالب ساكنة الإقليم ذكر الوزير المغربي أنه تم الإعلان عن سلسلة من المبادرات في قطاع الطاقة والمعادن شملت مضاعفة المراقبة لرخص الاستغلال والقيام بدراسات لإيجاد حل لتأمين المواقع المنجمية القديمة والتعاقد مع مكتب للدراسات قصد القيام بدراسة لجميع آبار الفحم المتواجدة بجرادة وإغلاق الآبار غير المستعملة لتجنب المخاطر وإحداث مديرية إقليمية لوزارة الطاقة والمعادن بجرادة. وفي ما يتعلق بقطاع الطاقة والكهرباء تمت برمجة مشاريع تتعلق بالمحطة الحرارية الخامسة بجرادة بعد الدراسة وبرمجة محطة جديدة للطاقة الشمسية بعين بني مطهر وإعطاء الأولوية في التشغيل في المحطتين الحراريتين الرابعة والخامسة لأبناء جرادة مع احترام المساطر، واعتماد الفوترة الشهرية مع كشف شهري للعدادات. وشهدت مدينة جرادة منذ 22 ديسمبر/كانون الأول 2017 تجمعات سلمية شارك فيها آلاف السكان احتجاجا على الأوضاع المعيشية. وجاءت الاحتجاجات اثر وفاة شقيقين في حادث حين كانا يسعيان بشكل غير قانوني لجمع الفحم من منجم مهجور. ويتهم المحتجون أعيانا محليين باستخراج الفحم بثمن زهيد من مناجم مغلقة رسميا. وكان نحو تسعة آلاف عامل يعملون في منجم جرادة للفحم (1927-1998) قبل إغلاقه. وتعتبر المدينة اليوم واحدة من أفقر مدن المملكة، بحسب أرقام رسمية. ومعالجة التحديات القائمة ومنها تحقيق التنمية والتشغيل تعتبر اختبارا لقدرة حكومة سعدالدين العثماني على انجاز الوعود الانتخابية واحتواء التوترات الاجتماعية. ويعلق المغاربة آمالا على حكومة العثماني في النجاح في ما فشلت فيه الحكومة السابقة بقيادة عبدالاله بن كيران خاصة منها القضايا المتعلقة بالتنمية والتشغيل. وأعطت توجهات العاهل المغربي الملك محمد السادس دفعا قويا في معالجة المشاكل الاجتماعية القائمة عبر برامج تنموية واعدة من شأنها تحقيق نقلة نوعية في العديد من الأقاليم المغربية. وكان الملك محمد السادس قد دشن مرحلة جديدة في مراقبة ومتابعة تلك البرامج بعد تأخر تنفيذ البرنامج التنموي الضخم "الحسيمة منارة المتوسط"، بأن أقر آلية محاسبة تشمل المقصرين من المسؤولين وكل من يثبت تراخيه في تنفيذ تلك البرامج.

مشاركة :