استهجان نسائي لموقف كاترين دونوف من ظاهرة التحرش

  • 1/11/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتعرض النجمة السينمائية الفرنسية كاترين دونوف (74 عاماً) لحملة تشنها جمعيات نسائية وصحف عالمية، وآلاف التعليقات والتغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب موقفها، الذي وُصف بأنه «مهادن»، من قضية التحرش الجنسي الذي تتعرض له النساء عموماً، والعاملات في صناعة السينما خصوصاً. وكانت الممثلة، التي تعد من آخر المستمرات في المهنة من جيل نجمات الستينات، قد شاركت في بيان نشرته صحيفة «لوموند»، قبل يومين، وحمل توقيعات مائة شخصية نسائية، يستنكرن فيه مواقف الجمعيات المتشددة في الدفاع عن حقوق المرأة بشكل يقود إلى «كراهية الرجل»، بحسب ما جاء في البيان.ورغم وجود أسماء بارزة على الصعيد الفرنسي، بين الموقعات على البيان، فإن الشهرة العالمية التي تتمتع بها بطلة فيلم «جميلة النهار»، وضعتها في بؤرة الهجوم المضاد. وزاد في الطين الفرنسي بلّة أن نشر البيان جاء متزامناً مع حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» السينمائية في الولايات المتحدة، والموقف الذي أعلنت عنه النجمات الأميركيات اللاتي ارتدين الفساتين السوداء للتعبير عن تضامنهن مع زميلاتهن اللاتي تجرأن وكشفن وقائع التحرش أو الاعتداءات الجنسية التي مورست عليهن من أصحاب النفوذ في صناعة السينما. وأثارت الشكاوى التي تقدمت بها فنانات معروفات ضد المنتج الشهير هارفي واينستين حملات على مواقع التواصل تحت عناوين مختلفة؛ أبرزها: «افضحي خنزيرك».البيان الفرنسي جاء معاكساً لهذا التيار. وهو يكشف التفاوت بين الثقافتين اللاتينية والأنغلوساكسونية في النظرة إلى الحياة الخاصة للأفراد. وفي حين يمكن أن يتعرض رئيس أميركي أو وزير بريطاني لـ«فضيحة» إذا كُشف تورطه في علاقة خارج إطار الزواج، فإن أمراً مماثلاً لا يهدد موقع رئيس فرنسي، ما دام أنه لا يؤثر على أدائه الوظيفي.الموقعات المائة على البيان دافعن عن حق الرجل في التقرب من المرأة، باعتبار أن ذلك «لا غنى عنه في الحرية الجنسية». وشددن على أن «الاغتصاب جريمة. لكن التحرش الملحّ أو الأخرق ليس جنحة، ولا اللياقة عنفاً ذكورياً». ونددن بمظاهر التزمت والمبالغة لدى الحركات النسوية التي باتت «تأخذ ملامح كراهية الرجال والحياة الجنسية». كما استهجنت الموقعات «وقف رجال عن ممارسة مهنهم وإجبارهم على الاستقالة لمجرد أنهم لمسوا ركبة امرأة، أو حاولن اختلاس قبلة منها، أو الحديث معها بشكل حميم أثناء عشاء عمل، أو أرسلوا لها رسائل ذات مغزى حميمي لم تتجاوب معه». وبحسب أكثر من مصدر، فإن البيان من صياغة الكاتبتين المتحررتين كاترين ميليه وزميلتها كاترين روب غرييه، زوجة الكاتب ألان روب غرييه.وحتى في فرنسا، قوبل البيان باعتراضات في كثير من المنابر. وغرّدت سيغولين رويال، المرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسة، معبرة عن أسفها لأن «الكبيرة كاترين دونوف شاركت في التوقيع على هذا النص المروع». كما كتبت لورانس روسينيول، الوزيرة السابقة لحقوق المرأة، تغريدة عبرت فيها عن أسفها لما وصفته بـ«القلق الغريب للمرأة التي لا ترى نفسها موجودة إلا في نظر الرجل وتبعاً لرغبته. وهو يقود نساء ذكيات إلى كتابة حماقات كبيرة». أما الناشطة النسوية كارولين دو هاس فقد وصفت «بيان المائة» بأنه دعوة إلى الدفاع عن الحق في الاعتداء الجنسي على النساء. وسخرت مارلين شيابا، الوزيرة الفرنسية للمساواة بين الجنسين، من بعض ما ورد في البيان، قائلة إنها لا تعرف رجلا فقد موقعه الوظيفي لأنه لمس ركبة زميلة له. وأضافت: «إذا كان هناك واحد من هؤلاء، فأرجو تقديمه لي!».

مشاركة :