وزارة العدل الأميركية في بيان إن "هذا الفريق حول تمويل حزب الله والاتجار بالمخدرات لغايات الإرهاب مكلف بالتحقيق حول الأفراد والشبكات التي تقدم دعما لحزب الله وملاحقتهم". وأضافت أن الفريق سيضم متخصصين في مسائل تبييض الأموال وتهريب المخدرات والإرهاب والجريمة المنظمة وأن التحقيق سيستهدف شبكة حزب الله واسعة الانتشار الممتدة عبر افريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية. وقال وزير العدل الأميركي جيف سيشنز إن "وزارة العدل لن تدخر جهدا من أجل إزالة كل ما يهدد مواطنينا من قبل منظمات إرهابية وكبح أزمة المخدرات المدمرة". وأضاف "الفريق سيقوم بملاحقات تحد من تدفق الأموال إلى منظمات إرهابية أجنبية وتعطل أيضا عمليات تهريب المخدرات الدولية التي تنطوي على عنف". وانتقد الجمهوريون الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما عقب تقرير لموقع بوليتيكو الإخباري ذكر أن إدارة أوباما عطلت برنامجا لإدارة مكافحة المخدرات كان يستهدف عمليات تهريب لجماعة حزب الله خلال مفاوضات واشنطن بشأن الاتفاق النووي مع إيران عام 2015. وكان عضو بارز في لجنة المال بمجلس النواب الأميركي قد كشف قبل ذلك أن 30 بالمئة من مداخيل حزب الله في لبنان هي من عائدات تهريب وتصنيع وبيع المخدرات. وذكر حينها أن مجموعات منظمة من أجهزة إيرانية تؤمن نقل الأموال إلى لبنان جوا وبرا وبحرا وتسليمها إلى شعبة أمنية خاصة من مسؤولين في الجماعة الشيعية اللبنانية ليتم تهريبها إلى أوروبا وإفريقيا والولايات المتحدة عبر أميركا اللاتينية والمكسيك. وكانت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية قد كشفت في يونيو/حزيران 2016 عن قيام حزب الله اللبناني بنقل كميات كبيرة من الكوكايين من أميركا الجنوبية إلى أوروبا لتمويل عملياته ومخططاته. وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول 2017 كشفت صحيفة فرنسية أسبوعية أن المدعي العام الفرنسي أصدر قرارا بإلقاء القبض على أفراد خلية من 15 شخصا ضالعة في عمليات تهريب مخدرات وتبييض أموال، ومرتبطة بحزب الله اللبناني. وأشارت أسبوعية "لونوفال أوبسرفاتور" حينها أن القضية محل التحقيق تعرف باسم "سيدار" وهي شبكة واسعة مختصة في تبييض الأموال لمهربي المخدرات الكولومبيين في أوروبا عبر وسطاء مصرفيين سريين من الجالية اللبنانية في أوروبا وفرنسا. وأوضح فانسون مونيي معد التقرير أن الكولومبيين أرادوا إعادة الإتجار بالمخدرات في أوروبا واخفاء أموالهم من خلال عمليات تحويل تؤمنها شبكة سيدار وأن حزب الله اللبناني يتستر على أنشطته المشبوهة ضمن هذه الشبكة. وبدأت شبكة سيدار أنشطتها الاجرامية في العام 2012 بإرسال حاويات إلى أوروبا اكتشف لاحقا أن بها شحنات مخدرات وقد تم اعتقال أول خلية في العام 2016 اشتهرت بعلاقاتها باللبنانيين. وذكرت الأسبوعية الفرنسية أن المدعي عام باريس أصدر قرارا باعتقال عناصر الشبكة وأطلق عليها اسم سيدار في إشارة إلى الأرزة اللبنانية لارتباط عناصر لبنانية بها. وتضم مهربي مخدرات وتم اعتقال أربعة من أفرادها، فيما تشير معلومات "لونوفال أوبسرفاتور" إلى أن عمليات تبييض جرت عبر بيع الكوكايين في أوروبا ثم يتم شراء مجوهرات بأموال المخدرات وتحويلها إلى لبنان وأفريقيا وبيع تلك السلع وارسال أموالها إلى كولومبيا عبر شركات صرافة. وقالت لونوفال أوبسرفاتور إن المسؤول عن الشبكة يدعى محمد عمار ويلقب بأليكس ويبلغ من العمر 32 عاما وهو يعيش بين كولومبيا ولبنان والولايات المتحدة. وأشارت إلى أنه اعتقل في ميامي في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بعد نشاط مصرفي مشبوه، مضيفة أنه تم قبلها اعتقال شقيقه في سويسرا في فبراير/شباط 2015 وتم اعتقال شخصين على اتصال بزوجته في هولندا بحوزتهما مليوني يورو. وأقر شقيق عمار خلال التحقيق معه بالخلية التي شكلها مع لبنانيين، موضحة أن هذه الخلية تعتمد أساسا على تهريب أموال المخدرات من خلال شراء سلع باهظة الثمن ونقلها إلى بلد آخر ومن ثم بيعها. وأكدت الأسبوعية الفرنسية ارتباط لبنانيين بالخلية نفسها قدمتهم بأسماء علي.ز وعبد.م و محمد علي ومحمد.ن. وبحسب تقرير نشر في العام 2016 فإن المتهم الرئيسي في غسيل الأموال (محمد أحمد عمار) كان يعيش في ولاية كولومبيا واعتقل ضمن تحقيق لإدارة مكافحة المخدرات في عمليات الكوكايين الكولومبي مع العشرات من المشتبه بهم في الاتجار غير المشروع في المخدرات وغسل الأموال. ويعتقد أن عمار كان يعمل ضمن شبكة مع تجار من كولومبيا عبر هولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة وأستراليا وإفريقيا. وأشار التقرير إلى أن المتهمين الآخرين ينتميان لميليشيات حزب الله وهما حسن محسن منصور (محتجز في باريس) ويحمل الجنسية اللبنانية والكندية المزدوجة ويواجه اتهامات مماثلة في جنوب فلوريدا وغسان دياب وهو قيادي في حزب الله ولديه حق الوصول إلى العديد من الحسابات المصرفية الدولية والهارب حاليا ويعتقد أنه إما في لبنان أو نيجيريا، وفق ما ذكرت حينها صحيفة ميامي هيرالد.
مشاركة :