النفاق الاجتماعي يعني التزلف للمسؤولين؛ من أجل الوجاهة الاجتماعية والمناصب والمصالح الذاتية، ويظهر هذا النفاق الاجتماعي نتيجة للتساهل في اتخاذ الإجراءات الرادعة، والمنافق يبرر سلوك المتملقين للحكام من خلال تقنين الفساد، تبعًا للأغراض، والمنافع الذاتية، وبالتالي يفسح المجال للمنافقون ان يتبوؤا المكانة القريبة من المسؤولين، ويصبح المخلصون العاملون الجادون، الذين لا يجيدون العزف على وتر النفاق، ولا يحسنون المداهنة.. نجدهم في الصفوف الخلفية لا نصيب لهم في الامتيازات والوظائف الإدارية، لأن الأمة تجامل على حساب المصلحة، والنفاق الاجتماعي أصبح أحد المؤهلات الضرورية للوصول إلى المناصب، والتقرب من الرؤساء، ومن لا يجيد هذا النوع من النفاق لا مكان له إلا في ذيل القائمة، وبذلك أصبح المتملقون والمنافقون هم أصحاب المكانة القريبة من المسؤولين، وأصبح المخلصون العاملون الجادون، الذين لا يجيدون العزف على وتر النفاق، ولا يحسنون الضرب على اوتارالمداهنة أصبحوا لا نصيب لهم لأن بعض المسؤولين يجاملون على حساب المصلحة العامة، وقد اصبح النفاق الاجتماعي أحد المؤهلات الضرورية للوصول إلى المناصب، والتقرب من الرؤساء، ومن لا يجيد هذا النوع من النفاق لا مكان له إلا في ذيل القائمة لأن المنافق الاجتماعي يتلونون حسب الطلب، فيقابل هؤلاء بوجه، واولئك بوجه آخر، وقد ذم الإسلام ذا الوجهين، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه آخر». إن مسؤولي وشخصيات النفاق الاجتماعي لا يعيرون اهتمامًا لأصحاب الكفاءات، وإنما يعتمدون على من ينافقهم، ما يؤدي إلى خلل اجتماعي ويجعل المواطن محملًا بالحقد، وفاقد ولائه وانتمائه للوطن، ما يتسبب في إحداث ازدواجية في التفكير، بسبب أن الشركات والهيئات الإدارية تفضل المنافق والمتملق للمناصب القيادية في المؤسسات والهيئات، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والسياسية. يجب على المخلصين والشرفاء تعرية المنافقين، والتصدي لظاهرة النفاق الإجتماعي، فالذين يبالغون في المديح بالباطل من أجل المآرب والمصالح الشخصية، وقد يبالغون في المدح إلى حد الإطراء، فيصنع هؤلاء المنافقون طغاة يذلون الناس ويستعبدونهم، ونتيجة لتزييف الحقائق تنزلق الأوطان في الفوضي والتمزق وانهيار الأنظمة، وسيادة العصابات المسلحة تحت مسميات مثل انصار الله وعصائب اهل الحق وقوات بدر وحزب الله وداعش، وغيرها من الجماعات المسلحة التي تغيب مؤسسات الدولة وسلطة القانون.. فهولاء اداة الفرقة والتشرذم وتقسيم البلاد، واصطناع الحدود والفواصل الجغرافية والنفسية بين ابناء الوطن الواحد يشكلون طابور النفاق الإجتماعي الأول على مر العصور، ومن واجب المؤسسات التعليمية والإجتماعية والسياسية تجاه خطر النفاق الاجتماعي تحذير المواطنين منهم، وتنشئة المجتمع تنشئة اجتماعية سليمة، بعيدة عن التملق والخداع، لأنه أسلوب انتهازي رخيص، ويجب على جميع المخلصين لأوطانهم بيان خطر النفاق الإجتماعي عن طريق إظهار خطره، والنفاق الاجتماعيّ هو النفاق في علاقات أبناء المجتمع، والمنافق انسان مزدوج الشخصيّة بين الباطن والظاهر. ان النفاق الاجتماعي ظاهرة تؤجج حدة الاحتقان السياسي على مستوى الفرد والجماعة، وبالتالي يفكك التماسك والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع من خلال تغليب المصلحة الذاتية على المصالح العامة. ذو الوجهين منافق في علاقاته الاجتماعية كاذب ومخادع في علاقاته ومبادئه متلون في مواقفه ومشاعره، والنفاق الاجتماعي هو التلون في العلاقات، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد والانتفاع الشخصي. والنفاق داء خبيث يسري على الألسن فيهدم الأُسر، ويفرق الأحبة، ويُقطع الأرحام، والمنافق ليس له شخصية ثابتة وليست له مبادئ أو قيم، مهزوم من الداخل، نشأ على الكذب والخداع والمراوغة كاذب اللهجة، متأرجح يتمايل على حسب المصالح، وفي هذا الواقع صار النفاق امرا طبيعياً وأسلوب حياة، بينما صار الصدق مرفوضاً، وأمام هذه الكارثة الاخلاقية، وهذا الواقع الاجتماعي البائس المتردي كم نحتاج الى الجرأة والمصداقية والمواجهة العنيدة لمحاربة كل مظاهر النفاق واجتثاثه من جذوره، والنفاق هو ان تظهر غير ما تبطن يعني تقول ما لا تفعل، وهكذا النفاق الاجتماعي حيث يتجسد بالدعايات الكبيرة والتهاني للشخصيات البارزة ذات الشأن والتأثير دون مبرر بحجة إننا نقدرهم ونجلهم.
مشاركة :