النفاق الطائفي: ينتشر النفاق الطائفي في مجتمعات التعدد والتنوع الطائفي، وعلى خلفيتها ظهرت الجماعات والعصابات الطائفية المسلحة التي اختزلت الدولة وصارت في بعض البلدان العربية تختزل مؤسسات الدولة وتهدد الأمن الوطني والإجتماعي تحت مبررات الدفاع عن الطائفة، مما يدفعها الى خلق ثقافة النفاق الإجتماعي وتكريس مشاعرالحقد والكراهية. عندما نقرأ عن المذابح الجماعية التي ترتكب في بعض البلدان العربية باسم الدين والمذهب، فهي حالة مذهبية تتغمص فلسفة الدين في القتل والإرهاب وتغييب سلطات الدولة ومؤسساتها، وهي حالة من طبائع الإستبداد والعنف والقتل والكراهية متناقضة بطبعها مع غرائز الحياة، واستثارة غرائز الموت، لذا يكون المنافق الطائفي إنسان، حامل بطبعه لمكونات شعورية متناقضة، الحب والكره، الشر والخير، ولهذا فان الطائفي إنسان شرير بطبعه، وقد يكون المجرم ابو عزرائيل (أيوب فالح الربيعي) الذي مارس القتل والتنكيل الطائفي عندما اخذ يحرق ضحاياه ويقطعهم ويمثل بجثثهم ومن بينهم اطفال امام الرأي العام في بلاده مع تأييد وارتياح شعبي قد يكون نموذجا يعكس فداحة النفاق الإجتماعي التي تمارسه هذه المجتمعات، لذا يصعب تصنيف هؤلاء الأشخاص الى جماعات طيبة، ونادرًا ما يكون مثل هذا الإنسان طيبا، وفي جميع الحالات فان المنافق الطائفي يحمل مشاعر الكراهية تجاه المختلف عقائديا معه وهي حالة تعم معظم بلدان الوطن العربي. إن الأحقاد الطائفية تكتسب منذ النشأة من العائلة والمحيط الإجتماعي تترسخ في الوعي كدوافع للكره وبغض الاخرعلى خلفية الإختلافات المذهبية او الدينية او الإثنية، فالطائفية لا تولد في الإنسان وليست عنوان لهويته، كما أنها لا تتصف بالثبات، ولا تكون ناشطة على نحو محدد المعالم إلا بعد مرورها بسلسلة معقدة وطويلة من التعبئة والتوجيه المرتبطة بمؤثرات دينية، وتاريخية واجتماعية تقوم على تكريس هذه الأحقاد والمشاعرالطائفية على خلفية النفاق الإجتماعي، ويقوم بها في العادة رجال الدين والجمعيات الدينية والشخصيات الطائفية المبطنة فهم كثيرون في بلدان الوطن العربي، وهي عملية معقدة تمر باستثارة الغرائز البدائية بعملية نمو طويلة، وللقضاء على الطائفية عملية معقدة ويصعب إزالتها مالم تستجيب للمتغيرات المحلية المحيطة على خلفية الثقافات البديلة للنفاق الاجتماعي الطائفي، لأن دوافع النفاق الإجتماعي وسيلة للكسب المادي والسياسي لأنه سيقود حتما الى نشوء حالات اجتماعية مضاعفة، الى جانب ما يسببه من امتهان للكرامة الإنسانية، ولمبادئ العدالة وعدم احترام المساواة بين البشر. لقد استخدم الأمريكان النفاق الإجتماعي على نطاق واسع في العراق في معالجتهم للملف العراقي، واول من اطلق هذا التعبير الجنرال شوارتزكوف، قائد عملية عاصفة الصحراء، ثم استخدمه حاكم العراق بول بريمر بعد وصوله لبغداد عندما قال في مؤتمره الصحفي الأول بتاريخ (16 أيار 2003): «سيتم استئصال البعث والبعثيين من العراق» وتـُرجمت هذه العبارة «باجتثاث البعثيين من العراق» نوع من العدوانية والنفاق، وهذا يدخل في نطاق النفاق السياسي.
مشاركة :