خبراء نفطيون لـ الـيـوم: هبوط أسعار النفط لن يستمر والشتاء سيرفع الأسعار مجدداً

  • 10/13/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء نفطيون عدم استمرارية هبوط اسعار النفط لادنى مستوى الفترة المقبلة نتيجة ارتفاع الطلب عليها خلال فصل الشتاء وأنّ هبوط الأسعار الذي شهدته السوق النفطية في الفترة الأخيرة لا يزال محدود التأثير، ومؤقتا ولا يدعو للقلق. وكشف الخبراء خلال حديثهم لـ «اليوم» أن انخفاض سعر النفط في الفترة الأخيرة، يعود لارتفاع العرض بشكل يفوق الطلب، يضاف إلى ذلك تباطؤ الطلب العالمي، والعوامل الجيوسياسية غير المستقرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا وبعض البلدان الإفريقية، إلى جانب طفرة الزيت الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرار الإنتاج للنفط الليبي والعراقي رغم ما تشهده الدولتان من توترات داخليّة. وأشارت المصادر إلى أنّ التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا وآسيا، لم تحدّ من هبوط أسعار النفط خلال الصيف، إلا أنهم لا يزالون يراهنون على أن الطلب في الشتاء سينعش السوق. وقال خبير اقتصاديات الطاقة وأستاذ البترول في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور محمد السهلاوي ان أي انخفاض لأسعار البترول في الفترة الحالية إلى ما دون 100 دولار للبرميل، سيكون محدوداً في تأثيراته، وآثاره على موازنات الدول الأعضاء في منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك» ومن بينها المملكة. وأضاف في حديثٍ خاص لـ « اليوم »: «إن الانخفاض الحالي لأسعار النفط محدود، ولن يكون له تأثير على اقتصاديات تلك الدول في الوقت الحالي، ولن يستمر طويلاً». وأرجع انخفاض أسعار النفط إلى ما دون المئة دولار للبرميل إلى عدة عوامل، في مقدمتها زيادة العرض على الطلب، مدفوعاً بارتفاع انتاج دول أخرى خارج « أوبك»، وقال: إن أسعار البترول، ما هي إلا انعكاس لعاملي الطلب والعرض في السوق، والتي مرت هذا العام بحالات متعددة، منها زيادة في معدلات إنتاج النفط الصخري. وأبان أن من أبرز الأسباب الأخرى التي تؤثّر في الأسعار، الأوضاع السياسية غير المستقرة في المنطقة، وفي أماكن أخرى كالأزمة الأوكرانية التي ألقت بظلالها على أسواق النفط، وظروف اقتصادية تعود إلى انخفاض معدلات النمو التي تشهدها اقتصاديات الدول الكبرى عن معدلات النمو المتوقعة. وفيما يتعلق بالطرق التي تحدّ دون مزيدٍ من الانخفاض في أسعار النفط، أوضح السهلاوي أنه من الصعب ارتفاع الأسعار في ظل الظروف الحالية وعدم حل المشكلات الإقليمية والأزمة السياسية في دول مثل أوكرانيا، وارتفاع معدلات النمو في الاقتصاد العالمي، وكذلك انخفاض العرض في الزيت الخام مقابل الطلب. من جهته قال الدكتور خالد العقيل الخبير النفطي وممثل المملكة لدى منظمة اوبك سابقا ان التراجع الأخير في أسعار البترول يختلف عن التراجعات التصحيحية في الأسعار التي حدثت خلال السنين الأربع الأخيرة. وأن تلك الأسباب مجتمعة تجعل من الصعب أن نرى على المدى القصير ارتدادات كبيرة في مستوى الأسعار. وأضاف العقيل أنّ من الأسباب الأخرى إنتاج البترول والغاز في الولايات المتحدة الذي وصل في الفترة الأخيرة إلى مستويات قياسية. إلى جانب أنّ عددا من الدول المنتجة والمصدرة للبترول بدأت في زيادة إنتاجها من البترول والتوسع في طاقتها الإنتاجية. وفي سياقٍ ذي صلة أوضح تقرير لمنظمة أوبك أن هبوط الأسعار أكثر من 20 دولارا للبرميل منذ نهاية حزيران (يونيو) يعكس ضعف الطلب ووفرة المعروض، في ذات الوقت الذي يتفق مع رؤية الأعضاء الخليجيين الرئيسيين في المنظمة بقوله إن الطلب في الشتاء سينعش السوق. وأضاف التقرير الصادر من مقر المنظمة في فيينا أنّ هذه الزيادة في الطلب ستؤدي إلى ارتفاع مشتريات المصافي من الخام ومن ثم تدعم سوق النفط الخام أيضا في الأشهر المقبلة. ومن المقرر أن تعقد المنظمة اجتماعا في تشرين الثاني (نوفمبر) في فيينا لتحديد سياستها الإنتاجية للأشهر الأولى من العام المقبل 2015م. وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أعلنت أن الطلب العالمي على النفط يتباطأ بوتيرة ملحوظة بفعل تعثر اقتصادات أوروبا والصين، بينما تشهد الإمدادات زيادة مطردة، لاسيما من أميركا الشمالية. وأصدرت الوكالة تقريرها الشهري الذي جاء فيه: التباطؤ الحاصل لنمو الطلب في الفترة الأخيرة جدير بالملاحظة، وخفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2014 و2015. وأورد التقرير أن الصراعات الملتهبة في العراق وليبيا مستمرة بلا هوادة وأثرها على توازن سوق النفط العالمية والأسعار مازال محدوداً وسط نمو ضعيف للطلب على النفط ومعروض وفير. ووفق الوكالة فإن نمو الطلب في الربع الثاني تراجع إلى أدنى مستوياته في سنتين ونصف سنة. وأشارت الوكالة إلى أن اقتصادات منطقة اليورو تكافح الركود بالفعل وتقترب على نحو خطير من انكماش الأسعار. مبعث الخطر أن يطلق تراجع الأسعار الأوروبية دوامة انكماش تؤدي إلى مزيد من التراجع في النشاط الاقتصادي مع قيام المتعاملين بتأجيل قرارات الاستثمار أو الشراء.

مشاركة :