في تكريم العربية بقلم: مفيد نجم

  • 1/16/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مقارنة بسيطة بين مناهج تدريس هذه اللغة في بلدان عربية مختلفة، سوف تظهر مدى التماثل في ما بينها، وغياب أي جهد حقيقي متطور في أساليب تدريسها أو في طبيعة هذه المناهج.العرب مفيد نجم [نُشر في 2018/01/16، العدد: 10871، ص(15)] الاحتفال كل عام بيوم اللغة العربية، ليس مناسبة للتذكير بمآثر هذه اللغة ودورها في تعزيز الانتماء إلى الأمة باعتبارها الهوية التي تجمعنا، لأن ما تحتاجه هذه اللغة يتجاوز هذه العناوين إلى العمل على تعزيز قدرة هذه اللغة على مواكبة العصر، وتطوير وسائل تعليمها في ضوء المعطيات الجديدة للتطور التقني ووسائل التدريس الحديثة. ما يحصل في هذه المناسبة كل عام ما زال بعيدا عن الهدف الحقيقي. لقد تجددت المناسبة، في حين لم يحدث ما هو مؤمل على مستوى الخطط والبرامج التي تعيد لهذه اللغة حيويتها، وتجعلها تواكب التطور الواسع للعلوم والمعرفة الإنسانية . لقد بقي كل شيء في واقع هذه اللغة على حاله، سواء على صعيد مناهج اللغة وطرق تدريسها أو على مستوى تفعيل دور المجامع اللغوية وتوحيد جهودها في تعريب المصطلحات الجديدة في عالم التقنية والعلوم المختلفة، لكي تستطيع هذه اللغة أن تكون لغة علم ومعرفة متجددة، في زمن أصبحنا فيه نتجاوز استهلاك وسائل التقنية والاتصال الحديثة والميديا إلى استهلاك العشرات من المصطلحات الأجنبية الوافدة معها، حتى أصبحت اللغة العربية غريبة عن هذا العالم الذي نعيش فيه. تحدثت النخب الثقافية والسياسية كثيرا عن الغزو الثقافي، لكن لم نفعل شيئا على مستوى الخطط والبرامج لمواجهة هذا الغزو. كذلك احتفلنا بالعربية، وأيضا غابت المبادرات والخطط المدروسة لتطوير مناهج اللغة وتحسين أساليب تدريسها. إن مقارنة بسيطة بين مناهج تدريس هذه اللغة في بلدان عربية مختلفة، سوف تظهر مدى التماثل في ما بينها، وغياب أي جهد حقيقي متطور في أساليب تدريسها أو في طبيعة هذه المناهج. ولو أخذنا على سبيل المثال مثالا من كتب الأدب العربي التي تدّرس في المرحلة الثانوية، لوجدنا أن واضعي هذه المناهج لا يختلفون عن بعضهم من حيث تقسيم تاريخ الأدب العربي وفق منهج تاريخي يتوقف عند العصر الحديث، دون الاقتراب من واقع الأدب العربي الراهن وكأن تاريخ هذا الأدب انتهى عند هذه العصور. فإذا كان موقف القائمين على هذه المناهج ما زال عاجزا عن الاعتراف بالمنجزات التي حققها الأدب العربي المعاصر والتطور الذي شهده هذا الأدب، فكيف نطلب من القائمين على شؤون هذه اللغة، من وزارات ومجامع لغوية ومؤسسات تربوية أن تدرك مدى حاجة اللغة الماسة للتطوير، بحيث تواكب العصر وتتفاعل مع منجزاته الحضارية الكبيرة، كما حدث في عصر الحضارة العربية. كذلك لا نجد اختلافا يذكر في طرق تدريسها، إضافة إلى غياب الحضور الفاعل والمؤثر لمجامع اللغة العربية في تعريب المصطلحات والمفاهيم الوافدة بكثرة إلينا. كاتب سوريمفيد نجم

مشاركة :