تميزت الحلقة 101 من المسلسل المميز "قيامة أرطغرل" بكثير من الأحداث الشيقة التي نقلت المشاهد من الألم تارةً إلى الأمل تارةً أخرى، وفيما يلي بعض الخواطر حول الحلقة: 1- حرص أرطغرل على إشراك جميع القبائل في فتح القلعة، وفي هذا عدة فوائد منها: -قوة الوحدة والترابط - إذابة الخلافات التي لا تذوب إلا في أوقات المحن - رسالة للخصوم توهن من عزيمتهم وتفت في عضدهم - الأخذ بكامل الأسباب والتدابير - سد أكبر عدد ممكن من الثغور - الحرص على أن ينال أكبر عدد ممكن شرف الفتح - الحرص على أن يفقه غالبية الشعب قضية التدافع، وأن يفهم طبيعة المرحلة ويتحمل تبعاتها. 2- وضوح الرؤية والثقة في النصر من أهم لوازم النصر، وهو ما بدا واضحاً في حديث أرطغرل إلى أمراء القبائل؛ حين قال لهم بأن فتح القلعة يفتح الطريق إلى فتح نيقية والقسطنطينية. (قالها سيد البشر من قبل وذلك في حفر الخندق: الله أكبر فُتحت فارس واليمن والشام). 3- اللافت في خطاب بهادير عقب انقلابه أنه قد برر فعلته الشنيعة بحرصه على إبعاد شبح الانقسام عن قبيلته واعداً إياهم بأنها ستكون أكبر قبيلة على الإطلاق وأنها ستستعيد مكانتها بين قبائل الأوغوز! الخطاب واحد والمبررات متطابقة، هتاف المنتفعين يثقب الآذان وسط صرخات مكتومة من الأحرار المكبلين بالقيود. 4- "الشجاع هو الذي عقله حاد مثل سيفه، وقوي مثل معصمه "قالها أرطغرل لسامسا، وقد صدق، فإن قوة العقل من أبرز عناصر الحسم في المعارك لا سيما الفاصلة، تماماً مثل قوة القلب وقوة الوحدة وقوة الساعد، ومن قوة العقل الأخذ بكافة الأسباب والسرية والكتمان "السر الذي لا تستطيع حفظه، كيف لغيرك أن يحفظه؟!". 5- التأبيد في العقوبة هو الاستثناء وليس الأصل، فإن الأصل هو ارتباط العقوبة بمدة زمنية محددة، وأن يكون هدفها الأساسي التربية والإصلاح والتهذيب، وهو ما توفر في عقوبة سامسا والمحاربين الذين معه، فقد تعرضوا لعقوبة العزل والتجريد من السلاح بسبب تفريطهم في الدفاع عن غوندوز، ولما ندموا وصدقت توبتهم، عفا عنهم القائد وسمح لهم بحمل السلاح والمشاركة في المعركة الفاصلة "فتح القلعة". 6- "لا مجال للخلاف في أوقات العُرس والعيد والحرب، قالها أرطغرل في معرض الحديث عن العفو عن سامسا ورفاقه، في دلالة واضحة على إلمام القائد بفقه الأولويات وفقه المرحلة إلى جانب فقه التجميع. 7- ذكاء الكوماندوز آتسيز كان واضحاً حين أحضر صندوق الذهب إلى حاكم القلعة الذي وثق به وقربه إليه بل وفوضه في التصرف في الأموال، وهو ما أتاح له فرصة التعرف عن قرب على كثير من التفاصيل التي ربما يكون لها بالغ الأثر لاحقاً في عملية الفتح. 8- القيادة الناجحة غايتها واضحة دوماً، وهو ما تحقق لدى أرطغرل الذي ما فتئ يُذكِّر جنده بغايتهم النبيلة وهي أن يسود العدل الأرض من مشرقها إلى مغربها. 9- أداء بامسي في حديثه مع قائد القلعة اتسم بالعزة والكبرياء، ولعله يُذكرنا بموقف ربعي بن عامر حين قال لقائد الفرس كلمات ملؤها العزة والفخر: "نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عزة الإسلام". 10- أحسنت أصليهان إلى زوجة بهادير وشاركتها طعامها، وأحسن أرطغرل إلى بهادير حين تبنى فكرته في بناء المنجنيق، إلا أن ذلك لم يمنعهما من الخيانة والتعاون مع العدو لأجل الانقلاب على القيادة الشرعية لقبيلة تشافدار، وهكذا حال الخونة في كل زمان ومكان، فلا يزيدهم الإحسان إليهم إلا حقداً وكراهية وخيانة! 11- سيف "ذو الفقار" طرفاه العلم والعدل، وهما جناحان لا تنهض أي أمة إلا بهما، وكم من ممالك هدمت بظلم أهلها وجهلهم! 12- الجيش في طريقه إلى الفتح، بينما يستشهد سامسا ورفاقه ويُعتقل آتسيز (ولا ندري ما يُفعلُ به)، وهكذا حياة المصلحين، آلام وآمال، أفراح وأتراح، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وإلى الله عاقبة الأمور. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :