فقه الحكم الرشيد في قيامة أرطغرل (الحلقة 105)

  • 2/12/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لا يزال المسلسل الرائع "قيامة أرطغرل" يخطف القلوب والأسماع بأحداثه الشيقة وحبكته الدرامية المميزة، بالإضافة إلى عدد معتبر من الدروس المستفادة والقيم الأصيلة التي تصل للمشاهد من خلال السيناريو المبدع والحوار البديع بين أبطال المسلسل. وفيما يلي بعض الخواطر حول الحلقة 105:- 1- "الدولة هي الإنسان" قالها الشيخ ابن عربي لأرطغرل، مؤكّداً أن بناء الدولة يبدأ من الاهتمام بالإنسان وحسن تربية الرعية، وأن قيمة الدولة جزء لا يتجزّأ من قيمة مَن يعيش على أراضيها، وأنه كي تعيش تلك الدولة وتزدهر فلا بد من أن ينعم مواطنوها بالحرية والرخاء والكرامة. 2- (شجاع - رحيم - عادل - صاحب عزيمة - يفكر في شعبه قبل نفسه)، تلك هي صفات الرأس أو الحاكم الراشد، كما شرحها ابن عربي، ونظرة سريعة على أعلام التاريخ البشري يدرك المرء من خلالها أنه ما من حاكم رشيد إلا واتصف بتلك الصفات التي بها تنهض الأمم ثم تسود، ولعل الصفة الأخيرة قد تميز بها أرطغرل فنجح، كما اتصف بها السلطان علاء الدين فأفلح. 3- أرشد ابن عربي تلميذَه أرطغرل إلى الداء الأكبر الذي يصيب الشعوب، ألا وهو الأنانية وانشغال كل امرئ بنفسه عن هموم أمته، وخطورة ذلك الداء أنه يعطّل المسيرة ويفتح الثغرات التي ينفذ منها الأعداء. 4- لعل حرص أرطغرل على زيارة شيخه والتواصل المستمر معه وطلب نصحه إنما يلقي الضوء على أهمية الزاد الروحاني بالنسبة للقائد، فهو أساس الهمة العالية وأصل استقامة الطريق. 5- "إن تسقط الدولة تنحرف المبادئ والأعراف عن طريقها"، قالها أرطغرل لأمه ليثبت أن الوظيفة الأساسية للحاكم إنما تتمثل في حراسة نظام الدولة وصد مكائد أعدائها، وذاك مرتبط أيما ارتباط بدينها وقيمها ومبادئها. 6- رأت الأم هايماه في منامها ابنها أرطغرل يحمل حفيدها عثمان فاستبشرت خيراً، كما رأينا الكلمات التي يرددها غوندوز -على صغر سنّه- عن حب الوطن والقبيلة والدفاع عنهما، بالإضافة إلى كلام حليمة وأخواتها، كل ذلك يدلل على أن العائلة (صغيرها وكبيرها رجالها ونساءها) تعيش القضية بكل كيانها، ولن تنهض أمة من كبوتها إلا حين يعيش أبناؤها قضيتها حتى تغلب عليهم أوقاتهم فيعيشون لأجلها ويموتون في سبيلها. 7- ضربت الأم هايماه المثل في التجرّد لقضية أمتها والعمل لتحقيق غايتها والتضحية في سبيل ذلك بالغالي والنفيس، فقد تركت أبناءها خلفها مستجيبةً لأمر ابنها وسيدها في الوقت ذاته! وكان يسعها أن تظل بين أبنائها مؤثرةً حياة الدعة والراحة على مكابدة المصاعب والمشاق، إلا أنها آثرت أن تضحي لأجل قضيتها ومدافعة ظلم الظالمين. 8- علمنا من مشهد بكاء تورغوت وبامسي (قلقاً على صحة الأم هايماه) أنهما ضحية المغول الذين قتلوا أفراد عائلتهما، ثم أخذهما سليمان شاه وربّاهما مع أبنائه، فصار بمثابة الأب لهما كما أصبحت هايماه بمنزلة أمهما، وهنا ملمح هام وهو أن يد الله تعمل في الخفاء، فإن التصرف الذي يمثل قمة عنفوان المغول وطغيانهم، هو ذاته التصرف الذي نتج عنه محاربون أفذاذ ساهموا في تأسيس أكبر دولة عرفها التاريخ البشري. 9- "لا يمكن لسيفَين أن يكونا فى غمدٍ واحد" قالها السلطان في معرض حديثه عن خيانة نظام الدين المزعومة، وقد صدق، فهكذا هي الإمارة، وتلك هي أصول المُلك. 10- ذهب آريس فأتي تيتان، ومن قبلهما كان تيتوس وآخرون، وتلك هي طبيعة المعركة بين الحق والباطل التي لا تنتهي إلى أن يرث الله الأرضَ ومَن عليها. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :