زين ربيع شحاتة يكتب : تركيا مقبرة الإخوان السياسية

  • 1/18/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ثورة يناير وسطوع نجم الإخوان السياسي، لاحظنا مدى تشدق الإخوان وأتباعهم بالتجربة التركية الأردوغانية، وإبرازها على أنها تجربة إخوانية خالصة قادت تركيا إلى نهضة اقتصادية وسياسية انحنى لها العالم، وأن هذه التجربة فى حال وصولهم إلى السلطة ستكون قفزة نوعية ستغيير واقع الحياة المصرية. وبعد ثورة يونيو كان "أردوغان" على مستوى الحدث ففتح ذراعه وبلاده لاستقبال الإخوان، وقدم لهم الدعم المادى والإعلامى وتكوين جبهة معارضة خارجية تتولى تشويه الصورة المصرية فى الداخل والخارج ، وللأسف ولتواضع الخبرة السياسية الإخوانية دار الإخوان فى فلك "أردوغان" ظنًا أنه يتفهم قضيتهم الوطنية المزعومة. ولم يكلف أحدهم نفسه بدراسة اللائحة الداخلية لحزب "العدالة والتنمية " الحاكم فى تركيا ليعرف أن دعمهم ودعم قضيتهم ما هو إلا فصل من فصول السياسة الخارجية التى كتبها "أحمد داود أغلو" كبير مستشارى "أردوغان" : ثم وزير خارجيته ، ورئيس وزرائه حتى عام 2016م ، والتى رأى فيها ضرورة تحول تركيا من دولة هامش فى السياسة الدولية إلى دولة مركز ، بعد أن أيقن أن أحداث ١١ سبتمبر، سيتبعها تأسيس نظام دولى جديد تسعى فيه كل دولة إلى زيادة قوتها ونفوذها لتأخذ دورًا فى هذا النظام العالمى، ورأى أن الشرق الأوسط وما به من صراعات هو بوابة النفوذ الأقليمي، وأن إسرائيل هى مفتاح هذه البوابة، فكانت زيارة " أردوغان" إلى إسرائيل فى مايو عام 2005 م ، على رأس وفد يضم مائة من رجال الأعمال، وأعلن " أردوغان" أن هذه الزيارة فى اطار حرص تركيا على دفع عملية السلام ، وفى 2007 م . زار " إيهود أولمرت " تركيا ليعلن منها أن عشرات الشركات الإسرائيلية تعمل فى تركيا وتضخ المليارات للناتج القومى التركى ، وقدم دعوة لزيادة السياحة التركية إلى إسرائيل ، وفى عام 2008 م أشترت المؤسسات الإسرائيلية العديد من الشركات التركية فى اطار عملية الخصخصة التى قامت بها الحكومة التركية ، ووصل عدد الشركات الإسرائيلية إلى 250 شركة ، ويعد هذا العام أكثر الأعوام للنشاط السياحى حيث وصل عدد السياح الإسرائيليين إلى 500 ألف سائح ، بالأضافة إلى حجم التبادل التجارى الذى تخطى الخمس مليارات دولار فى عام 2013م .وبالنظر إلى العلاقات السياسية بين "أردوغان" و"إسرائيل" نجد إنها لم تختلف كثيرًا عن علاقات "إسرائيل" مع "إيران" حيث يغلب عليها التراشق والتوتر الكاذب الذى يفضحه التقارب والتعاون الأقتصادى والعسكرى ، الذى تجلى بإستخدام الطائرات الإسرائيلية فى 6/9/2007 م ، الأجواء التركية لضرب منشأت سورية فى دير الذور بدعوى إنها نواة لمنشآة نووية، وإلقاء خزانى الوقود بالأراضى التركية، وهذا التعاون التركى الإسرائيلي يتنافى تمامًا مع مبادئ الإخوان المعلنة والتى تنتفض لمجرد مصافحة وزير خارجية مصر لوزير الخارجية الإسرائيلى . ومن هنا ندرك أن استقبال تركيا للإخوان ما هو إلا فصل من فصول الطموح التركى ليتحدث "أردوغان" أمام العالم أنه يستقبل ويدعم المعارضات السياسية مثله مثل الدول العظمى ، بالأضافة إلى توجيه هذه المعارضة للنيل من الدولة المصرية ، التى يعتصر شعبها دمًا عندما يرى أحد أبنائه يهاجم بلاده على الفضائيات ظنًا منه أنه منقذ وبطل قومى وفى الواقع ما هو إلا أ داة تستخدم وتستغل ضد مصر، التى ستظل مركز الدائرة وحائل نفوذ "أردوغان" الإقليمي مهما كانت ظروفها الإقتصادية والسياسية.

مشاركة :