بالنظر إلى السياسة الأسرائيلية سنجد أنها تعتمد على أظهار المتعاون والداعم لسياستها إعلاميًا بمظهر العدو الذى يحول بينها وبين تحقيق أهدافها الإستعمارية والعدائية تجاه فلسطين وشعبها بل والمنطقة ، وذلك لمنح هذه الدول والكيانات والجماعات غطاء جماهيرى يتيح لها العمل بكفائة أعلى ويجعل منها شوكة فى حلق الأعداء الحقيقيين للوجود الإسرائيلي وحائل تقدمه ليظهر إعلاميًابمظهر الخائن والعميل والبائع للقضية الفلسطينية و الحريص على إسترضاء إسرائيل وحلفائها ، ما يضعف موقفه على طاولة المفاوضات المغلقة وينشغل فى تخطى آثار الغضب الشعبى الناتج عن ســوء للفهم والتقدير ، وتجعل منه سلطة منقوصة تفتقر إلى الظهير الشعبى ، لذلك نرى أن الأخوان وحماس وتركيا وإيران وقطر هم أعداء إسرائيل وحائط الصد العربى والإسلامى الصامد فى وجه إسرائيل ، بينما مصر وفتح والسعودية هم بوابة التطبيع وسبب من أسباب النفوذ الأسرائيلي بالمنطقة ، لذلك سننزع بالتاريخ والتحليل الهادئ الأقنعة عن الأخوان وحماس وإيران وتركيا وقطر لنرى الدرع الحقيقي للقدس وقضيتها .أن العلاقة بين أيران وإسرائيل أو اليهود هى علاقة تمتد إلى ألاف السنين جمعهم فيها كراهية العرب والمسلمين ، ولا دليل أكثر وضوحًا من أوجه التشابه بين الشيعية والديانة اليهودية ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن اليهود تبغض جبريل عليه السلام ويقولون أنه عدوهم من الملائكة ، وكذلك الشيعة يقولون أنه عليه السلام أخطأ بالوحى على محمد صلى الله عليه وسلم ، اليهود والشيعة يأخرون الصلاة إلى إشتباك النجوم ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تزال أمتى على الفطرة مالم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم " ، قال اليهود لا يصلح الملك إلا فى آل داود ، وقال الشيعة لا تصلح الإمامة إلا فى ولد على رضى الله عنه ، وغيرها من أوجه التشابهه بين اليهودية والشيعية والتى كانت سببًا فى علاقات تجارية وأقتصادية كشفت عنها صحيفة "يدعوت أحر نوت " الأسرائيلية تجاوزت 30 مليار دولار معظمها إستثمارات فى الطاقة والنفط ، هذا بالأضافة إلى المعابد اليهودية فى إيران وألاف اليهود الأيرانيين داخل إسرائيل وكذلك اللوبى اليهودى فى أمريكا ، كما أن بأيران أكبر تجمع لليهود فى العالم بعد إسرائيل ، ولا دليل عن عمق هذه العلاقة أكثر من فضيحة (إيران ـ جيت ) التى كانت سببًا فى سقوط الرئيس الأمريكى "رونالد ريغان" عام 1985 م ، والتى بدأت ملامحها بعد إسقاط الدفاعات السوفيتية لطائرة أرجينتينة محملة بالأسلحة فى طريقها من إسرائيل إلى طهران لدعم أيران فى حربها ضد العراق ، وغيرها من الأدلة التى نشرتها مجلة التايمز البريطانية ، فى الوقت الذى كان فيه الشيعة فى مكة المكرمة يتظاهرون ضد أمريكا وإسرائيل ، أليس هذا هو السلاح الذى تستخدمه المقاومة العربية الأسلامية الأخوانية حماس فى حربها السينمائية ضد إسرائيل ، أليس هذا سبب أن جميع صواريح حماس التى تعوق عملية السلام ؟ ، و لا تصيب أهداف حقيقية فى إسرائيل بل أنها دائمًا وأبدًا تسقط فى المزارع والأرض الفضاء ، أليس تصريح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "صالح العاروري" فى أكتوبر الماضى الذى تعهد بأسم الحركة بالحفاظ على علاقات وثيقة مع إيران واحتفاظ الحركة بأسلاحتها رافضًا شروط إسرائيل المسبقة لإستكمال عملية السلام .هل يعقل الأن التصور بأن التحالف الأخوانى الحماسي الأيرانى التركى هو تحالف ضد أسرائيل لصالح القدس و القضية الفلسطينية ؟ ، هل يمكن أن يصدق عويل القنوات المعارضة للدولة المصرية أن مصر بتاريخها تناست القضية الفلسطينية وتساوم عليها ؟ ، هل يعقل أن القدس قضية أيران وتركيا لا قضية مصر وشعبها ؟ أليس هذا دليل على أن ثورة الــ 30 من يونيو كانت طوق نجاة لمصر وشعبها من مخطط تدميرى رسم ملامحه الرئيس الأيرانى أحمدى نجاد فى الأتحادية فى دولة الأخوان ، وأستكمله عند البشير فى السودان ؟ .
مشاركة :