أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس، إمكان التوصل إلى اتفاق مع بروكسيل حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت). يأتي ذلك على رغم تجميد المفاوضات بين الجانبين، بعد فشل الوزير المكلّف ملف «بريكزيت» دومينيك راب في التوصل إلى اتفاق مع أبرز مفاوضي الاتحاد ميشال بارنييه، حول مسألة الحدود الإرلندية، وترحيلها إلى قمة أوروبية تبدأ غداً. وقالت ماي أمام مجلس العموم (البرلمان) إن «ملامح الاتفاق باتت واضحة في غالبية المحاور، ولكن لا تزال هناك هوة بين الجانبين حول مسألة الحدود الإرلندية»، إذ ترفض بريطانيا اقتراحاً أوروبياً يبقي إرلندا الشمالية ضمن اتحاد جمركي مع التكتل. ورأت ماي أن هذا الطرح «ليس مقبولاً»، مستدركة أن الجانبين يناقشان «حلاً جمركياً شاملاً على نطاق المملكة المتحدة» يبقي بريطانيا في شراكة جمركية مع الاتحاد الأوروبي، لكن لندن تصرّ على أن يكون هذا الحلّ موقتاً. وخاطبت النواب قائلة: «لا يمكننا أن ندع هذا الخلاف يحرّف مسار احتمال إبرام صفقة جيدة، أو يؤدي إلى انفصال من دون اتفاق لا يريده أحد». وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت ذكر أن التوصل إلى اتفاق أمر محتمل، مستدركاً أن هناك ملفات عالقة. وأضاف لدى وصوله إلى لوكسمبورغ أمس، تحضيراً للقمة الأوروبية: «على بريطانيا أن تثق بأن تيريزا ماي لن تبرم اتفاقاً لا يتوافق مع شكل نتيجة الاستفتاء وجوهره» الذي نُظم حول «بريكزيت» عام 2016. وزاد: «نحن مقتنعون بأن في إمكاننا الاتفاق على هذا الأساس، نظراً إلى مصلحة الاتحاد الأوروبي وشركائنا وأصدقائنا في أوروبا». وكان وزراء الخارجية الأوروبيون توافقوا في لوكسمبورغ على التوصل الى اتفاق ليس ممكناً خلال القمة، كما أكدوا أن الوقت لا يزال متاحاً لتسوية ملفات عالقة بارزة، بينها الحدود مع إرلندا الشمالية، قبل قمة طارئة مرتقبة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وبدت وزيرة الخارجية النمسوية كارين كنايسل أكثر وضوحاً، بقولها: «كل شيء مجمّد حتى الأربعاء» موعد القمة، فيما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: «نحن مستعدون لكل الاحتمالات، لكننا نعتقد بإمكان التوصل إلى اتفاق بين المفوضية (الأوروبية) وبريطانيا. آمل بأن يسود المنطق في نهاية الأمر، وأن نكون في موقف يتيح لنا إبرام اتفاق». وقال مارغاريتيس سكيناس، أبرز الناطقين باسم المفوضية: «نواصل عملاً جدياً للتوصل إلى اتفاق، لكن عملنا على صعيد الاستعدادات والأحداث الطارئة يتواصل أيضاً ويتكثف». ويشير بذلك إلى احتمال عدم التوصل الى اتفاق على «الطلاق» بين الاتحاد والمملكة المتحدة. في المقابل، اعتبر ناطق باسم «الحزب الوحدوي الديموقراطي» في إرلندا الشمالية، الحليف لرئيسة الوزراء البريطانية، أن عدم التوصل إلى اتفاق بين لندن وبروكسيل «بات حتمياً»، وتابع: «نظراً إلى سلوك الاتحاد الأوروبي وطريقة تعامله مع ماي، لا أرى أن أيّ اتفاق تبرمه الآن سيحظى بغالبية في البرلمان، لذلك لا أستبعد سيناريو مغادرة الاتحاد من دون اتفاق. أعتقد بأن أي نظرة محايدة إلى مسألة الحدود (الإرلندية)، تؤكد أن ما يعرضه الاتحاد أسوأ بكثير من الخروج من دون اتفاق».
مشاركة :