عندما استسلمت "ألمانيا" للحلفاء عامم كانت حطام دولة.. الشعب كله في حالة إحباط كاملة بعد ست سنوات من الحرب المريرة التي دمرت كل شيء.. كل ألماني يتأمل الدمار وما أفضت إليه الحرب يزداد انهياره.. بعد أن خلفت الحرب حوالي ملايين معتقل في سيبيريا.. وملايين قتيل نتيجة الحرب المباشرة.. وتهديم تام للبنية التحتية.. وتسوية المدن كاملة بالأرض وليس المنازل.. وكل ما أخذته معها قوات الحلفاء من المصانع والآلات... إضافة إلى تقسيم ألمانيا الى دولتين "المانيا الشرقية" التابعة للمعسكر الشيوعي السوفيتي.."المانيا الغربية"التابعة للمعسكر الغربي الليبرالي..! تحول الشعب إلى نساء (أغلبهن كن شاهدات على الفظائع التي ارتكبت في الحرب.. وخاصة بعد سقوط برلين.. بالإضافة إلى الأطفال والشيوخ.. فانتشرت نتيجة كل الدمار النفسي والاقتصادي "فكرة الانتحار".. ثم تلاها فكرة "النهوض من القاع"بقيادة النساء.. في غياب تام للحكومة.. بدأت النساء بجمع الأنقاض لإعادة بناء البيوت، وجمع الأوراق والكتب من تحت الأنقاض لفتح المدارس.. ومن أجل ذلك كتبت النساء على بقايا الجدران المحطمة شعارات تبث الأمل وتحث على العمل.... _ لا تنتظر حقك.... _ افعل ماتستطيع... _ ازرع الأمل قبل القمح.... كانت الفترة من عام إلى عاممرحلة بناء البيوت.. بالأمل والإيمان صنعوا النجاح...! سميت النساء "نساء المباني المحطمة".. في عام م فازت ألمانيا بكأس العالم لكرة القدم وهي لم تخرج من الحرب إلا منذ سنوات.. ومثلها يحتاج عام ليعاود الوقوف مرة أخرى.. عند فوزها بالبطولة كانت أصابع اللاعبين تخرج من أحذيتهم المهترئة.. لكن كانت هناك الروح والولاء والانتماء والوطنية... والحب وإعادة الكرامة..! الفترة من عامم الى م كانت مرحلة بناء المصانع ثم استيراد عمال أتراك وكتابة قيم العمل" جدية+أمل "...! الفترة من عامم إلى م ظهرت رؤوس الأموال ورجال الأعمال.. تكفل كل رجل أعمال بخمسين شاباً يدربهم ويعلمهم.. بعدها سقط الجدار.. وتوحدت ألمانيا مرة أخرى.. وأصبحت الآن أقوى اقتصاد أوروبي.. رغم أنها لاتزال تدفع فاتورة الحرب.. ولكن مضت في طريق الأمل.. والذي يشارك في بثه الإعلام الألماني ونفذته النساء..!! لم يبقَ لمن تبقوا على قيد الحياة شيء سوى "الأمل" وقد تمت صياغته في العبارات الثلاث السابقة.. في كل الشوارع والميادين.. للتحفيز ولأن الحياة لم تنته.. ومايزال هناك قيد أهم يربطهم بها وهو الأمل ..الذي عادة مايبدأ من جديد.. خاصة عندما يضيع كل شيء.. عبارة رهيبة" ازرع ْ الأمل قبل القمح"...لأن زراعته أصعب ولأنها لو أثمرت ستثمر كل أنواع المحاصيل الزراعية.. وليس القمح.. اقترب منه لامسه فكما يقول "صموئيل سميث"الأمل كالشمس كلما اقتربنا منها.. ألقت بظل متاعبنا خلفنا.. والمرتبطون بالأمل سيرونه حتى في الظلام مهما كان وهجه خافتاً.. كانت حملة الأمل.. لتبديد الألم.. والصعود على الأوجاع.. بقيادة النساء.. ارتبطت بالعبارة الثانية "افعل ماتستطيع"تحفز على إخراج كل مايملكه الباقون على قيد الحياة وفوق مايستطيعونه.. رسالة ليست إنقاذية فقط.. ولكنها مليئة بالتحدي وعدم مقارنة بين ما ستحصل عليه وما ستفعله.. بحسابات لا تحتمل التعقيد ولكنها تمد بمقومات الصمود.. والعمل والاندفاع مهما كانت الطريق صعبة ومتعثرة.. لكن هذه الاستطاعة تدفع إلى المستقبل وإلى الحلم.. وإلى النظر للأمام..!! ثالثاً "لا تنتظرحقك".. تبحث عنه ولا تعتقد أنه سوف يأتيك.. تصالح مع نفسك واحصل عليه وقد تم ذلك.. من خلال إعادة البناء لمدن تحطمت بشكل كلي.. وإعادة الطلاب إلى المدارس.. لم يفتح أحد في الإعلام صفحة الحساب.. أو دعونا ننتظرحقوقنا.. سارع الجميع إلى المستقبل وطويت صفحة الحرب وأعاد الألمان ماكان يستحيل بناؤه.. ولم يتخطوا كارثة الحرب فقط في خلال مايقارب منعاماً عند عودة توحد الألمانيتين ولكن قفزت ألمانيا المدمرة والمهزومة إلى قمة الاقتصاد الأوروبي.. ومن خلال كونها أكبر الدافعين لخزانة الاتحاد الأوروبي..! إنه الأمل أفضل مايمكن أن يحدث للشعوب لتنهض مرة أخرى إذا آمنت به وتبنته..حيث يتحول من يؤمنون به إلى مقاتلين على الحياة.. وكلما تعثروا تمسكوا به وتقدموا...!!!
مشاركة :