لم يستبعد مراقبون أن يكون سقوط أربعة إرهابيين في عمليتين منفصلتين، خلال هذا الأسبوع، حلقة من مسلسل إجهاض مخطط الإرهابيين.العرب صابر بليدي [نُشر في 2018/02/02، العدد: 10888، ص(4)]جاهزون للأسوأ الجزائر - تلقى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، سلسلة ضربات متتالية في ظرف قياسي، حالت دون إعادة تشكيل نفسه في المنطقة، بعدما فقد عددا من العناصر القيادية في كل من تونس والجزائر. وكشف الإعلان عن هوية العناصر الإرهابية التي قضت في غضون الأسبوع الماضي والجاري، على يد وحدة للجيش الجزائري في محافظات خنشلة وجيجل والمدية، أن المعنيين هم حلقة قيادية، تدير بعض الكتائب الموالية وأن العمليات العسكرية النوعية، أجهضت مخططا للقاعدة، كان يستهدف إعادة تنظيم وتشكيل التنظيم في المنطقة. ولم يستبعد مراقبون أن يكون سقوط أربعة إرهابيين في عمليتين منفصلتين، خلال هذا الأسبوع، حلقة من مسلسل إجهاض مخطط الإرهابيين المتمثل في عقد لقاءات تنظيمية محلية، طبقا لتعليمات يكون أمراء محليون، قد تلقوها من زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عبدالمالك درودكال، بغية إعادة تنظيم وهيكلة صفوفهم. ووصف بيان وزارة الدفاع الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم بـ”الخطيرين” وهو الوصف الذي تطلقه، على العناصر القيادية والمهمة. ومن بين هؤلاء مسؤول الدعاية والإعلام في تنظيم القاعدة، عادل صغيري، المكنى بـ: هشام أبورواحة، أصيل محافظة قسنطينة، الذي يعد من الجيل الأول للإسلاميين المسلحين في الجزائر، حيث التحق بصفوف “الجماعة الإسلامية المسلحة” في العام 1994. وذكرت مصادر أمنية، أن أبورواحة اضطلع بمهمة الدعاية والإعلام، منذ إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال الولاء لتنظيم القاعدة عام 2007، ثم تأسيس تنظيم المغرب الإسلامي. وأضافت المصادر أن “الإطاحة المتتالية بأمراء ومسؤولي القاعدة، جاء تتويجا لعمل استعلاماتي بين المؤسستين العسكريتين في الجزائر وتونس، حيث بدأ مسلسل الضربات الاستباقية بعملية القصرين التونسية، للحيلولة دون تمكن التنظيم من إعادة ترتيب أوراقه في المنطقة”.وكانت قوات الجيش التونسي قد قضت منذ نحو أسبوعين على الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بلال القبي. وأفادت تقارير مختلفة، بأن تردد بلال القبي على تونس منذ العام 2014، كان يتم بإيعاز الرجل الأول في التنظيم، وأن دخوله الأخير إلى تونس، كان بأمر منه أيضا، ومن أجل تنظيم وهيكلة كتيبة عقبة بن نافع، وهي المهمة نفسها التي أوكلت لأمراء الكتائب في خنشلة من أجل نفس الغرض. ويرى مراقبون أن “تزامن تحرك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في اتجاه إعادة تنظيم وهيكلة الكتائب الموالية له، وحتى استقطاب الكتائب المستقلة، مع تصاعد التقارير الاستخباراتية والرسمية عن مخاطر نقل القيادة المركزية لداعش إلى منطقة الساحل الصحراوي، يعزز فرضية اشتعال الصراع بين التنظيمين حول مواقع النفوذ في شمال أفريقيا والساحل”. ويرى خبراء أمنيون، أن “النزيف البشري”، يمثل الهاجس الأول لقيادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بسبب قدرة داعش على الاستقطاب المستمر للعناصر الموالية له، والاستفادة من خبرتها الميدانية وتمرسها على التضاريس الجغرافية للمنطقة، فضلا على الضربات المتتالية لقوات الجيش والأمن.
مشاركة :