يؤلمني مثلما يؤلم الكثير منكم تلك الأصناف من الرجال الذين يبيعون ضمائرهم في سبيل مصالحهم الشخصية، فلا نظافه يد ولا صدق ولا وطنية، ومع ذلك يلعلعون في المنابر والمقابلات والتصريحات بلا أدنى خجل، بعضهم يتحزب بالدين وتجارته الرائجة، وبعضهم يتحزب بعلاقاته مع بعض الأقطاب لتتكدس المليارات أكثر فأكثر في أرصدتهم، أما الكويت ومن يحبها من بناتها وأبنائها المخلصين فلهم الله. وضع مؤسف يجعل الوطني الشريف يحس بغربة شديدة، ويساوره قلق خطير يخطف النعاس من العيون. نتساءل: لماذا لا يحب هؤلاء الكويت؟ ولماذا يسرقونها وينشرون الفساد فيها ليسرقوها أكثر؟ ولماذا يخرقون القوانين ولا يحاسبهم أحد؟ ولماذا يتمسحون بالدين وهم أبعد ما يكون عن التقوى والخُلق؟ ولماذا خربوا التعليم وكل شيء جميل في الكويت؟ ولماذا السكوت والطمطمة والإمعان في الترضيات والصفقات؟ ولماذا نتحمل كل هذا منذ سنين طويلة ونظل نكتب ونكتب يرافقنا الأمل في الإصلاح ولكن لا حياة لمن تنادي؟ ولماذا صار الحزن رفيقنا واليأس طريقنا؟ ولماذا اختفى جوهر الإنسان النظيف وحل محله فحم النفاق والتدليس والجشع؟ ولماذا لا يحب هؤلاء الكويت؟