لندن (الاتحاد) يستعد كبار مديري مجموعة «كاريليون» البريطانية العملاقة للإنشاءات والخدمات التي أشهرت إفلاسها منتصف الشهر الماضي للمثول غدا الثلاثاء أمام مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، للكشف عن الكيفية التي أسهمت بها قطر في انهيار المجموعة، التي كانت تشكل أحد أبرز أعمدة اقتصاد المملكة المتحدة منذ تأسيسها قبل نحو 200 عام. ومن المنتظر أن تشهد جلسة استماعٍ تعقدها لجنتا «العمل وشؤون التقاعد» و»الطاقة والأعمال والاستراتيجية الصناعية» في مجلس العموم البريطاني، إماطة اللثام عن تفاصيل مسؤولية النظام القطري عن إفلاس المجموعة بفعل عدم تسديده الديون المستحقة عليه لها، ليصل إجمالي ديونها في نهاية المطاف إلى قرابة 1.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 2.1 مليار دولار أميركي)، تشكل نسبة الديون القطرية منها ما يفوق 14%. وحسب جدولٍ لأعمال اللجنتين أطلعت عليه «الاتحاد»، من المنتظر أن يحضر الجلسة كيث كوكرين الرئيس التنفيذي المؤقت لـ»كاريليون» وسلفه ريتشارد هاوسون، بجانب رئيس مجلس الإدارة السابق فيليب غرين، وعددٍ من كبار المسؤولين السابقين في الشركة العملاقة، مثل ظفر خان أحد المدراء الماليين السابقين للمجموعة. وكشفت صحيفة «صنداي تليجراف» النقاب عن أن خان يستعد للإدلاء بما وصفته الصحيفة بـ»إفادة قنبلة» أمام أعضاء البرلمان، «يلقي فيها الضوء على الكيفية التي انهارت بها الشركة بفعل الديون المتصاعدة، وعدم تسديد العملاء للمدفوعات (المستحقة) عليهم»، وعلى رأسهم الشركة القطرية المدينة لها والتابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تتولى رئاسة مجلس إدارتها الشيخة موزة والدة الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد. وفي التقرير الذي أعده إيان ويذرس وريانون كَرّي، قالت الصحيفة إنه من المنتظر أن تشهد الجلسة كشف النقاب من جانب خان ورفاقه من كبار المسؤولين في المجموعة، التي كانت توظف 43 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم، عن تفاصيل الدور الذي لعبته قطر في انهيار «كاريليون»، جراء عدم تسديدها لديونٍ تُقدر بـ 200 مليون جنيه إسترليني (282.4 مليون دولار)، تراكمت عليها، مقابل مشاركة الشركة البريطانية العملاقة، في مشروعٍ كبير في وسط الدوحة يرتبط- بحسب تقارير - باستضافة الدوحة لمنافسات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022. وأفادت مصادر عليمة بشؤون قطاع الإنشاءات والخدمات في بريطانيا أن «كاريليون» عَمِلتْ لأكثر من عامٍ كامل في هذا المشروع من دون أن تتقاضى أي مستحقات مالية من الجانب القطري. وبحسب المصادر فقد بذلت المجموعة البريطانية، التي كان لها دورٌ محوريٌ في تعزيز اقتصاد المملكة المتحدة عبر أنشطتها الإنشائية في مجال التعليم والقطاع العسكري، جهوداً مضنية على مدار فترة طويلة للحصول على مستحقاتها من القطريين، ولكن دون جدوى. ... المزيد
مشاركة :