علماء من بريطانيا يحثون على العمل بتشريع يلزم منتجي الغذاء بإضافة حمض الفوليك إلى الطحين لتقليل العيوب الخلقية في المواليد.العرب [نُشر في 2018/02/05، العدد: 10891، ص(17)] لندن – قال علماء إن تقاعس بريطانيا عن سن تشريع يلزم منتجي الغذاء بإضافة حمض الفوليك إلى الطحين (الدقيق) لتقليل العيوب الخلقية في المواليد يستند إلى تحليل معيب ودعوا إلى ضرورة تغيير ذلك. وحثّ العلماء من بريطانيا على اتباع خطى أكثر من 80 دولة أخرى، منها الولايات المتحدة التي تلزم منتجي الغذاء بإضافة حمض الفوليك. وقال العلماء إن الحاجة لا تقتضي تحديد سقف استهلاك حمض الفوليك إذ أن الإفراط في تناوله لا يمثّل أي خطورة. وعلى العكس من ذلك فإنّ نقص حمض الفوليك لدى الحوامل قد يسبّب عيوبا خلقية خطيرة على المواليد يطلق عليها انعدام الدماغ (مولد الطفل دون جزء كبير من الجمجمة) وتشقق العمود الفقري. وتعرف هذه الحالات بعيوب القناة العصبية وتؤثر على حالة من بين كل 500 إلى ألف حالة حمل في بريطانيا. وحمض الفوليك هو النسخة الصناعية من حمض الفوليك الموجود في فيتامين “ب” الموجود في الهليون والبروكلي والخضراوات الورقية الداكنة. ويمكن تناول حمض الفوليك على شكل أقراص أو إضافته إلى أغذية أساسية مثل الطحين والحبوب. وقال خبراء من جامعة كوين ماري وكلية الدراسات المتقدّمة في جامعة لندن، الذين نشروا دراسة بهذا الشأن إن تشوّهات القناة العصبية في المواليد انخفضت بنحو 50 بالمئة في الدول التي تلزم منتجي الغذاء بإضافة حمض الفوليك. وتقدّر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تكلفة إضافة حمض الفوليك للغذاء بنحو سنت واحد لكل شخص سنويا. وقال نيكولاس والد من معهد ولفسون للطب الوقائي بجامعة كوين ماري في إفادة لصحفية في لندن “عدم تعزيز الطحين بحمض الفوليك لمنع تشوّهات القناة العصبية يماثل وجود لقاح لشلل الأطفال وعدم استخدامه”. وأضاف أن في المتوسط يوميا في بريطانيا تنهي امرأتان حملهما بسبب تشوّهات القناة العصبية بينما يولد طفلان مصابان أسبوعيا. وقالت جوان موريس التي تعمل مع والد “إنها مأساة يمكن تجنبها نهائيا”. وفي بريطانيا يضاف الحديد والكالسيوم ونياسين وثيامين فيتامين “ب” إلى الطحين الأبيض. لكن برغم توصيات الخبراء لم تفرض بريطانيا إضافة حمض الفوليك للغذاء ويرجع ذلك جزئيّا إلى مخاوف من أن يتسبّب هذا في إفراط بعض الأشخاص في تناول حمض الفوليك. لكن البحث الجديد الذي نُشر في دورية مراجعات الصحة العامة كشف أن هذه المخاوف غير مبررة.
مشاركة :