حملة الضرائب المصرية تصل إلى عربات الفول والطعمية بقلم: محمد حماد

  • 2/10/2018
  • 00:00
  • 47
  • 0
  • 0
news-picture

حملة الضرائب المصرية تصل إلى عربات الفول والطعميةدفعت الأزمة الاقتصادية القاهرة إلى البحث عن أدوات جديدة تحت بند الضرائب لجمع إيرادات إضافية لخزينة الدولة حيث أقرّت لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان تشريعا لفرض ضرائب على عربات الطعام في الشوارع رغم الشكوك في نجاح هذه الخطوة بسبب تفشّي الفساد والرشوة.العرب محمد حماد [نُشر في 2018/02/10، العدد: 10896، ص(10)]عربات الفول لم تسلم من رياح الضرائب القاهرة - أقرّت لجنة الإدارة المحلية في البرلمان المصري تشريعا جديدا يفرض ضرائب جديدة على أصحاب عربات الطعام في الشوارع، في مقدمتها عربات بيع الفول والطعمية. ورغم تفاؤل الحكومة من أنها ستجني عوائد كبيرة من هذه الخطوة، لكن خبراء اقتصاد يرون أنها خطوة منقوصة وتحتاج لدراسة أعمق. وقال الخبير خالد الشافعي، لـ“العرب” إن “هذه الخطوة تعكس اتجاه البلاد نحو زيادة الحصيلة الضريبية بشتى الطرق”، لكنه أكد أن الفساد المستشري في البلاد سيكون العائق الأكبر لنجاح تلك المنظومة وتقنين وضع عربات الفول العاملة بالشوارع. ومع ذلك رحّب الشافعي بالفكرة، لأنها تحقق أرباحا كبرى وتشهد إقبالا كبيرا من المواطنين، ولكن يشترط لعدالة تحصيل الرسوم وجود برامج إلكترونية وقاعدة بيانات للعاملين بذلك النشاط، وأن يتم دفع الرسوم إلكترونيا بعيدا عن التعامل مع الإدارات المليئة بالفساد. واقترح الخبير إنشاء صندوق سيادي تابع للدولة يضمن إيداع الرسوم التي قدّرها بنحو 100 مليون دولار من عربات الفول والكبدة والكشري بالشوارع، ويتم استخدام تلك الأموال في رصف وإصلاح الطرق في مصر، وبالتالي تخفيف العبء على موازنة الدولة. وتشتهر القاهرة بانتشار تلك العربات على نطاق واسع، ويعدّ الفول المدمس وجبة الإفطـار الرئيسية لشريحة كبيرة من المصريين.خالد الشافعي: الرشاوى والفساد سيكونان العائقين أمام السلطات لحصر هذا النشاط ويرتبط هذا النشاط بسلاسل إمداد كبيرة، ويتم بيع الفول بنظام الـ“قدرة”، أي إناء ضخم، يقوم صاحب عربة الفول بشرائها بنحو 30 دولارا، ثم يقوم ببيعها للزبائن ويتراوح مكسب بيع الـ“قدرة” الواحدة بين 15 دولارا إلى 30 دولارا حسب المنطقة التي يقوم بالبيع فيها. وترتفع نسب الأرباح في المناطق القريبة من المصالح الحكومية والميادين العامة، بينما تقلّ في الأحياء الشعبية، لكنها تجارة رائجة لا تطالها خسائر. ووفق التقديرات، يصل عدد عربات بيع الفول في كامل أرجاء مصر إلى حوالي مليون عربة تنتشر معظمها في العاصمة، وتصل شهرة بعضها إلى إقبال مشاهير الفن والمجتمع والرياضيين عليها. وقال علي عبدالواحد، عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب المصري، إن “الهدف من قانون إشغال الطرق، تقنين عمل عربات مأكولات الشوارع، وفي مقدمتها عربات الفول، بما يضمن السلامة الصحية للمواطنين لأنها ستشترط وجود شهادة صحية لأصحاب تلك العربات”. وأوضح لـ“العرب”، أن الرسوم التي يفرضها القانون ستكون على عربات الفول والطعام المتحركة أو الموجودة بالشوارع، معتبرا الرسوم ضئيلة جدا مقارنة بما يربحه أصحابها. ويتسق القانون الجديد مع مطالبات غرفة التجارة الأميركية بالقاهرة. وقد طالب رئيس لجنة الضرائب بالغرفة حسن حجازي بفرض رسوم سنوية تقدر بنحو 20 دولارا على أصحاب الأكشاك في الشوارع بهدف تقنين أوضاعهم. وقال لـ“العرب” إن “تطبيق هذا الإجراء سيقضي على الفساد، فبدلا من أن يقوم أصحاب هذه الأكشاك بدفع رشاوى لبعض الموظفين في الإدارات المحلية داخل المحافظات، تحصّل الحكومة تلك الرسوم بشكل رسمي مع إمكانية ضمّ هذه الفئات في ما بعد للقطاع الرسمي”. وكشفت دراسة للجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أن نحو 95 بالمئة من وجبات الفول تقدّم من خلال عربات الشوارع وليس المطاعم، كما أن جميع هذه العربات غير مرخصة. وطالبت اللجنة جميع محافظات البلاد بعمليات رصد وحصر لعدد عربات الفول، وعلى أن يقوم كل محافظ بإخطار اللجنة بالعداد النهائية حتى يتم تقدير العائد منها، وبالتالي قيمة الرخصة والتي ستدخل خزينة الدولة.علي عبدالواحد: نعد خارطة شاملة بأماكن تواجد عربات الفول في كامل أنحاء البلاد وأكد رئيس اللجنة لـ“العرب” أنه سيتم خلال الفترة المقبلة إعداد خارطة بكل محافظة تتضمن الأماكن التي سيُسمح بها بوجود عربات الفول، وتحتوي تلك الخارطة على الأماكن التي تلتزم بها العربات دون تغيير. وتقول اللجنة إنها لن تسمح بوجود عربة فول أمام محلّ فول مرخص مثلا حتى لا ينافسه أو بالقرب من جهة سيادية أو قسم للشرطة وغير ذلك، كما أن الخارطة ستتضمن قيمة رسوم كل عربة وفقًا للمكان. ويصل إجمالي استهلاك مصر من الفول المدمس سنويا نحو 500 ألف طن، منها 300 ألف طن يتم استيراده من مختلف الأسواق الخارجية. ولفت حجازي إلى أن عدد عربات الفول بالبلاد في تزايد مستمر لا سيما مع انتشار المشروعات القومية والتوسعة العمرانية التي تشهدها مصر، فكل مكان من هذه الأماكن وكذا الطرق المؤدية إليها تشهد وجود عربات جديدة للفول. وتعدّ “عربة فول على الحسيني” أول وأشهر عربة فول تدخل العاصمة الإدارية الجديدة، وتقبع أمام موقع شركة مقاولات تنفّذ وحدات سكنية بالمنطقة، ويُقبل عليها العاملون في مجال مواد البناء على مدار اليوم. أما “عربة فول محروس” التي تتواجد في منطقة غاردن سيتي بوسط العاصمة القاهرة فتعتبر من أقدم عربات بيع أطباق الفول المدمس.

مشاركة :