حركات الإسلام السياسي لن تتمكن من الانسجام مع محيطها

  • 2/13/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: يمامة بدوانأكد فرانسيس فوكوياما عالم سياسي وخبير اقتصادي، في جلسة بعنوان «إعادة كتابة التاريخ: الدول الافتراضية الجديدة»، أدارها الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن العالم يتجه نحو حالة من تعدد الأقطاب التي تجعل من الاتفاق بين اللاعبين الأساسيين في النظام الدولي مستحيلاً. وقال مؤلف كتاب «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» إنه على الرغم من هذا التعدد الذي يمس حتى بالاتفاق على آليات وتصورات للحوكمة، إلا أن دولة الإمارات، ومن خلال ما تعبر عنه القمة من شراكة مع المؤسسات العالمية على مواضيع جذرية وحيوية، استطاعت بناء نموذج ناجح يجمع بين المؤسسات والحكومة وسيادة القانون، منوهاً بثراء المواضيع التي تبحثها. وتطرق إلى التحولات الاجتماعية والسياسية التي تمر بها بعض الدول بسبب المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة والعالم. وإلى موضوع الإسلام السياسي، مشيراً إلى أن أكثر النسخ معاصرة من حركات الإسلام السياسي ستجد مشاكل وصعوبات في المصالحة مع شعوبها والاندماج والتطور في مجتمعاتها، حيث إن حركات الإسلام السياسي لن تتمكن من الانسجام مع محيطها، وستبقى معزولة ومحاصرة ما يزيد من خطورتها. وأضاف أن القليل من الدول تبذل هذا القدر من الجهد لدعم التطور، ودولة الإمارات واحدة منها، التكنولوجيا يجب أن تتطور في قلب المجتمعات وليس بمعزل عنها، والإمارات رائدة في هذه التجربة. أهمية الحوكمة وتحدث فوكوياما عن أهمية الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب، وقال إنها تتحقق ضمن منظمات ومؤسسات حرة تعرف كيف ترصد المصالح المشتركة، وتبني العلاقات على أساسها، مشيراً إلى أن تعدد المؤسسات والمنظمات الدولية أمر جيد من ناحية، لأنه يسمح بأن تمارس كل منها مهام محددة فتلبي جميعها متطلبات البشر، لكن هذا التعدد قد يساهم في تشكل مجتمع دولي متعدد الأقطاب لا يتفق على معايير واحدة للحوكمة. كما تطرق إلى أهمية العولمة، واعتبرها وسيلة للتواصل بين المجتمعات والثقافات وتبادل السلع والخدمات، وأوضح أن الصراعات التي يشهدها العالم في أكثر من مكان تؤثر سلباً في واقع العولمة، بالرغم من تنامي عدد الدول والمؤسسات المطالبة بتطبيقها، كذلك أهم التحديات التي تواجه النظام العالمي، وداعياً الدول إلى ضرورة الانتباه للتحديات المقبلة، وهي التكنولوجيا الحديثة، والحيوية، والنظام العالمي المتجه نحو تعددية الأقطاب. تحدي التكنولوجيا واعتبر أن التكنولوجيا بتطورها المتسارع، تشكل فرصة رائعة لتطوير العلوم والاقتصاد، لكنها في الوقت ذاته تشكل تحدياً للدول والمجتمعات، حيث تعاظمت ظاهرة المخترقين، وأصبحت التنظيمات الإرهابية تستخدمها للترويج لأفكارها وجرائمها وتجنيد المزيد من المقاتلين.وقال إنه لا يتوقع أن نشهد خلال المرحلة المقبلة ظهور تنظيمات افتراضية خطيرة تستخدم أسلحة لا يمكن رصدها، أو السيطرة عليها، حيث إن الأخبار الكاذبة والتضليل، وما يترتب عليها من فوضى في المعلومات والبيانات نتيجة العبث بما يُنشر عبر الإنترنت، قد تتسبب بحالات من الإرباك خاصة في بعض الحالات الحساسة، مثل أسواق المال. وشدد على أهمية وضع قوانين ناظمة للنشاط الإلكتروني، مستشهداً بتجربة البرلمان الأوروبي الذي سن غرامات مالية ضد من يسيء استخدام الإنترنت، حيث إنها مسؤولية الشركات المزودة للإنترنت، وطالبها باتخاذ ما يلزم لحماية الفضاء الإلكتروني. وحول التحديات التي أفرزها تطور التكنولوجيا الحيوية، قال إنه في البداية اقتصرت المخاوف على أثر الأسلحة النووية التي يمكننا رصدها وتتبعها، والتي تحتاج إلى ميزانيات كبرى لتطويرها، أما اليوم فيمكن من خلال مختبر صغير في شاحنة متنقلة، أن تقوم مجموعة من الهواة بتطوير فيروسات خطيرة وقاتلة تهدد حياة الملايين من البشر. وأضاف أن التغيرات الجوهرية في النظام العالمي الجديد التي تجلت بصعود الصين كقوة اقتصادية مؤثرة، وظهور مراكز قوى دولية جديدة، يشكل تحدياً أيضاً، متوقعاً أن تصبح الصين القوة الأولى في العالم بعد سنوات قليلة.

مشاركة :