صحف عالمية: صدام عسكري وشيك بين تركيا وأمريكا

  • 2/15/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

توقعت مجلة «فوكوس» الألمانية صدامًا عسكريًا قريبًا بين الولايات المتحدة وتركيا، وسردت المجلة  أسباب ما وصفته بـ«تسمم» علاقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الولايات المتحدة الأمريكية، موضحة أن محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 أحدثت شرخًا عميقًا بين عضوتي حلف الناتو. وبحسب التقرير، فإن محاولات أردوغان لملاحقة أنصار الانقلاب فى الخارج، وفى خلق حالة توافقية للأتراك المغتربين، باءت بالفشل، الأمر الذى دفعه مجددًا لإثارة المزاج الجماهيرى التركى قبل انتخابات العام المقبل “2019”. واعتبرت أن جهود أردوغان لكسب ناخبيه عن طريق ما وصفته بـ «العمليات الدموية ضد الأكراد»  قد تؤدى إلى مواجهة عسكرية مع أمريكا. وأشارت إلى التهديد العسكرى التركي بسبب التنقيب عن حقول الغاز، حيث هدد أردوغان بالتدخل العسكري ضد اليونان وقبرص في بحر إيجة والبحر المتوسط ما لم تتوقف الأولى عن انتهاك المياه الإقليمية لبلاده والثانية عن أنشطة البحث والتنقيب عن النفط والغاز في منطقة شرق البحر المتوسط. ودعا  الاتحاد الأوروبي أنقرة إلى التوقف عن القيام بأنشطة تضر بالعلاقات الخارجية لتركيا، كما اعترضت سفن بحرية تركية، الجمعة الماضي، سفينة الحفر «سايبم 12000» التابعة لشركة «إيني» الإيطالية وكانت في طريقها للتنقيب عن الغاز المكتشف أخيرا في المياه القبرصية. وتطرقت المجلة أيضًا إلى دعم مجموعات كردية في سوريا من بينها «وحدات حماية الشعب» وتسلحها في تصديها  لتنظيم داعش، بالإضافة إلى خلافات حول تصنيف حزب “العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية. وأضاف التقرير: بسبب  قرب الانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية فى العام المقبل، يمارس “أردوغان” سياسات داخلية استفزازية، كما أن سياسته الخارجية العدوانية تعطى إشارة إلى أنه يريد اثارة الرأى العام التركى ليكسب في المقام الأول أصوات المحافظين فى الانتخابات. ورأت “فوكوس” أن أردوغان قد مرر الاستفتاء الدستورى المثير للجدل، والذى شرّع السيطرة الكاملة على السلطات القضائية والتسريح الجماعى والاعتقالات للصحفيين، مبررا ذلك بملاحقة الانقلابيين. وأوضحت المجلة الألمانية، أنه كلما زادت الضغوطات الداخلية التى يمارسها أردوغان، زادت مخاطر التصعيدات فى السياسة الخارجية، وتجلى ذلك واضحا في  أوائل فبراير، عندما قُتل 5 جنود أتراك بهجوم كردي باستخدام ذخائر أمريكية الصنع، وألقت الصحافة التركية اللوم على الولايات المتحدة في ذلك الهجوم. بدورها أفردت مجلة ديفينس وان الأمريكية مقالا تحليلا تتناول فيه الاضطرابات التى تحدث بين الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها في حلف الناتو تركيا. قالت المجلة، إنه وفي حين أن البيت الأبيض مشتت بسبب الاضطرابات الداخلية، فإن الأزمة تتصاعد في سوريا، حيث قامت القوات المسلحة التركية وحلفائهم من الجيش السوري الحر بغزو مدينة عفرين مؤخرا لتخليصها من “الإرهابيين”، ما أدى إلى زعزعة استقرار المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي بحكم الأمر الواقع وتعريض السياسة الأمريكية للخطر. وفي يوم الثلاثاء الماضى، من أجل الدفاع عن ميليشيا متمردة يسيطر عليها الأكراد، وفي أعقاب التقارير التى تفيد بأن الأسد قد يستخدم الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، قتل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أكثر من 100 من جنود النظام السورى. وفي نهاية الأسبوع، أسقطت القوات الجوية الإسرائيلية طائرة دون طيار إيرانية أطلقت من قاعدة سورية، ما أدى إلى مناوشة أوسع أسقطت طائرة إسرائيلية من طراز F-16 ودمرت ما يقرب من نصف الدفاعات الجوية للنظام السوري. ومع وجود نظام معقد من التحالفات، فإن الصراع قد يتحول لحرب عالمية على غرار الحرب العالمية الأولى، وبدا ذلك يلوح في الأفق، وسوف ينتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومع انحسار داعش، بدأ تتزايد احتمالات حدوث ذلك الصراع. وفي الوقت نفسه، وفي ظل هذه المعطيات فإن الذي يحدث في البيت الأبيض يعني أن هذه الإدارة إما لا تستطيع أو لن تعطي الأمن الدولي والوطني الاهتمام الذي تستحقه. وتعتبر عملية غصن الزيتون، التي أطلقتها تركيا في عفرين، علامة ملموسة على انحرافها عن الناتو وتزايد اتساقها مع روسيا، وبمباركة الكرملين، تقاتل القوات المسلحة التركية حاليا القوات البرية المتحالفة بقيادة التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة. ومع استمرار العمليات في منبج السورية، وإصرار أردوغان على إرادته، فإنه من المحتمل أن ينشب صراع وجها لوجه مع القوات الأمريكية المتواجدة هناك، خاصة أنه تعهد بضع مئات من جنود العمليات الخاصة الأمريكية المتمركزين فى منبج بأن تبقى أمريكا هناك وستدعم حلفائها. ونظرا لتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، فمن الممكن تخيل أن الحرب قد تنشب للمرة الأولى بين دولتين عضوين في الناتو. وأضافت أن أردوغان يجب عليه عدم المبالغة فى الأمور، ولا سيما أنه قد يتصادم فعليا بحلفاء الناتو.

مشاركة :