أثارت جملة مواقف محرجة، رافقت زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، إلى لبنان، وهي أول زيارة من نوعها منذ 4 سنوات، بلبلة كبيرة، صبغت، على الأقل إعلامياً، الزيارة التي جاءت في توقيت مهم، وسط توتر بين إسرائيل ولبنان بسبب الحدود البرية (الجدار الحدودي) والبحرية (البلوك النفطي 9)، وبعد أيام من حادثة كادت تشعل المنطقة وتتمثل في إسقاط مقاتلة إسرائيلية على يد محور الممانعة الذي يضم إيران وسورية و«حزب الله». بداية، أثار الاستغرابَ عدم استقبال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل نظيره الأميركي في المطار، وإيفاده في تلك المهمة مدير المراسم بالوكالة في وزارته. هذا الأمر التقطته الصحافة العالمية التي تناقلت الخبر على الفور، وقالت وكالة «رويترز»، إن «الوزير باسيل لم يستقبل نظيره الأميركي عند وصول موكبه، بحسب الأصول الدبلوماسية المعروفة». ثم انتقل تيلرسون إلى القصر الرئاسي في بعبدا، ولم يجد أيضاً هناك أحداً في انتظاره، الأمر الذي أجبره على الانتظار دقائق، قبل دخول باسيل لمصافحته، تلاه رئيس الجمهورية ميشال عون. وكانت لافتةً الصورة التي التُقِطت للوزير الأميركي، وهو يجلس في غرفة، وبجواره مقعد شاغر. وفوراً جرى تداول الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، واشتعلت التعليقات التي تساءلت: هل كان ما حدث مقصوداً ومن خلفه رسائل سياسية أم أن الأمر مجرد مصادفة ونتيجة خطأ في مراسم الاستقبال؟ البلبلة التي جرت استرعت رداً من مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية الذي أكد، في بيان، أن «كل الأصول البروتوكولية اعتُمدت في استقبال وزير خارجية الولايات المتحدة في قصر بعبدا»، مضيفاً أنه «لم يحصل أي خلل أو تقصير بروتوكولي، وكل ما يتم تداوله لا أساس له من الصحة، حتى إن الوزير الضيف حرص على أن يدون في سجل التشريفات شكره على الاستقبال الحار الذي لقيه في قصر بعبدا». من ناحية أخرى، أجرى تيلرسون محادثات مع الرؤساء الثلاثة، عون ورئيسي الحكومة سعد الحريري ومجلس النواب نبيه بري، وأطلق سلسلة مواقف حازمة تجاه «حزب الله» ونشاطه في المنطقة. ومن مقر الحكومة في السراي الكبير، الذي يشكل «حزب الله» أحد مكوناته، قال تيلرسون، في مؤتمر صحافي مشترك مع الحريري، إن «أميركا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، ولا تقبل أي فرق بين أذرعته العسكرية والسياسية، ومن غير المقبول أن تتصرف ميليشات كحزب الله خارج نطاق القانون». وأضاف الوزير الأميركي أن «على الشعب اللبناني أن يشعر بالقلق من حزب الله، فتنامي ترسانته وتورطه في الصراعات الإقليمية يهددان أمن لبنان»، لافتاً إلى أن «وجود حزب الله زاد سفك الدماء والنزوح، وقد دعم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد البربري، ويسبّب عدم الاستقرار في المنطقة». وأكد تيلرسون ضرورة أن «تنأى حكومة لبنان عن النزاعات في المنطقة، وأن يتوقف هذا الحزب عن نشاطاته الخارجية».
مشاركة :