كتب - عبدالحميد غانم: أكد المهندس أحمد جاسم الجولو، رئيس جمعية المهندسين القطرية السابق، رئيس اتحاد المهندسين العرب، أن مشاريع البنية التحتية تغلبت على تداعيات الحصار، ولم تشهد أي تغيّر في جداول التنفيذ المعتمدة لافتاً إلى أن الدولة وجدت ووفّرت البدائل السريعة والكثيرة من المواد الأولية بنفس الجودة وبأقل من الأسعار التي كانت تحصل عليها من دول الحصار. وقال خلال لقاء مع برنامج «شهادتى للتاريخ» الذي يقدّمه الزميل محمود سالم على إذاعة قطر: الدولة منفتحة على العالم وتعتمد على ميناء حمد في الحصول على المواد الأولية لمشروعاتها، ولذلك هناك إنجازات كبيرة تحققت وبسرعة مذهلة وبنوعية جيدة. وأضاف: هناك جديّة كبيرة من الشركات والمهندسين والفنيين والعمّال في تنفيذ مشاريع الدولة، لأن سقف الطموحات كبير جداً ولا وقت لدينا للترفيه. وأشار إلى أن مشاريع الدولة مرّت بعدت مراحل منذ الثمانينيات ثم من التسعينيات وحتى الآن وهي بحاجة إلى عدد كبير من المهندسين والاستشاريين لأن المهندسين القطريين عددهم قليل ولا يستطيعون تلبية كل الاحتياجات نظراً لعدد وضخامة المشاريع وسرعة العمل خاصة بعد فترة 2010، وفزنا بتنظيم كأس العالم 2030. وأكد الجولو أن هناك طفرة غير مسبوقة في مشاريع الدولة تسير بوتيرة متسارعة وبجودة عالية وتعمل بها الشركات المحلية بجانب الشركات العالمية لأنه في النهاية المشروع عمل مهني يحتاج إلى كافة التخصّصات الهندسية. وحول مدى استيعاب الشركات المحلية كل هذا العدد الضخم من المشاريع قال: في السنوات الأخيرة هناك شركات محلية تشارك في التنمية وتنفذ مشاريع ضخمة سواء بمفردها أو بالتعاون مع الشركات العالمية، هذا باستثناء مشروع الريل والسكك الحديد الذي تنفذه شركات عالمية، ولكن على الشركات المحلية اكتساب الخبرات في مجال الريل والسكك الحديد وتنقل لها تكنولوجيا هذه النوعية من المشاريع لاسيما أننا نتحدّث عن مشاريع ضخمة مثل الريل ومطار حمد الدولي والميناء، ولذلك اعتقد أن هناك شركات محلية استفادت من العمل بجانب الشركات العالمية في هذا الجانب. وحول ضرورة الاستفادة من مجلس قطر للمباني الخضراء، أوضح الجولو أن المجلس دوره استشاري إرشادي توعوي ويوجّه المواطنين والمؤسسات والوزارات ومشاريع البنية التحتية نحو البناء الأخضر خاصة أن هذه المباني تتميز بتقليل الانبعاثات الحرارية وتقضي على التلوث فهي من مواد صديقة للبيئة وصحية تماماً وموفرة في التكاليف وعلى المكاتب الهندسية توجيه المواطنين وتوعيتهم بالبناء الأخضر. وتطرّق الجولو، إلى أيام دراسته الجامعية وتخرّجه من جامعة سياتل بالولايات المتحدة عام 1980 تخصص هندسة مدنية، مشيراً إلى اهتمام الدولة بالبعثات الخارجية وبطلابها الدارسين في الخارج ومتابعة الوزارة لهم وكذلك الملاحق الثقافية والاستفسار عن عدد الساعات الدراسية والمواد. وأوضح أن الطالب كان يحصل في فترة السبعينيات على 500 دولار شهرياً ثم ارتفعت إلى 700 دولار وكانت تكفي الطالب المبتعث في ذلك الوقت لأن الأسعار والمعيشة كانت رخيصة. وأكد أن الطلاب المبتعثين كانوا حريصين على النجاح والعودة للوطن بعد التخرّج لأنه كان أمامهم تحد في المعيشة سواء الأموال أو في التعامل مع ثقافة جديدة وكان عليهم الاجتهاد والنجاح والعودة بالشهادة. وقال: كل طالب ينهي دراسته الجامعية كان يتمنى العودة للوطن بشكل سريع والعض كان يفضّل البقاء للحصول على الماجستير والدكتوراه، لكن المهندس بالذات يجب أن يعود لممارسة المهنة واكتساب الخبرات ثم مواصلة دراسته العليا. وأوضح أن الثقة في المهندس القطري الجديد في سوق العمل تكون مختلفة عن المهندس صاحب الخبرة، ولذلك على المهندس دائماً اكتساب الخبرات من مواقع العمل ولا ينتظر توجيهاً من أحد، بل أن الممارسة والتعلم الذاتي مفتاح الطريق أمام المهندس الحديث حتى يشق طريقه في سوق العمل. وأشار إلى التعاون القائم بين جمعية المهندسين وجامعة قطر، موضحاً أن الكورسات ومستوى التعليم والتدريس في جامعة قطر لا يقل عن أي جامعة عالمية. ولفت الجولو إلى أن مستوى مشاريع تخرّج طلاب كلية الهندسة بجامعة قطر متميزة للغاية وتطرح حلولاً للمشاكل بعضها وجد طريقه للتنفيذ وكان أغلبها في المباني والتخطيط.
مشاركة :