مصداقية الحكومة عند شعبها - د. مطلق سعود المطيري

  • 10/25/2014
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

افتقار الحكومة لمصداقيتها عند شعبها يعني شيئاً واحداً فقط وهو أن هذه الحكومة فقدت شرعيتها ولا تستطيع أن تصنع حالة توافق بينها وبين شعبها ولا سبيل أمامها للبقاء في الحكم إلا باستخدام آلة القمع الأمنية، شاهدنا ذلك في حكومة مرسي الإخوانية التي فقدت مصداقيتها عند الشارع المصري فكان سقوطها أمراً طبيعياً وحتمياً فلم تنقذها من شعبها نتائج صناديق الانتخابات ولا الرشاوى السياسية التي قامت بنثرها على بعض العناصر المؤثرة في الرأي العام، فمصداقية الحكومة عند الشعب أمر يقرره ويحسبه الشعب. لقد أصبحت مصداقية الحكومة السعودية عند شعبها الآن محل نقاش عند بعض الأوساط الإعلامية الخارجية ومؤسسات الفكر، فبنت تلك الجهات تساؤلات عبثية حول الشعب والحكومة، ومنها سؤال الرضا الشعبي عن بعض القرارات السياسية، ومثل هذا السؤال يخبرنا بأدوات الجهات العبثية التي تحاول أن تثير من خلال طرحها افتراءات لعبث غاياتها! فالمتابع الأمين للسياسة السعودية سيجد أنها تحظى بالمصداقية والقبول عند الشعب السعودي، فالمواطن يتفق مع حكومته بحربها على الإرهاب، ويدعم توجهاتها بصدق وإيمان، وكذلك يوجد لديه نفس القلق الذي عند حكومته من سياسة بعض الدول المؤثرة في القضايا العربية، مثل التقارب الإيراني الأمريكي، الشعب السعودي تقدمه للآخر تطلعاته وطموحاته وإجازاته وآراؤه وجميعها معلنة ومشاهدة، قد لا تقنع الخارج وقد لا يقبلها، ولكنها تقيم صلة قوية مع تاريخها الوطني بأسلوب كله إصرار يدعم شرعيته السياسية. فالأوضاع في اليمن أو سورية أو العراق ليست نتيجة تدخلات سياسة سعودية مزعومة كما يزعم أصحاب تلك الأسئلة العبثية، بل سياسة تخص حكومات تلك البلاد، فلماذا التعمد لإقحام ربط الإخفاقات التي ارتكبتها تلك القوى السياسية التي تتقاطع حدود دولها الجغرافية والثقاقية مع السعودية بها، أم أن حكومات تلك الدول ترى استقرار السعودية فشلاً في سياساتهم، وبالتالي تسعى بكل جهد سياسي وإعلامي لجعل قضية فشلهم السياسي قضية رأي عام سعودية ينشغل بها الشعب السعودي ويعطيها مساحات كبيرة من الاهتمام. فالشعب السعودي متفق مع حكومته ومؤيد لكل مواقفها، ومنها تأييده للحرب على الإرهاب ومنها - أيضاً - تأييده لموقف قيادته من القضايا العربية، فالقضايا المصيرية هي ليست خدمات مثل ساهر وحافز، فالاختلاف حول القضايا المصيرية اختلاف حول الشرعية والولاء، فمن يحاول أن يعبث بقراءة مصداقية الحكومة عند شعبها هي جهة أزعجها الإنجاز والاستقرار، فقد تعلمنا من التجارب القريبة مثل تجارب الربيع العربي أن ضرب المصداقية والشرعية في الداخل هو سلاح لمحاولة ضرب الاستقرار.

مشاركة :