صيام السياسي - د. مطلق سعود المطيري

  • 7/9/2013
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

سبحان الذي صفّد الشياطين ومردة الجن في، رمضان، فلا وسواس ولا خناس في شهر الصوم إلا إنسان الارض، فرمضان حياة الانسان المسلم للإنسان المسلم لا يدخل فيها الا ايمانه وتربيته وبهما يؤجر، وبهما يعاقب، فأعوذ بالله من الإنسان في هذا الشهر ومن كل وسوساته واعماله فالشياطين ممنوعون من الحركة والكلام والعمل. رمضان شهر مبارك لكل المسلمين وليس لبلاد المسلمين فقط، آيات من آيات الخالق تجمع الإنسان بالزمن، لا يصح احدهما الا بالآخر، فبالزمن والانسان يصنع المكان ويكتشف، وهنا حكاية رمضان والعرب، فعندما نتحدث عن العرب فنحن نتحدث عن العرب الذين بلا مكان أو الذين يصارعون الموت لكي يكون لهم مكان، فلسطينيي الشتات ومهاجري العراق، والهاربين من الموت في سورية، وليست حال البقية من بعض العرب أفضل فمن له مكان اليوم مهدد بفقده غدا. المكان بالنسبة للعربي شيء غائب ومفقود، ولهذا فهو في هجرة مستمرة من بدايات الاسلام الاولى الى هذا اليوم، فمن العرب من هو مهاجر بالفطرة، وفيهم من هو مهاجر بلا فطرة، حتى العرب الذين أكرمتهم الحياة باستقرار نسبي في ديارهم لم يعرفوا الباب الذي منه يدخلون ويقفلونه عليهم بأمان، فقد استباح المكان المكان، في معركة انتصر بها الانسان على الشيطان، ألا أعوذ بالله من الإنسان. بعض السياسيين العرب في هذا الشهر الفضيل كأنهم ورثوا من الشياطين شرهم، فقد قرروا أن يمسكوا على دم ويفطروا على دم، فلم يعرفوا حرمة الانسان ولا الزمان، فالمجد والإيمان لديهم لا يكونان إلا في المكان، يموت الناس وتدنس العبادات وتهدم المساجد، لا حرام لديهم في ذلك ما داموا اسيادا للمكان. بعض السياسيين العرب وكل هذا البعض شر حملته بطن مؤامرة وخرج على الدنيا من رحم مؤامرة، فجعل حياة الخلق مؤامرة على مؤامرة. هل يصوم هذا البعض من السياسيين العرب؟ وعن ماذا يصومون عن الأكل والشرب، أم عن قتل شعوبهم وتدمير حياتهم، وحرق قلوب الأمهات الصائمات المؤمنات؟! ورثة شياطين رمضان لا عمل لهم منه يرزقون إلا هلاك حياة شعوبهم، فلا عهد لهم الا مع شيطان ولا ايمان في قلوبهم الا لقلوبهم التي تمكر وتخون، فهل يُصلح خير رمضان شر ورثة الشياطين؟ أشك في ذلك، إلا اذا نفاهم المكان الذي يقاتلون من أجله، فالكرسي مكان والطغيان مكان، ولا عز إلا بمكان وعلى مكان. وفي هذا الشهر المبارك الذي تتفتح به ابواب السماء لاستجابة دعوات الصائمين والمظلومين، فليكن دعاؤنا على حاكم سورية الطاغي " اللهم زلزل المكان الذي يقف عليه ويحكمه " اللهم ان لا تجعل له مكانا في سورية العزيزة يؤويه، نؤمن بقوة الدعاء مثل ما نؤمن بوجود مستجيب الدعاء، نؤمن بقوة الدعاء مثل إيماننا بقدسية الزمن " رمضان" حتى لو اختفى المكان.

مشاركة :