لماذا نحن فاشلون (2-2)

  • 10/25/2014
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

سأستكمل اليوم ما تبقى من أمثلة لعديد من نواحي ومكامن الفشل لدينا في الحياة والمجتمع، فالفشل سيظل على مر العصور معول هدم ونتيجة خائبة ونتاجاً مخيباً للحياة والأمل والمستقبل وهشيم نار يتلف كل ممتلكاتنا وآمالنا وجمراً متقداً تحت رماد يجهض أحلامنا ويصادر طموحاتنا، ومن أمثلة الفشل التي تسري في مجتمعنا: فشلت الرياضة لدينا فالأندية تتنازع وتصدر التعصب والميول والجماهير لا تعترف سوى بالعصبية الرياضية والمنتخب لدينا يتأخر كل شهر مركزاً وهو في طريقه لذيل قائمة الفيفا، سبب الفشل أن لدينا أندية ورؤساء وإعلاماً رياضياً ملوناً وإعلاماً فضائياً يتلون بإشعاعات الأندية واللاعبون وفق الأهواء والمنتخب بإدارات متعاقبة تورث المهمات الفاشلة وتتوارث تركة الفشل، فشلنا لأننا بحاجة لخبراء في الإدارة ومتخصصين في علم النفس الرياضي للأندية والمنتخبات ورؤساء روابط مشجعين برواتب ثابتة يكونون مسؤولين عن مهازل التعصب والعنصرية في المدرجات وتوعية في مدارس ومواقع الشباب وعقوبات لكل من ينتهك حقوق الرياضة وعقوبات على اللاعبين المتخاذلين وإخراجها للإعلام بكل جرأة والاستفادة من اللاعبين الدوليين القدامى في العصر الذهبي ليكونوا فريق عمل لبحث تردي نتائج ومستويات المنتخبات وإيجاد حلول لها. مبتكرون ومبتكرات يقدمون اختراعات مميزة تخدم العلم والحياة تضيع جهودهم وتصادر أمنياتهم وتجهض أحلامهم لأن المنزل والمدرسة وإدارات التعليم ومراكز الموهوبين والجهات المسؤولة عن الابتكار جهات طاردة وبيئات غير متاحة لإنعاش وإنماء هذه المواهب فالأسر والمدارس وإدارات التعليم تكتفي بطقم أقلام أو هدية مخجلة وعبارات مديح مؤقتة ليضع المبتكر اختراعه في خزانة الملابس وجهات الإشراف على الابتكارات تزهق الابتكار وصانعه بتعبئة النماذج والمواعيد والتنقل من تحويله إلى أخرى ليجد المبتكر مسؤولاً يرد عليه فبات الرد وتقييم الابتكار ومكأفاة المخترع ومساندته وإعانته اختراعاً أصعب من اختراع المبتكر لابتكار يخدم الإنسانية لذلك فشلت ابتكاراتنا وحبست في مهدها، نادينا بالحكومة الإلكترونية وتمت فعلاً في معظم الإدارات ولكننا فشلنا فيها فمواقع الإدارات تصرف عليها ملايين للحماية والتنظيم ومع ذلك فالمواقع تخترق والدخول إليها أحياناً يحتاج معجزة، وأوقاتاً تجد النظام معطلاً أو تحت الصيانة وإن ولجت إلى بعضها فإن الوصول للمربع الأخير صعب وغير متاح وباتت خدمات الحكومة الإلكترونية ترهق العقل وتعكر المزاج ولا تقل إيلاماً وإرهاقاً عن مراجعة الإدارات الحكومية والارتماء في بحر المؤجلات وتخاذل الموظفين، فشلت الحكومة الإلكترونية لأن إدارات عدة أسستها كيفما اتفق ليتبهرج مسؤولوها بالتقنية ولتندرج ضمن ضحكات وسخرية التقارير السنوية المعتمدة على الأقوال والكتابات بعيداً عن الوقائع، وفشلت وستظل فاشلة لأن إدارتها أسندت لغير مختصين وتم التعاون مع شركات همها جمع المال وباتت الخدمات الإلكترونية مصيدة للمواطن وهمّاً إضافياً يضاف إلى تركة ثقيلة يحملها المواطن ويتحمّلها المسؤولون. فشلنا في السعودة لأن هنالك مستشارين أجانب ومكاتب دراسات أجنبية تدير الملف دون أدنى مسؤولية وبلا تنظيم وبعد فترة باتت السعودة ملف إجراءات وآليات ووجبة دسمة تلتهي بها الوزارات المسؤولة وتخدر بها كل المطالب والنتائج فائض من العمالة في مهن يلاحقها سعوديون وسعوديات بحثاً عن أمان من الحاجة. -هنالك فشل يكتنف مناهج التعليم ومدخلاته ومخرجاته فالمعلمون خارج نظام التقييم الموضوعي والمشرفون بلا خبرات ومدارس تقضي نصف الفصل وسط العجز التقني والبشري وإدارات التعليم تتغنى بالاحتفالات وأيام المعلم وأسبوع الشجرة واحتفالات نهاية الفصول، فشلنا لأن قطاع التعليم لدينا بحاجة إلى تنظيف مساحات من الأخطاء تحيط بالمعلم والطالب والمدرسة والمنهج. فشلنا في مخرجات الجامعات فربع أو ثلث الخريجين تقريباً يبحثون عن وظائف لأن الكليات توظف عشرات الأساتذة في أقسام لا يحتاجها سوق العمل والجامعات تدفع رواتب والعاطلون يتزايدون والأقسام تستمر في زيادة أرقام المخرجات المتعطلة. الطلاق والعنف والعنوسة والعضل ظواهر مرتبطة لدينا بالمرأة وهو فشل أزلي لأن عقوبات المتورطين في العضل ومنتهكي أصول الوصاية لا تزال معلقة وغير مفعلة وهذا يتورط فيه الرجال ثم تتورط المرأة في الجزء الأساس والخفي من الفشل بسبب ملاحقتها للمجتمع الذي يعيش على التعميم لأي حقوق أو أخطاء وما يحدث في منزل فإن عدواه تنتقل لمنازل وأسر بسبب المرأة ذاتها أو مجموعات النساء لذلك فشلت عديد من النساء في حماية بيوتهن وصيانة حقوقهن. لدينا أمثلة عديدة من الفشل لم أستعرض إلا ما أتاحته لي مساحة المقال. تحتاج هذه الأمثلة للدراسة والتحليل والحلول العاجلة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب حتى نكون مجتمعاً مثالياً محارباً للفشل مناضلاً ضد الأخطاء عاشقاً للنجاح.

مشاركة :