العلمانية في ميزان العلم (2 ـ 3)

  • 2/19/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

في الحلقة الثانية من المقال نكمل مناقشتنا لما كتبته الأخت العزيزة الدكتورة موضي الحمود في القبس بتاريخ 16 ديسمبر 2017 مقالاً بعنوان «ملح الكويت وزادها»: 5 – من هو الأقرب إلى الثقافة العربية: هل هم الإسلاميون أم العلمانيون والليبراليون؟ الجواب هو أن العلمانية نفسها ثقافة غربية، وان كثيرا من العلمانيين والليبراليين العرب يعرفون عن ثقافة الغرب وتاريخه أكثر مما يعرفون عن ثقافة العرب وتاريخهم، بل تجد عندهم حرصا شديدا على تعليم أبنائهم في مدارس أجنبية وعلى إتقان اللغة الإنكليزية، وعلى الاستثمار في الغرب والسفر إليه للسياحة، وحتى علاقاتهم بالأغلبية الساحقة من العرب، أي المحدودي الدخل والفقراء والعمال والفلاحين، محدودة، فهم غرباء عن حاضر العرب وواقعهم، وغرباء عن آلامهم وعواطفهم. 6 – لا يقبل أن تصف الدكتورة موضي فئتها بأنهم تقدميون ووطنيون، ومثل هذا يقال عمن يصفون أنفسهم بالتنويريين أو العقلانيين.. إلخ، ومعنى هذا أن من يخالفهم في الآراء هم رجعيون وخونة وظالمون، ولو كانت هذه المسميات مبنية على أدلة علمية لقبلنا، ولكن الوطنية ليست فكرا أو حزبا سياسيا، ولا يقبل إطلاقاً احتكارها، والتصنيف الصحيح هو أن نصنف الناس فكرياً فنقول مسلمين ومسيحيين وعلمانيين رأسماليين وعلمانيين عنصريين وعلمانيين شيوعيين وغير ذلك، أما مسمى الليبراليين فلا محل له من الإعراب، فهو أحد احتمالين: إما حصان طروادة في بطنه علمانيون أو مسلمون يعطون الحرية والديموقراطية الأولوية. 7 – هل شوّه الإسلاميون عقول الشباب؟ الجواب: بعض الإسلاميين المتطرفين فعلوا ذلك، ولكن التطرّف والإرهاب مشكلة صغيرة، وعدد المتطرفين قليل، إلا إذا كنا نريد أن نصدق الإعلام الأميركي، ولا شك في أن مشاكل الفقر والحروب والأمراض والجهل أخطر بألف مرة على البشر من التطرّف، ولماذا لا نقول إن علماء الإسلام والإسلاميين أنقذوا ملايين الشباب من الضياع العقائدي أو المخدّرات أو العصبيات العرقية أو عقوق الوالدين أو غير ذلك، في حين إن الإعلام العلماني لا يقودهم غالبا إلا إلى الضياع الفكري، لأن فاقد النور والصراط المستقيم لن يعطيه للشباب أو غيرهم، وبالتأكيد أن أغلب وسائل الإعلام وأجهزة المخابرات العالمية هي بيد العلمانيين، وهي تريد تشويه العقول وصناعة الفتن حتى تأخذ أموالنا ونفطنا وغير ذلك. 8 – هل تدريس الإسلام في المدارس هو توجيه التعليم للخلف والماضي أم هو بناء عقائد ومبادئ وأخلاق الناس على أسس صحيحة؟ وإذا سألنا علماء الأديان والفلاسفة فسيقولون كل المبادئ الفكرية الصحيحة والخاطئة، بما فيها العلمانية الضالة، هي مبادئ قديمة فالإيمان قديم والكفر قديم وبر الوالدين وعقوقهما قديم والعدل قديم والظلم قديم.. الخ. ويخطئ العلمانيون عندما يعتقدون أن العلمانية فكر حديث ويتطور مع الزمن، فكل مبادئها على اختلاف مدارسها موجودة منذ القدم، وكان الزنادقة والملحدون على مدى التاريخ يفصلون الدين عن الدولة، ويدعو الإسلام إلى بناء الحاضر والمستقبل قال الله تعالى: «تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، وهل عارض الإسلاميون والمسلمون تطوير الصناعة أو التعليم أو الإدارة أو غير ذلك؟! وأنا شخصياً متخصص في علم التخطيط وفي علاقة العلوم بالتنمية، أي تطوير الدول، ولتبحث الدكتورة موضي عمن يعيق الاهتمام بالحاضر أو المستقبل، وبالتأكيد ان هناك ثقافة عربية لا تركز على المستقبل ولكن الإسلام ليس مسؤولا عما يحدث في العالم العربي من أخطاء وانحرافات لأن مبادئه واضحة ومعروفة. 9 – مصطلحات الإرهاب والتطرّف والشر وغير ذلك هي مواضيع فكرية، ولكن هذا لم يمنع السياسيين من استغلالها لمصالحهم، فالولايات المتحدة تصنف كل من يعاديها ولو كان يريد تحرير وطنه بأنه إرهابي، ووجدنا قوائم تضعها دول لمعارضيها وتصفهم بالإرهاب، أي القضية تشويه لمصالح سياسية. عيد الدويهيس

مشاركة :