حقاً لم أعد أشتاق لشيء سوى راحة البال. تقول النفس وهي تعلن زهدها في هذه الدنيا متضامنة مع القلب والعقل وكأنهم مجتمعون على قناعة واحدة بأن لا شيء في هذا الكون يروق لهم، سئموا كل شيء وان المطلب الآن هو راحة البال وهيهات الوصول إليها. هي تنشد الهدوء ولأن هذه الأمنية فيها نوع من الصعوبة والاستحالة في هذا الكون المضطرب، لذلك تعلنها بصراحة ويأس وعلى مسمع الجميع. ولأنني متجانس جداً مع ذاتي ومتصالح مع نفسي ناغمتها وسايرتها بالقول كيف تبحثين عن راحة البال في عالم يجهل هويته بالأصل فهو يتبدل صبح مساء ويختلف من مكان للآخر. متعبة هي النفس مسكينة هي النفس مرهقة لحد الإعياء ولكن هي تهمس من حلاوة الروح وتتمنى راحة البال، وكأني بها بدأت تفقد كل وسائل الاتصال بالجسد الذي يحويها لذلك لا تتأمل في نهضة ذلك الجسد المنهك من صخب الحياة وجور الزمن. وراحة البال إن وجدت فهي باهظة الثمن لأنها نادرة الوجود، ولئن سألتها عن سبب ارتفاع ثمنها، تجيبك سريعاً بأن لا شيء يعادلها في أهميتها وسموها وعلوها لذلك فالطلب أكثر من العرض وعليك التأقلم مع ذلك، والنفس مستمرة في طلبها لراحة البال وللسكون، وتبوح النفس بهمس بطيء وعلى استحياء خوفاً من اتهامها بالجنون أو الهوس وهي أعقل العقلاء لكن هو غرور الزمن وأهله الذين يحلو لهم اتهام من يغرق في التفكير بشذوذ العقل، لذلك النفس تطمع في راحة البال والسكينة والطمأنينة. هل أجدها؟! تقول النفس أم هي الأخرى رحلت ولا سبيل لها، هي ليست دعوة لليأس لكن إن عدمت راحة البال لا شيء يملأ مكانها فهي الأغلى، لا حياة هنيئة بدون راحة البال وإلا ستتعطل لغة الجسد ويستمر الشقاء ويدوم العناء. عجبا لك يا زمن حتى الهدوء وراحة البال صعب المنال، كوكب نعيش فيه مسيَّرين لا مخيَّرين وراحة البال تستمد وحدها من الإيمان بما قدر لنا. استشاري ادارة وتشغيل المستشفيات والرعاية الطبية
مشاركة :