ذاكرة عمّان بمنتصف القرن العشرين في أبناء القلعة

  • 2/19/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عمان - يعالج المسلسل الأردني "ابناء القلعة" الفترة بين عامي 1952 و1967 في تاريخ الأردن وما تخللها من أحداث مثل تعريب الجيش العربي والتطور الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في المملكة. والمسلسل المقتبس عن رواية للكاتب الأردني زياد قاسم بنفس الاسم، من بطولة عدد كبير من الممثلين الأردنيين والعرب من سوريا ومصر، وجرى تصويره في مواقع مذكورة في الرواية وتحديدا في جبل القلعة التاريخية في عمان. وتعد الرواية عملا أدبيا يشير إلى هوية مدينة بأكملها كما قال مخرج المسلسل إياد الخزوز لجريدة الدستور الأردنية، مضيفا أنها "تشكل مشروعاً درامياً كبيراً لكونها تعد واحدة من أهم الروايات التي استطاعت أن تعطي الصورة الحقيقية لنشوء مدينة عمّان الحديثة وتطورها ورصد تحركاتها بصورة معمقة من جهة، وبصورة تمثيلية تشير إلى البنية الاجتماعية التي تشكل المجتمع الأردني، ولا سيما القدرة على الغوص في التفصيلات البيئة والمكانية والسيطرة على حياة وشخصيات ومعالم مختلفة من المدينة". وأوضح في حديثه للصحيفة الأردنية أن رواية "أبناء القلعة" تشكل "تشكل رافداً مهماً للدراما العربية والاستناد عليها يمنح العمل الدرامي قوة وواقعية وتماسكا، وحيث أن الراحل زياد قاسم كتب الرواية في عمل تلفزيوني وهذا النص الذي سيشكل الهيكل الأساسي للعمل التلفزيوني القادم، مما سيسهل الحفاظ على روح العمل وتفاصيله". وقال الخزوز إن المسلسل ينطلق من مدينة عمان التي تشكلت كمدينة من مجتمعات متنوعة، وأوجدت هوية تشكلت من كافة الأصول والمنابت.. من عراقيين وحجازيين وشوام وبدو وفلاحين وأبناء المحافظات وفلسطينيين وشركس وشيشان، وأصبحت الهوية الأردنية الحديثة في هذا المكان تشملهم جميعاً، ومنحتهم الهوية الجديدة التي لم تبدو واضحة حتى الآن في الإعلام، ولتصبح عمّان بوتقه انصهر فيها كل الأردنيين. وتتناول الأحداث الأوضاع الاقتصادية ونمو التجارة في عمّان من خلال الصراع بين تجار بدو من الاردن وقادمين من فلسطين وسوريا، وتنقل القصة تطور الحياة السياسية في البلد حديث النشأة، الذي تمثل فيه حلم القومية العربية بشكل واقعي. ويقع المسلسل الذي يعرض حاليا على شاشتي التلفزيون الأردني ومحطة أبوظبي في 60 حلقة وهو عمل ضخم يرسم خريطة اجتماعية وسياسية لعمان في خمسينيات القرن الماضي حيث النساء يجتمعن لتناول قهوة صباحية فيما يناقش الرجال الأحداث السياسية وتأثير ما يحدث في دول الجوار على الوقائع السياسية في الاردن. ولأول مرة في الدراما الأردنية، يتناول المسلسل نمط حياة الشراكسة في المملكة من خلال عائلة شمس الدين الشركسية التي ترتبط بعلاقة نسب مع عائلة إبراهيم الفلسطيني الذي تزوج ابنة شمس الدين وأنجب منها طفلين هما فارس ونايف، وتبدأ الأحداث بحادث سير يودي بحياة إبراهيم وزوجته، وانتقال الطفلين إلى كنف جدهما الشركسي شمس الدين. ورواية "أبناء القلعة" هي الجزء الأخير من سلسلة سباعية تحت اسم "الزوبعة" لزياد قاسم، وتعد من أضخم الأعمال الروائية العربية التي تتناول المكان بوعي تاريخي واجتماعي، وتنتمي للروايات التي تحلل مضامين اجتماعية بالارتباط مع المجموعات البشرية القاطنة فيها ومدى تطورها وتسلسل نمو طبقاتها.

مشاركة :