طفحت علينا من موقع اليوتيوب تسجيلات عراقية عدة. ليس هذا جديداً. هذا اليوتيوب أرشيف ضالع في المواد المرئية والصوتية من كل المصنفات الثقافية كالإعلامية والوثائقية والفنية. ما يلفت حقاً، وفي سياق تحميل التسجيلات الغنائية، هي محمولات غنائية للملا عثمان الموصلي (1854 – 1923) وهو مقرئ وشاعر وملحن بالإضافة إلى عمله في الصحافة ينتمي إلى الطريقة القادرية والرفاعية. إذ توفرت له تسجيلات باللغة التركية مصنفة بعناوين"غزل أصفهان، وغزل عشاق"(حملت 2008-2009)، لكن ما هو جدير بالاهتمام توالي تحميل أغنيات لتلامذته أو نقلة ألحانه، ومنها لحن "لغة العرب اذكرينا" (شعر أنيس المقدسي1880-1977)سجله المطرب يوسف عمر(1918-1986)، وهو اللحن الذي التقطه فرانك فاريان، مؤسس فرقة البوني إم، ليجعل منه الأغنية التي كتبها عن "القديس راسبوتين" وصدرت عام 1978. هذا اللحن الذي أثار تساؤلات كثيرة حيال نسبته إلى أكثر من دولة متوسطية من تركيا إلى إسبانيا عوض انتشاره في أغنيات عدة. والتسجيل الآخر للمطرب عبد الفتاح معروف(1891-1989) بعنوان "زر قبر الحبيب"(بيضافون 1925)، وهو اللحن الذي نسب إلى سيد درويش(1892-1923) بعنوان أغنية ذائعة "زوروني كل سنة مرة" التي غناها المطرب حامد مرسي بين فصول مسرحية "لويس الحادي عشر"(1917) وزكي مراد وفتحية أحمد سجلاها لاحقاً لشركة ميشيان (شركة ألمانية توقفت 1921). وقبل هذه المحمولات الغنائية في اليوتيوب، فقد أشار المطرب حسين الأعظمي في كتابه" المقام العراقي بأصوات النساء"(2005) في هامش ضمن المقدمة إلى أن سيد درويش أخذ عن أستاذه العراقي عثمان الموصلي ألحانه الدينية وحولها إلى دنيوية وذكر منها "زوروني كل سنة مرة" وأغنية"طلعت يا محلى نورها" (الأعظمي،2005، 33)، ويعرف أن فيروز بتوزيع من الأخوين رحباني أعادت تسجيلهما في الخمسينيات. ويثبت كاتب سيرة درويش محمود الحفني في كتاب"سيد درويش: حياته وآثار عبقريته"(1962) بأن الأخير ارتحل إلى الشام مع فرقة أمين عطا الله المسرحية عام 1909 وهو العام الذي التقى فيه الملا عثمان الموصلي وتعلم منه وأخذ عنه(الحفني،1962، 43).
مشاركة :