حذر فضيلة الداعية عبد الله بن محمد النعمة، أمس، في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، من المعصية والغفلة. وأكد أن الاستقامة صفة عظيمة من صفات المسلمين، ومنزلة عالية من منازل السالكين، ودليل على كمال الإيمان، وحسن الإسلام، والرغبة فيما أعده الله لعباده المتقين من النعيم العظيم المقيم في جنات أعلى عليين. وأضاف أن الاستقامة كلمة جامعة تحصل بها الأجور والكمالات، وتعم بها المغانم والخيرات، ويسعد بها الأفراد والمجتمعات، وتنال بها أعلى المقامات والكرامات، فضلاً عن تحقيق الأمن ومرضاة رب الأرض والسماوات، لافتاً إلى أن الاستقامة هي الاعتدال في أبسط معانيها، ولزوم السنة، وسلوك الصراط المستقيم برعاية حد الوسط في كل أمر من أمور الدين والحياة. وأضاف: وهو ما عناه الرسول صلى الله عليه وسلم حين سأله سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه قائلاً: «يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك»، فقال صلى الله عليه وسلم: «قل آمنت بالله، ثم استقم»، فعاش في الإسلام رضي الله عنه ثنتي عشرة سنة لم يفعل خطيئة واحدة، حياته كلها منذ أسلم في طاعة الله ومرضاته. وهذا الحديث يؤكد أن المداومة على الاستقامة ولزومها أفضل من كثير من الأعمال التي يتطوع بها، وقد سئل صديق الأمة أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن معنى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}، فقال: «لم يشركوا بالله شيئاً، ولم يلتفتوا إلى إله غيره، ثم استقاموا على أن الله ربهم»، يريد الاستقامة على محض التوحيد والإيمان. وتابع قائلاً: إن الأمر بالاستقامة جاء مبثوثاً في كثير من آيات القرآن الكريم، وأحاديث المصطفى الأمين، وما ذلك إلا لتأكيد أهميتها، وبيان فضلها ومكانتها من دين الإسلام، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ}، وقال: {فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}.;
مشاركة :