الصحراء والصبر - فالح الشراخ

  • 11/9/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لازم الصبر سكان الصحراء منذ القدم وقد فرضته طبيعة المكان والمناخ والذي يتصف بالقسوة وقد وصل الصبر لديهم الى سلوك عادي وميزة للرجال والصبر يعني الحديث عن لحظات مريرة يكابدها الإنسان ويعايشها بالصبر، وتجبره الظروف وتقلبات الحياة أن يعيش حالة الصبر ورغم أن للصبر مرارة وطول انتظار وما يصاحب ذلك من قلق وتوتر في انتظار الفرج إلا أن فيه جوانب إيجابية ومنها تعويد النفس على التحمل وترويضها على معايشة أسوأ الظروف وقد قيل الصبر مفتاح الفرج، يقول الشاعر الكبير ابن لعبون أبياتاً جميلة في هذا المجال تجبر كلماتها الرائعة المستمع لها على حفظها والاستشهاد بها في مجال تحمل الصعاب والصبر يقول الشاعر: صبرت لين الصبر فاتت حتونه واليوم كظم الصبر ماني بقاويه عز الله إن الصبر غبن ومهونه وإن كان ممدوح العواقب لراعيه وفي جانب آخر من حالات الصبر التي يجد البعض فيها تلذذاً من نوع آخر من أجل انتظار شيء جميل ومريح للنفس نجد أن هناك العديد من الصور والملاحم التي تجسد روح الصابر.. كما قال الشاعر: خذيت من صبر النخيل الوشاحي وأهدتني الأيام من مرها وشاح والصبر من شيمة الرجال الأشاوس وميزة يكاد البعض يفتقدها في وقت أصبحت فيه الأقدام تسابق الزمن على موقع الحدث ولكن يبقى الصبر صاحب الرجال نصبر على هذى وهذي ومثلها وأفراجها عند الكريم شمام ويتزامن الصبر في بعض الأحيان مع ظروف زمانية ومكانية تجبرك على معايشة ظرف لم تحسب حسابه في شيء بحيث يبقى الصبر هو المخرج من الأزمة. أضحك وأنا الصابر على جرعة الموس وعزى لمن يصبر ويغضى على الشين ولكل شيء نهاية ولكل شيء حدوده وعندما يتجاوز ذلك الحد فإن ذلك الموقع من الحدود سينقلب إلى مأساة وانفجار بركاني رهيب. وصاحب الصبر دائماً ما يوعده الكثير ممن حوله بالفرج وهذا أمر بإذن الله حاصل إذا كان صبره على خير. فتى بلا عزم حياته مذلة والعزم لقلوب الرجال طبيب ومن لا صبر بالعسر ما ذاق يسرها وباب الفرج للصابرين قريب وعندما يأتي الفرج بعد الضيق ويأتي اليسر بعد العسر وينال الصابر جائزة صبره فإن لمذاق تلك النتيجة طعماً خاصاً يشعر به من طاول الصبر وذاق مرارته.

مشاركة :