مرارة الصبر - فالح الشراخ

  • 12/27/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اهتم الشعراء بالجانب الإنساني وسلوكيات الفرد وكيفية تعامله مع متغيرات الحياة، وعد العرب منذ القدم الصبر من صفات الرجال، ويرون الصبر من مقاييس قوة الرجال، وهو من الصفات المحمودة التي تعطي مقياسا لمدى تحمل الشخص عند مواجهة المواقف الصعبة، وهو يعني الحديث عن لحظات مريرة يكابدها الإنسان ويعايشها بالصبر، وتجبره الظروف وتقلبات الحياة أن يعيش حالة الصبر، ومع أن للصبر مرارة وطول انتظار وما يصاحب ذلك من قلق وتوتر في انتظار الفرج إلا أن فيه جوانب إيجابية ومنها تعويد النفس على التحمل وترويضها على معايشة أسوأ الظروف وقد قيل الصبر مفتاح الفرج، يقول الشاعر الكبير ابن لعبون: أصبر ودولاب الدهر له تفاليك كم واحد مثلك توطاه ما طاك وقد صور الشعراء الصبر في حالات عدة مستمدة من عناصر البيئة التي فيها صفة الصبر ويجد بعضهم في الصبر تلذذاً من نوع آخر من أجل انتظار شيء جميل ومن باب أن بعد الصبر انفراجه وهذا هو السائد والمعروف وقد جسد عددا من الشعراء الصور والملاحم التي تجسد روح الصابر.. يقول الشاعر: خذيت من صبر النخيل الوشاحي وأهدتني الأيام من مرها وشاح كما أن الصبر من شيمة الرجال الأشاوس وميزة يكاد بعضهم يفتقدها في وقت أصبحت فيه الأقدام تسابق الزمن على موقع الحدث، ولكن يبقى الصبر صاحب الرجال وقليل من يستطيعه وقت الأزمات التي تتطلب التحلي به: نصبر على هذى وهذي ومثلها وأفراجها عند الكريم شمام ويتزامن الصبر في بعض الأحيان مع ظروف زمانية ومكانية يجبرك عليها طارئ لم تحسب حسابه في شيء ومن هذا الموقف يتبين قوة الإنسان في مواجهة الأزمات والصبر عليها وامتداد لهذا المرير الذي يخفي ابتسامة صابر: أضحك وأنا الصابر على جرعة الموس وعزى لمن يصبر ويغضى على الشين ولكل شيء نهاية ولكل شيء حدوده وعندما يتجاوز ذلك الحد فإن ذلك الموقع من الحدود سينقلب إلى حالة عدم الاستطاعة: صبرت لين الصبر فاتت حتونه واليوم كظم الصبر ماني بقاويه وصاحب الصبر دائماً ما يوعده كثير ممن حوله بالفرج وهذا أمر بإذن الله حاصل إذا كان صبره على خير. وعندما يأتي الفرج بعد الضيق ويأتي اليسر بعد العسر وينال الصابر جائزة صبره: اليوم أنا عيدت عيد بعد عيد وانزاح عن قلبي عنا كل شده

مشاركة :