نشرت صحيفة يو إس توداي الأمريكية إحصائية علمية، كان من بنودها سؤال وُجه لعينة من 1042 سيّدة، نص السؤال: (هل لديك مدخرات مالية تغطِّي مصروفاتك لمدة 6 شهور قادمة؟) وكان الجواب مناصفة تقريبًا إذ أجابت 52% من العينة بنعم والبقية بلا، الدراسة أجرتها مؤسسة مالية محترمة وموثوقة ومحايدة. الادخار هو أقوى داعم للاقتصاد في المجتمعات المنتجة غير الغربية، فمثلاً تُعد اليابان من الدول التي استفادت كثيرًا من سلوكيات شعبها الذي يعشق الادخار، ربما بسبب ارتفاع نفقات التعليم والصحة والرعاية لأبنائهم الحاليين أو المنظورين. وعلى عكس اليابانيين يتصرف الأمريكيون، فهم مولعون بالإنفاق عمومًا، خاصة أنهم في مجتمع يُقدِّس الاستهلاك ويُشجِّع على الاستدانة باستمرار؛ لمزيد من الإنفاق على المشتريات والترفيه والسياحة والمُتَع، ولذا تغرق الولايات المتحدة في بحر من الديون الخارجية التي تتم عبر بيع سندات الخزينة لدول أخرى على رأسها الصين، وعلى العكس الحكومات اليابانية التي هي مديونة، ولكن لشعبها الذي يدخر كثيرًا، مما يجعل من البنوك الوطنية وجهة جيدة لمزيد من الاستدانة. ومما سبق أشير إلى قضيتين الأولى أهمية تحفيز المواطن السعودي على بذل المزيد نحو ادخار (القرش الأبيض لليوم الأسود)-كما يقول المثل-، وهي ممارسة ليست طارئة على المجتمع السعودي، فقد كان الآباء يُمارسونها بذكاءٍ وعقلانية، حتى تغيّرت الأحوال واشتد التنافس وكثرت المظاهر الفارغة، فانقلبت حالة الادخار إلى ضدها، فكثرت حالات الاستدانة مع تيسّر صورها وآلياتها وتعدد مقدّميها، صحيح أن كثيرًا من الناس لا يملكون ما يدّخرون وبالكاد يُنفقون، لكن هؤلاء معذورون ولا ينطبق عليهم نداء الادخار. القضية الثانية هي الإحصائيات الاقتصادية العملية العامة والمحلية، من المفيد جدًا أن نتعرّف على الأنماط الاقتصادية المهمة في حياة الناس! ماذا لو علمنا مدى ممارسة الفئات المختلفة في المجتمع لفضيلة الادخار! أو ما أكثر العوامل تأثيرًا في قرار الإنفاق على غير الضروريات! وما الحصّة التي تقتطعها رسوم التعليم الخاص من دخل المواطن! كيف ينفق الوافد العائد المالي الشهري الذي يتحصّل عليه! وما النمط الذي يتّبعه طالب الجامعة لإنفاق مكافأته الشهرية! الأرقام هي عماد التخطيط السليم والنجاح الجيد. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :