بعد أن عشنا بهجة الاحتفال بيومنا الوطني برزت الكثير من السلوكيات والممارسات التي يرى أصحابها انها تمثل صورة رئيسة من صور الابتهاج بذكرى توحيد هذه البلاد العظيمة فعلى سبيل المثال لا الحصر حمل الصور والاعلام وتظليل السيارات ببعض العبارات الوطنية والرقص على انغام الأغاني الوطنية واقامة الاحتفالات القبلية والمؤسسية بتلك المناسبة وكل ذلك بالتأكيد يعد صورة مصغرة من زاوية مصغرة لابراز فرحة شعب بتلك الذكرى العزيزة على أنفسنا جميعا لكن في المقابل ظهرت صور أخرى من ألوان ذلك الابتهاج ارى انها خالفت المعنى الحقيقي للابتهاج بالوطن كالعبث بالممتلكات العامة واغلاق الشوارع بتجمعات الأفراد والمركبات وإيذاء المارة ببعض الممارسات غير اللائقة . ولو كثفنا التركيز على تلك السلوكيات والممارسات لوجدناها لا تخرج عن سلوكيات الفضفضة والتنفيس فقط كونها لاتمتد الى أعماق الحب الحقيقي للوطن الذي يقتضي الاحتفاء بقيادته الرشيدة الى جانب رموز عدة أرى انها تحمل معاني عظيمة لهذا الوطن العظيم كرمز المكان الذي يحتضن أطهر بقعتين على وجه الأرض هما مكة المكرمة التي فيها الكعبة المشرفة ومهبط الوحي وكافة المشاعر المقدسة والمدينة المنورة التي بها قبر المصطفي عليه الصلاة والتسليم ومسجده حيث نرى انها لم تظهر سوى في بعض المناسبات القليلة وكان ظهورها متخاجلاً بالرغم من اهمية وقيمة ذلك الرمز الوطني كونه يهم كل المسلمين في شتى بقاع الارض وتهوى اليه الأنفس لذا كان من المستوجب أن تفعل المهرجانات والاحتفالات إحياء ذلك الرمز العظيم ، وهناك ايضا رمز آخر كان ظهوره في تلك الاحتفالية الوطنية ضامرا الا وهو رمز الثروات التي وهبنا الله اياها لنا تحت الأرض وفوق الارض كثروة البترول الذي نحتل في انتاجه وتصديره المرتبة الأولى عالميا وثروة الغاز والمعادن النفيسة التي تكتنزها هذه الارض الطاهرة وهو مايتطلب ان ينال قدره المناسب من تلك الاحتفالية الحولية الرائعة جدا . وهناك أيضا رمز الأمن الذي وهبه الله هذه البلاد في ظل مجتمع كان مضطرباً من جميع الاتجاهات فكان المستوجب ان تتضمن برامج الاحتفالية باليوم الوطنى إحياء هذا الرمز ونشر التوعية بأهميته وقيمته العظيمة وهنالك أيضا رمز أراه يحتل مرتبة هامة في رموز الوطن الحبيب ألا وهو رمز الشراكة المجتمعية في ملكية التراب وملكية المال وملكية الثروات في باطن الارض وفوق الأرض حيث كان من المستوجب ان يتم ادراج هذا الرمز الهام جدا وأن يشعر كل مواطن أنه شريك فعلي في كل شي احتوته هذا الارض الطاهرة وأن يقوم الوطن بكافة مؤسساته بإبراز ذلك الدور من خلال محاربة الفقر ومساعدة المحتاجين وتوفير السكن والعلاج والتعليم لكل مواطن ومحاربة الغلاء الفاحش فكل ذلك حتما سيصب في بوتقة الانتماء الصادق لكل مواطن . ولعلى هنا ومن خلال منطلقات تلك الرموز الوطنية اقترح ان يتم تقسيم العام الهجري الى تقسيمات ذات مدلولات وطنية تخصص لكل شهر من شهور العام كأن يخصص الشهر الأول من العام لمحاربة الفقر حيث تقوم فيه كافة الاجهزة الحكومية والخاصة بتفعيل دورها في محاربة الفقر وأن تقوم اجهزة الإعلام بمختلف اتجاهاتها وكذلك ومؤسسات التعليم ومنابر المساجد بتسليط الضوء ومناقشة القضايا وابداء المقترحات لمعالجة كل قضية على حده وهكذا بقية الشهور يخصص كل شهر لمعالجة قضية من القضايا الساخنة كقضايا السكن والبطالة والتعليم والصحة والمغالاة وغيرها من القضايا التي يترتب على تواجدها الفساد المالي والاداري الذي نحاربه جميعا انطلاقاً من توجيهات مليكنا المحبوب حفظه الله ورعاه . والله من وراء القصد. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :