أبوظبي: عدنان نجم قال خبراء وعاملون في القطاع العقاري في أبوظبي إن الإمارة على موعد مع حركة عقارية نشطة، مع الإعلان عن إطلاق مشاريع كبيرة وضخمة خلال الفترة القليلة الماضية، مع توقعات بإطلاق مزيد من المشاريع في شهر إبريل المقبل، بالتزامن مع فعاليات معرض سيتي سكيب أبوظبي.يرى هؤلاء أن الحركة العمرانية في أبوظبي تتواصل بكل قوة مع إطلاق حكومة الإمارات والمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعدد من شركات التطوير العقاري مشاريع بعشرات مليارات الدراهم، التي ستضخ المزيد من السيولة في السوق العقاري وتدفع نحو مزيد من النمو الاقتصادي.ولفت هؤلاء إلى أهمية هذه المشاريع التي جرى إطلاقها في تنشيط حركة البناء والتطوير في أبوظبي بشكل خاص، مؤكدين أهمية إيلاء الشركات الوطنية تنفيذ هذه المشاريع، والتي ستعود بدورها على شركات المقاولات والبناء بالفائدة وتدفعها للنمو في أعمالها.واعتمد مجلس الوزراء في اجتماعه الذي عقد مؤخراً إنشاء 7200 مسكن للمواطنين خلال الأعوام الثلاثة المقبلة في كافة إمارات الدولة بتكلفة 7 مليارات درهم.وشهد شهر نوفمبر الماضي إطلاق اسم مدينة الرياض على المشروع الإسكاني الأضخم في أبوظبي، وستقوم شركة مدن العقارية بتطوير المخطط العام لمشروع مدينة «الرياض أبوظبي»، والتي تضم مجموعة متكاملة من المرافق العامة كالمتنزهات والمدارس والمتاجر والمساجد والمراكز الطبية والمراكز المجتمعية.وتبلغ المساحة الإجمالية لمشروع مدينة الرياض حوالي 8 آلاف هكتار ما يعادل 85٪ من مساحة جزيرة أبوظبي، بحيث تشكل ما يقارب 45% من إجمالي الأراضي السكنية في أبوظبي وتبعد 30 كم عن مركز المدينة، ومن المتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية بها إلى أكثر من 200 ألف نسمة مع نهاية العمل بالمشروع. موقع استراتيجي وجرى مؤخراً تدشين مشروع الفاهد، الذي يتوقع أن يصبح المشروع السكني الرائد في الإمارة بموقعه المتميز على الواجهة البحرية. وسيضم المشروع فللاً فاخرة تتميز بتصميمها المستدام ومرافقها العصرية، التي توفر للسكان نمط حياة متوازناً في وئام مع الطبيعة.يقع المشروع الفريد والمتكامل في موقع استراتيجي بين جزيرتي ياس والسعديات على مقربة من طريق الشيخ خليفة بن زايد السريع، ما سيضمن سهولة الوصول إلى وسط مدينة أبوظبي وجزيرة المارية ومطار أبوظبي الدولي. وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع تطوير منطقة المرسى التي ستضم 301 فيلا فاخرة، وتسعة مبان سكنية تتكون من 671 شقة منها 15 وحدة تاون هاوس تطل على المرسى.ومن جهتها، أعلنت شركة واحة الزاوية للتطوير والاستثمار العقاري عن إطلاق مشروع عود في ديستركت 200 العقاري، الذي يقع ضمن مشروع واحة الزاوية في منطقة الفقع بمدينة العين.وجرى طرح الوحدات السكنية في المرحلة الأولى من المشروع وهي: مرحلة «عود» التي تتضمن 7 مبانٍ سكنية تضم عدداً من الوحدات السكنية التي تتكون من استديو و غرفة وغرفتين، إلى جانب محال تجارية ومرافق خدمية ومساحات خضراء واسعة، كما تحيط بالمشروع مدارس ومراكز طبية وحدائق ومراكز تجارية ومنتجع صحراوي.وسيجري تنفيذ المشروع على عدة مراحل منها المرحلة الأولى التي أطلق عليها اسم «عود»، والتي ستضم 7 مبانٍ سكنية تضم عدداً من الوحدات السكنية إلى جانب مساحات تجارية ومرافق خدمية وترفيهية للمقيمين بالمشروع.وتتنوع الوحدات السكنية وبمساحات مختلفة ما بين استديو، وغرفة، وغرفتين، إلى جانب أن الشركة حرصت على طرح طرق تسديد ميسرة للغاية تبدأ من 1500 درهم شهرياً ولغاية استلام الوحدة السكنية، حيث إن هذه فرصة مغرية للغاية بغرض الشراء والتملك والاستثمار وتتناسب مع إمكانيات الجميع. منافسة كبيرة يقول عامر العمر سالم المنصوري رئيس مجلس إدارة مجموعة المنصوري ثري بي عضو مجلس إدارة جمعية المقاولين: « إن قطاع البناء والتشييد في حالة ترقب لهذه المشاريع الكبيرة والعملاقة، التي أعلنت عنها حكومة الإمارات والمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أو شركات التطوير العقاري، حيث إن شركات المقاولات الوطنية تأمل أن تحظى بتنفيذ هذه المشاريع والتي ستوفر لها الاستمرارية والعمل في ظل المنافسة الكبيرة في السوق العقاري، وحرص شركات المقاولات الإماراتية على الحصول على حصة من سوق الإنشاءات».وأضاف المنصوري: «إن الاهتمام بإطلاق مشاريع جديدة تتعلق بإسكان المواطنين أو مشاريع عقارية استثمارية، يؤكد الحاجة إليها في ظل ارتفاع أعداد المواطنين والمقيمين، ورغبة عدد من المقيمين في الشراء والتملك بدلاً من الإقامة في منازل بالإيجار». نمو كبير ويقول خليفة سيف المحيربي رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي للاستثمار:«لقد شهدنا خلال الفترة الماضية اهتماماً كبيراً في إطلاق مشاريع عقارية في إمارة أبوظبي، سواء من قبل حكومة أبوظبي عبر مشاريع إسكان المواطنين، أو شركات التطوير العقاري التي تحرص على الاستفادة من النمو الكبير في سوق العقارات بأبوظبي، وتلبية الطلب الكبير على شراء وتملك الوحدات العقارية، خاصة في المناطق الاستثمارية المتميزة على غرار جزيرة الريم وشاطئ الراحة، وغيرهما من المناطق».وفي ما يتعلق بمساكن المواطنين، قال المحيربي: إن قيادة الإمارات تسعى بكل جهد من أجل تلبية احتياجات مواطنيها ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم وتوفير كل سبل العيش الكريم لهم، وأن مبادرات إسكان المواطنين وإطلاق مدينة الرياض من شأنها توفير الحياة الكريمة لجميع المواطنين عبر توفير المساكن الخاصة بهم. توقعات إيجابية ويقول عمير الظاهري رئيس مجلس إدارة مجموعة مدائن القابضة: «إن القطاع العقاري في أبوظبي على موعد مع مزيد من النشاط والحركة، بفضل المشاريع التي تطلقها الجهات الحكومية أو شركات القطاع الخاص، ولا بد هنا من التنويه إلى أن هذه المشاريع تلبي الطلب الذي يشهده السوق العقاري، في ظل توجه أعداد من المقيمين والمواطنين للشراء، إما بغرض الاستثمار أو الإقامة، وهذا الأمر يحدث حركة نشطة بالسوق العقاري في أبوظبي».وأعرب الظاهري عن توقعاته بأن تشهد أبوظبي إطلاق مزيد من المشاريع بالتزامن مع فعاليات معرض سيتي سكيب أبوظبي الذي سيقام في شهر إبريل المقبل».وأضاف الظاهري: «لقد عوّدتنا القيادة الرشيدة في عام زايد الخير على المبادرات الخلاقة والمهمة التي تلامس احتياجات المواطنين، وتسهم في حل المشكلات أو الصعوبات التي تواجههم، وتتكفل هذه المبادرات في تحقيق كل أنواع الرخاء والرفاهية لهم، خاصة مع الإعلان عن إنشاء 7200 مسكن للمواطنين في الدولة خلال السنوات الثلاث المقبلة، وبتكلفة 7 مليارات درهم، أو عبر إطلاق مدينة الرياض التي تعتبر المدينة السكنية الأكبر في أبوظبي. دور مهم يقول حمد العوضي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: «إن المشاريع العقارية والعمرانية التي يجري إطلاقها في أبوظبي، تؤكد أن هذا القطاع لايزال يلعب دوراً مهماً وقوياً في التنمية الاقتصادية التي تشهدها الإمارة، حيث إن هذه المشاريع ستضخ مليارات الدراهم في سوق الإنشاءات والبناء والقطاعات المكملة له، مما يسهم في تحقيق انتعاش بقطاع العقارات، في ظل الطلب على تملك الوحدات السكنية والذي أثبتته التجارب عبر نجاح عدد من شركات التطوير العقاري في بيع وحدات مشاريعها بزمن قياسي».وأضاف العوضي: إن حرص حكومة الإمارات والمجلس التنفيذي لأبوظبي على إطلاق مساكن للمواطنين وتوزيع أراضٍ سكنية عليهم، وتوفير القروض والتمويلات اللازمة لإنشاء وبناء مساكنهم، يؤكد اهتمام الحكومة الرشيدة بمواطنيها وتلبية احتياجاتهم، خاصة أن أعداد المواطنين في تزايد ويحتاجون إلى عدد أكبر من المساكن التي تلبي احتياجاتهم وتوفر لهم الأمن والاستقرار والحياة الكريمة. مشاريع نوعية يقول خلدون صالح مدير عام شركة واحة الزاوية للاستثمار والتطوير العقاري: «إن القطاع العقاري في أبوظبي مشجع للغاية على إطلاق مزيد من المشاريع، حيث أثبت هذا القطاع قدرته على المنافسة، ويشهد إقبالاً كبيراً على المشاريع النوعية التي يجري إطلاقها، والتي تلبي احتياجات المواطنين وتتناسب مع قدراتهم في ظل طرح تسهيلات مغرية للغاية.وأكد صالح مواصلة الشركة دراسة العديد من الخيارات لإطلاق مشاريع عقارية تتناسب مع المواطنين في مشروع واحة الزاوية، حيث نجحت الشركة في الترويج لمشروعها وتحقيق مبيعات قياسية لأراضي ومساكن المشروع».